أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - ثقافة محنّطة ...صدّام والقرآن














المزيد.....

ثقافة محنّطة ...صدّام والقرآن


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن عشق َ ظهوره المبرمج والمعدّ له بأدق التفصيلات على شاشة التلفزيون العراقي وبشكل متكرر ومطوّل ،حتى بات صدّام حسين ممثلا ً تلفزيونيا ً بارعا ً ...كما كان بإمكانه أن يصبح نجما ً سينمائيا ً تتنافس عليه شبابيك التذاكر ...لولا مشاغله الرئاسية والحربية على الأخص ..!!. لذا فطالما ظهر الرئيس بالكوفيه الريفية والعقال العربي والسروال الكردي وقبعة تكساس ونظارات جاكلين كيندي،وحين أعلن الحرب برز بزيه الحربي الأنيق ،وقد أبدى خياطه الفرنسي إعجابه بزبونه وحسن إختياره للتصاميم . ثم غزا المسرح بقوة صاروخية بعد تنصيبه حكومة ثورية في الكويت ،فأصبح ممثلا ً مسرحيا ً من طراز فريد ،فهو يتّقن أدواره بحرفية عالية ويرتجلها أمرارا ً بشكل تلقائي قلّ َ نظيره... وحين تم إسقاط حكمه بالطريقة ذاتها التي يفهمها ويعدها منهجا ً لحياته الشخصية والسياسية وكذلك إدارته لمقاليد السلطة في السيطرة على العراق ،ومن ثم إستخراجه من حفرته التاريخية (التي ستكون سياحية يوما ً ما فتعم البحبوحة أهل القرية التي تحتويها ،فوق البحبوحة الدولارية التي تمتعوا بها أثناء وجوده معهم..!! )....،وصولا ًليوم الجلسة الأولى لمحاكمته ..ثم الثانية ..،عاد صداّم الى مواجهة عدسات الكاميرات التلفزيونية مع براعته في فنون التمثيل المسرحي الكلاسيكي .. وهاهو المشهد ...الممثل الرئيسي صدّام يقف يحتضن (قرآنه )...وخلفه كما هي العادة يقف كمبارس من القادة الممثلين الثانويين وعددهم سبعة مجرمين ...،لم يحمل أي منهم قرآن..،فالقائد صدّام وحده يؤثث صورته القومية الإسلامية في دوره المسرحي بواسطة القرآن ..فهو الأقدر على إداء الدور وإذا نجح هو ..فكما الأيام الخوالي.. نجح كومبارس الرفاق . ليس الأمر كم نظنّ ُ عاديا ً ولايعد بسيطا ً ،فصدّام مسلم الديانة ،والقرآن هو الكتاب المقدس المناسب له في ضائقته الحالية ،فمن أين لصدّام بكلام أفضل من كلام ألله يحميه من ظلم الصليبين الكفّار والصهاينة والموساد والمجوس وعملائهم متمثلين بهيئة القضاة الخمسة وعلى رأسهم الكردي رزكار، و مَنْ سوى الكتاب الكريم من يثير عواطف فقراء القهر والعوزوالتخلف في الباكستان وبنغلاديش ومصر وغزة وموريتانيا ..حتى الشيشان وأذريبجان ..،ومَنْ سوى أيُ الذكر الحكيم مَنْ يلهب النار في ألسنة خطباء مساجد اللطيفية وتكريت والرمادي والسلط والدوحة وصنعاء والخرطوم ..ولاكيمبا في سيدني ..،والحجّة هي ذريعة جاهزة محنطة ..،صدّام رجل مسلم لكنه أجرم بحق الناس وحق نفسه ..لكنه أعلن توبته ..،لقد تاب الرجل ،أما ترونه يحتضن كتاب ألله العزيز ..ويقف شامخا ً أمام الدنيا كلّها كشموخ المسلمين الأوائل على المشركين ..!!. ثقافة بدوية دينية جاهلة تدعو للشهامة والرجولة والجريمة في خلطة واحدة وتتسامح حسب العصبية بكل أشكالها تعتمد ما أرساه صدّام نفسه من قيم قبلية عفنة مضاف إليها مخللات دينية بائسة .. لم يحتضن ميلوسوفيتش الإنجيل أو كتاب كارل ماركس رأس المال أثناء جلسات محاكمته في لاهاي ....،كان يحتفظ بقصاصات ورقية دوّن عليها مقتطفات من القانون الدولي الخاص بقوانين الإجرام بحق الإنسانية وبعض الملاحظات عن لائحة حقوق الإنسان .. نحن هنا أمام دكتاتورين واحد غربي صربي مسيحي وآخر عربي عراقي مسلم ..،يتم محاكمتهما بتهم تتعلق بالإساءة الى الجنس البشري ..،الأول سقط بإنتخابات ولم يذعن ،فبدأت إحتجاجات وطنية صربية ،فعقل الرجل وسلم نفسه وهو يرتدي بدلة وربطة عنق ،والثاني هرب من عاصمته لاجئا ً إلى قريته وعشيرته ،تاركا ً كل شيء ورائه ،وجلس في حفرة مع مسدس ولكن بدون قرآن .. إنظروا أي خزي ٍ تلحقه ثقافة المرء به ،فرئيس الدولة الذي أمر َ ذات مرة بسجن وطرد مدير مدرسة( برجوازية) لأن المرافق الصحية الخاصة بالتلاميذ كانت غير نظيفة من دون سماع رأي المدير المسكين ،تراه يتمسك بالدين وكتاب الدين المقدس لكي يدافع بهما عن نفسه الغائبة عن الحق والوجدان ويدعو القاضي لمساعدته . كان أيمن الظواهري يحمل مصحفا ً أثناء محاكمته في مصر إثر مقتل الرئيس السادات ..وكان يتوعد ويتهدد والقرآن بيده . ينصح المحامون في أمريكا موكليهم من السود ،بجلب نسخة من القرآن معهم .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثي الصغير تأسيس ثقافة الوشاية
- ثقافة دينية قومية ...قتل فقراء الشيعة
- قسوة.. ودشاديش ..وزبالة
- الشوعيّة ....في محاربة الصدّامية
- مسّلمًُون ..وألين جونز ...
- مَوْهبة الخادمْ ...في تجارة نشر الغسيل ..
- كذبة ٌ إسمُّها..العراق الحديث..
- عن النَذ ْل أو مايشبهه
- العقلية العراقية ...مابين الملازم أول نجيب وصورة مي ّ أكرم
- الشيوعي الطيب ..والبعثي الحليف
- ديمقراطية العمامّة ....في دولة جنوب العراق
- صدّام.....أو العراقي في قفص
- بروفسور غربي ..ومحاكمة صدّام
- يموت العراق ويحيا نحن ....إلى الشاعرين سعدي يوسف وكمال سبتي ...
- هل إنتقاد إيران حرام أم حلاّل .. النبي ومسيّلمة... ؟
- العراقي ..ثقافتان ..الخارج والداخل
- في( محو الأميّة ) السياسية العراقية
- حجاب المرأة في العراق
- الشيوعية العراقية ….النفس الأخير
- ثقافة (شيعية ) طازجة ...


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان ضد مواقع جيش العدو الإسرا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تدك حصون الاحتلال + فيديو
- ويكيبيديا توجه ضربة لمصداقية إحدى أكبر المنظمات اليهودية بأم ...
- حيفا.. مدينة المساجد والكنائس
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- الخارجية الإيرانية تدين بشدة القرار الكندي بشأن حرس الثورة ا ...
- وسيم السيسي: دليل من التوراة يبطل حجة اليهود بأحقيتهم في أرض ...
- فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
- وسط صيحات الله أكبر بموسكو.. مقاتل روسي أمريكي سابقا يعتنق ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - ثقافة محنّطة ...صدّام والقرآن