امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 23:35
المحور:
كتابات ساخرة
" ... مَرّتْ الذكرى الخامسة والعشرين لزواجه قبلَ أيام .. فوقفَ أمامَ المرآة يتأمل نفسه مَلِياً .. ثم خاطبَ زوجته قائلاً : هل ستستمرين في حُبي ، حينَ أصبحُ عجوزاً ، وبديناً وأصلَع ؟ أجابَتْهُ على الفَور : طبعاً ... فأنا أفعلُ ذلك منذ خمس سنين ! " .
صاحبنا ، رغم وقوفه مُقابِل المرآة ، إلا أنهُ لم يكُن يرى ، كَمْ أحْنَتْ السنين هامته ، ولم يُلاحِظ كرشه المُتدَلي ، بل يعتقِد أن بضع شعراتٍ مُتفرِقة في مُؤخرة رأسهِ ، تٌعتَبَر شَعْراً ! . كان يخدعُ نفسهُ ، ويتوهَم بأنهُ ما زالَ شاباً ... بينما الحقيقة غير ذلك تماماً . فزوجتهُ لاحظتْ بأنهُ عجوزٌ سمينٌ ، وفوقَ ذلك أصلع ، منذ سنين عديدة ! ... لكنها لِكَرم مَنبَتها ، لم تكُن تشكو ولا تتذمَر ! .
......................
حكومة أقليم كردستان ، أو السُلطة الحاكمة منذ رُبع قرن ، تشبهُ صاحبنا أعلاه ، فهي حين تنظر إلى نفسها ، من خلال مرآتها هي ، تلك المرآة التي لا تُظهِر الواقع ، فلا ترى في نفسها ، أية أخطاء ولا تكشف أي فساد ولا تُشير إلى إنتهاكات وتجاوزات شنيعة ... ويقودها عمى الألوان ، إلى تَصّوِرات زائَفة ، ليسَ لها علاقة بالحياة اليومية المُعاشة .
وفوق كُل ذلك ، وتماشِياً مع غرق الحكومة والسُلطة ، في " وَهم " النرجسية ، فأنها تُخاطِب الشعب ، بوقاحة : هل ستُواصل التعلُق بي والإلتزام بحُبي ، بعد أن تغزو التجاعيد وجهي ، ويشتعل رأسي شَيباً ، وأفقد حيويتي ؟ ..
إذا كان الشعب ، يخجلُ في السابِق ، فيجيب : نعم سأفعَل . إذا كان يخاف فيقول : نعم سأواصِل . فاليوم قد تغيرتْ الأمور ... إذ يُعلِنها صراحةً : أيتها الحكومة أيتها السُلطة الفاسدة ، ليستْ التجاعيد القبيحة ، فقط ، هي التي تُنفرني منك ، بل ان رائحة الفساد العفنة المنبعثة ، تجعلني لا أحتملك بعد الآن .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟