أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة














المزيد.....


خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 13:43
المحور: كتابات ساخرة
    


لقطع أوصال بغداد وعزل الكرخ عن الرصافة هو آخر تقليعة يتوصل إليها دهاقنة السياسة والخطط العسكرية بوضع الحواجز الكونكريته على الجسور والمداخل التي تربط أطراف المدينة التي أستُبيحت ولم تعُد منافذها آمنة أمام داعش والإرهابيين من كل حدب وصوب . وإستطاعت السيارات المفخخة أن تصل إلى كل زاوية تريدها دون حسيب أو رقيب ، وزُهقت أرواح الآلاف من النساء والرجال والشباب والأطفال دون أن يرف جفن لأحد من حماة الدار أصحاب المسؤولية ، وخُربت المنشآت والبنى التحتية والشوارع وسكن المواطنين وممتلكاتهم بشكل مستمر دون أن يقف أحد على أطلالها معزياً ومولولاً ومدعياً بالإعتداء على ( هيبة الدولة ) ، نعم هيبة الدولة التي ضاعت .
ويبدو أن من إقترح بناء هذه الحواجز الكونكريتية ووضعها على الجسور بغية العزل بين أطراف مدينة بغداد كان قد قرأ شيئاً عن خط ( ماجينو ) الذي أنشأته فرنسا خلال سنوات عديدة بغية صد هجمات القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية ، لكن ذكاء الألمان كان أوسع حيث وضعوا قوة شكلية مقابل هذا الخط بينما إندفعت القوات الأخرى عبر هولندا وبلجيكا وعبر غابة الأردين الواقعة شمال التحصينات الفرنسية الرئيسة ، ونجح الألمان بإحتلال فرنسا دون الإصطدام بشكل مباشر بخط ماجينو . وراحت ( فلوسك يا جابر ) يعني المليارات الحلوة من العملة الفرنسية التي أرهقت كاهل الشعب الفرنسي ذهبت سُدى .
الخوف والحذر من الجماهير أصبح هاجساً مرعباً لدى أصحاب القرار فراحوا يفكرون ملياً بالورطة التي هم فيها الآن ، والإصلاحات التي وعدوا بها ما هي إلآ سحابة صيف عابرة ، ولا شيء على أرض الواقع ولإصرارهم على نهجهم العقيم في حل العُقد المتراكمة راحوا يُحصنون أنفسهم بخطوط ( ماجونية ) من نوع آخر ، ولكنها ضد من !؟ ، طبعاً ليس ضد أعداء الوطن الذين لا زالوا يحتلون أراضي واسعة منه ، لكن ضد أبناء جلدتهم من الفقراء والمعدمين الذين تظاهروا على واقعهم المزري وحياتهم البائسة .
فبدلاً من هذا التيه عليكم سادتي الأكارم أن تنصاعوا لصوت العقل وتسمعوا الجماهير الغاضبة ماذا تريد ، شعاراتها ومطالبها واضحة جلية وضوح الشمس ، وهي لا تريد غير الحياة الإنسانية الكريمة ، ولا تريد غير محاربة الفساد وإعادة ملياراته المهربة خارج الحدود ، ولا تريد غير الأمن والإستقرار والسلام .
دجلة الخير الذي يفصل بغداد بين طرفيها لا يمكن أن يكون عائقاً أمام الجماهير الغاضبة حتى لو أغلقتم كل الجسور والمنافذ ، هناك عشرات الطرق ستكتشها الجماهير حين تنوي العبور إلى ( قلاع الخضراء ) التي تحصنتم فيها وإعتقدتم أنها ( دار السيد مأمونة ) كما قالها نوري السعيد من قبل .
ولا تنسوا أن الملايين المتظاهرة نصفهم على أقل تقدير هم من جانب الكرخ فلا يحتاجون في هذه الحالة لعبور الجسور التي أُغلقت بالعارضات الكونكريتية ولا حتى بالكلاب البوليسية . كونوا عقلاء ولا تبذروا أكثر من خزينة الشعب الخاوية .
-;-ومن بيان أخير للمتظاهرين أكدوا فيه ( بأن نضالنا السلمي في التظاهر سيتواصل من أجل وإدامة كل أنواع وصور الحراك الإحتجاجي ، حتى يصل لكل ركن من أركان بلادنا ، وسيصل صوتنا المعبر عن الملايين الطامحة بحياة آمنة كريمة لكل العراقيين ، ولن تثنينا وتقلل من عزمنا كل مناورات الساسة وتسويفهم لمطالبنا الإصلاحية ، ومراوغاتهم التي خبرناها جيدا باتت مكشوفة للقاصي والداني ) .
فتشوا عن الوسائل العملية للتصالح مع الجماهير ، إعطوها حقوقها المغتصبة التي إستحوذتم عليها دون وجه حق ، وبها ستنجون بأنفسكم من كل الشرور . فالأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية لن تحميكم ، الذي يحميكم هو الإنصياع لمطالب الجماهير ( اللهم إشهد إني بلغت ) .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!
- خواط / 27 / الجماهير تُمرغ سمعة البرلمان والحكومة بالوحل
- خواطر/ 26 / القافلة تسير ولا يثنيها صراخ الحاقدين
- خواطر/ 25 / العافية بالتدريج والإصلاح المنشود
- خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير
- خواطر/ 23 / حذاري من خِداع الجماهير
- خواطر/ 22 / 14 نيسان عيد الطلبة المجيد
- خواطر/ 21 / الضحك على ذقون الجماهير
- خواطر/ 20 / تحية وسلام لأصحاب الأيادي البيضاء في عيد ميلادهم ...
- خواطر/ 19 / وزراء يقدمون إستقالاتهم إلى رؤساء كتلهم !!
- خواط / 19 / تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبي ...
- خواطر / 18 / حلبة المصارعة والمتفرجين
- خواطر/ 17 / العزف على الأوتار الطائفية
- خواطر/ 16 / المُجَرَبْ لا يُجَرَبْ
- خواطر / 15 / تحية وسلام للمرأة في عيد 8 آذار المجيد
- خواطر 14 / قل ضميرقراطية ... ولا تقل تكنوقراطية
- خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي
- خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!
- خواطر - 11 / لكي لا ننسى يوم 8 / شباط الأسود 1963
- خواطر - 10 / مستمرون ... حتى تحقيق مطالب المتظاهرين


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة