|
الفيلم التسجيلي - مندائيو العراق- لعامر علوان: فلسفة الحياة الحقيقية بعد الموت، وتحرر الروح من سجن الجسد الطين
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 10:52
المحور:
الادب والفن
تكمن أهمية الفيلم التسجيلي " الصابئة المندائيون " للمخرج العراقي عامر علوان " المقيم في باريس منذ ربع قرن " في حذاقة رؤيته الإخراجية المحايدة حيث ترك عدسة مصوِّره تجسّد حقيقة هذه الديانة السماوية من دون زيف أو تحريف أو رتوش. كما أن إختياره الدقيق للشاعر المندائي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد " بغض النظر عن موافقه السياسية السابقة " قد منح الفيلم إمتيازاً خاصاً بحيث أصبحت كل المَشاهد التي يتحدث فيها عبد الرزاق عبد الواحد مشاهد شعرية، وشاعرية، وفلسفية عميقة، بل أنه رسم لنا صورة أخرى " للموت الجميل " عندما يتخلص الإنسان من هذا " الجسد الطين " الذي يسجن أرواحنا ونفوسنا، ويحد من حركتنا في الأثير، بينما نستطيع في الحياة الموجودة في " الموت " أن نتحرر، وننطلق، ونقطع المجرّات في لمح البصر! ومن ميّزات الفيلم، وسماته الناجحة الأخر أنه لم يبدأ بسرد تأريخي، وإنما بتلاوة نص شعري منحت قصة الفيلم بعداً شاعرياً جعلها تقترب من الأسطورة كثيراً، أو تدور في فلكها أو في مداراتها في الأقل، ونحن نتخيّل " ملكوت الحي وهو يدفع عربات الظلمة، ويسحب عربات الضوء ". ولكي نقف على طبيعة هذا الفيلم التسجيلي تاريخياً، وفلسفياً، وروحياً، وطقوسياً لا بد أن نتابع تسلسله الزمني على وفق الرؤية الإخراجية لعامر علوان فثمة شخصيات متعددة تتناوب على توثيق أحداث هذا الفيلم التسجيلي الناجح، وإن إختلفت المستويات المعرفية لهم، فلغة عبد الرزاق عبد الواحد كانت مُكثفة، ومركّزة، وعميقة، وضاربة في الشغاف، بينما اعتورت لغة " الشيخ ستار " أو رجل الدين الصابئي الكثير من الأخطاء اللغوية الصارخة التي لا تُغتفر. وكان يتوجب على زميلي المخرج عامر علوان في أثناء كتابته للسيناريو بعد التصوير أن يستعين بخبير لغوي يصحح له هذه الأخطاء اللغوية التي اقترفها رجل الدين من دون قصد طبعاً، وأن يعيد تصوير بعض المشاهد البسيطة التي تتطلب التصحيح لكي ترقى لغة الفيلم إلى أهمية المضمون وعظمته وتجلّيه. وإذا تتبعنا السياق السردي للفيلم فسنجد أن الراوي الأول " الشيخ ستار " قد بدأ حديثه منذ بدء الخليقة، وتحديداً منذ زمن آدم وحواء. فالصابئة المندائيون يرون أن ديانتهم ترجع إلى " آدم جبرا قدمايا " أي إلى آدم الرجل الأول الذي نزلت عليه التعاليم والصحف الأولى من قبِل جبرائيل، أو الرسول " جبريل شيها ". وكانت هذه التعاليم تتضمن الحكم، والوصايا، والشرائع، والأقوال المأثورة التي انتقلت من آدم إلى أجياله اللاحقين حتى وصلت إلى آخر أنبياء الصابئة المندائيين " يحيى بن زكريا " (ع) ثم توارثها الصابئة جيلاً بعد جيلاً عن طريق الحفظ والاستذكار. وسواء أكان هذا الفيلم موجّهاً للعراقيين أم للعرب أم للأجانب فلا بد من التوقف عند الأركان الأساسية لهذه الديانة السماوية الموغلة في القدم. فتوحيد الخالق " عزّ وجل " هو الركن الأساسي في هذه الديانة حيث وردت في النصوص المندائية المقدسة وجوب توحيد الخالق، وعدم الشِرك به، حيث نقرأ " سبحانك ربي العظيم لا أب لك ولا أخ يقاسمك الملكوت، لا تنفصل، ولا تتجزأ. . الخ". كما توقف الراوي عند صفات الله والتي تتطابق كثيراً مع " الأسماء الحسنى " التي وردت في القرآن الكريم مثل" الرحمن، الرحيم، المسامح، الغفور، الواحد، الملك، القدوس، التواب، السلام، المتفرد، ملك النور السامي، لا حد لقدرته " وما إلى ذلك من صفات لا يرقى إليها الشك، ولا تُخالطها الظنون. في إطلالته الثانية يؤكد عبد الرزاق عبد الواحد بأن الديانة الصابئية المندائية هي أقدم الديانات السماوية التي كانت توّحد الله سبحانه وتعالى، ولكن ظهور ديانات جديدة أدى إلى نشوب معارك وصدامات متواصلة بينها وبين الأديان الجديدة، وبالذات الديانة اليهودية، حتى أن دماءً كثيرة أريقت عبر التاريخ، ونجمت عنها معاناة شديدة جعلت أبناء الطائفة ينطوون على أنفسهم خاصة بعد أن قلَّ عددهم كثيراً، وتضاءل بشكل واضح نتيجة إنتماء البعض منهم إلى ديانات جديدة عبر تاريخ هذه الديانة الذي يمتد إلى خمسة آلاف سنة. المتحدثة الثالثة كانت السيدة ناجية المرواني، صاحبة كتاب " مفاهيم صابئية مندائية " وقد إرتأت أن تحيط المتلقين لهذا الفيلم بنبذة تاريخية، فقد حددت البقعة الجغرافية للصابئة المندائيين في الجزء الأوسط والجنوبي من العراق في حين أن واقع الحال يشير إلى أن الصابئة المندائيين قد توزعوا بين العراق وعربستان وبعض المدن الإيرانية المحاذية لعربستان، وبالذات تلك التي تقع على ضفاف الأنهار وبالذات " الكارون، والكرخة " كما أنهم استوطنوا في مدن إيرانية عديدة من بينها البسيتين والخفاجية والأحواز وشوشتر والطيب كما ذكر ياقوت الجموي في معجم بلدانه. وقد ذكرت أن سبب الهجرة إلى حرّان هو تعدد الآلهة، ولم تذكر الأسباب الأخر، وقالت أنهم كانوا مجبرين، في حين أنها لم توضح سبب هذا الإضطرار للهجرة، وكان على المخرج هنا وكاتب السيناريو أيضاً، أن يستفهم من السيدة ناجية عن سبب هذا الإضطرار إلى الهجرة من وسط وجنوب العراق إلى حرّان التي كانت تقع في شماله آنذاك، وهي الآن ضمن الأراضي التركية، وألا يترك السيدة تتخبط في إرتباكها، وعدم دقتها، فالفيلم التسجيلي يتوخى الدقة والمصداقية والأمانة العلمية أولاً وأخيراً، وكان يجب أن نعرف لماذا كانوا مضطرين على هذه الهجرة إلى حرّان، وبعضهم ذهب إلى حوض نهر الأردن، وهناك إلتقوا بالنبي يحيى بن زكريا (ع) أو يحيى الصابغ، كما أسمته الباحثة، لأنه كان يصطبغ " أي يتعمّد " بماء النهر، ومنه أخذوا تعاليم الصابئة، وخاصة من كتابه " يوحنا المعمدان " أو " دراسة يحيى ". وبعد مدة من الزمن عادوا إلى مكانهم في " حرّان " وبذلك وصلت إلى نتيجة مفادها أن جذور الديانة الصابئية المندائية هي جذور عراقية خالصة. في حين أن العديد من الباحثين وبضمنهم البروفيسور الألماني كورت رودولف يعتقد أن أصلهم من سوريا وفلسطين، وخاصة بعد ترجمة ليدزبارسكي للنصوص المندائية إلى الألمانية وما كشفته من إشارات وإحالات تعزز هذه المرجعية الشامية. عاد الشيخ ستار مرة ثانية للحديث عن الطقوس الصابئية وإنطلق من مفردة " الصباغة " التي تعني " التعميد "، فالصباغة تعني أولاً الدخول في الديانة الصابئية، كما أشار إلى أن ولادة الكائن البشري هي " ولادة مادية "، لذلك فإن على الفرد الصابئي المندائي أن يلد "ولادة روحية " جديدة من خلال الإرتماس في الماء الجاري أو " الطمش فيه " أي الغطس فيه. أما " المصبتّا " فهي عهد وقسم يتبادله كل من المُعَمِد والمُعَمَد، وهي نظافة روحانية معنوية. والشيء الأساسي في المصبتا هي وحدة الإنسان بكل أجزائه، ففي الديانة الصابئية يتكون الإنسان من " الجسد والروح والنفس " وهم يعتبرون الجسد وعاءً للروح والنفس. أما الروح فهي من وجهة نظرهم تمثل المُدركات والغرائز والطاقة الكامنة في الإنسان. أما النفس فهم متفقون على أنها نفحة أو نسمة من الخالق سبحانه وتعالى، وتعني أيضاً الضمير في الإنسان أو العقل في بعض الأحيان. أما تعميد الجسد وتطهيره فيعني تخليصه من الأوساخ والشوائب والأدران التي علُقت به طوال حياته. أما المتحدث الثالث نزار ياسر فقد توقف عند " الكنزا ربا " أو الكنز الكبير، وهو عبارة عن الصحف والتعاليم الأولى منذ سيدنا آدم (ع)، مروراً بشيت، سام، وإنتهاءً بسيدنا يحيى بن زكريا (ع). وقال إنه مكتوب باللغة المندائية الآرامية، وهو مُؤلَف من جزأين، الأيمن والأيسر، ويلتقيان في في نقطة واحدة، وهذه هي ميزة " الكنزا ربا " عن بقية الكتب السماوية. ويتضمن هذا الكتاب قصة التوحيد، والطوفان، والمخلص، والوصايا، والحكم، والمواعظ، وما يتعلق باللاهوت المندائي. وقد تُرجم هذا الكتاب المقدس من المندائية الآرامية إلى اللغة العربية، وقد أشرف على إعادة صياغته صياغة أدبية الشاعر المندائي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الذي استغرب من شدة المواقف المعارضة لترجمة " الكنزا ربا " إلى العربية. فرجال الدين يعتقدون أن الكتاب مقدس بلغته، وأنه يفقد قدسيته بالترجمة، علماً أن الجزء الأكبر من الطائفة المندائية لا يعرفون لغتهم. فهنا يتساءل عبد الرزاق عبد الواحد عن هذه المعارضة القوية قائلاً: " وهذه المعارضات كات غير مقنعة وإلا كيف نفهم ترجمة الإنجيل والتوراة والقرآن الكريم. هل فقدت هذه الكتب المقدسة قدسيتها بالترجمة. وهل يكون الكتاب مقدساً مع الجهل به أم مع العلم به؟". وقد استغرقته إعادة صياغة هذا الكتاب سنة وأربعة أشهر بحيث أن الشاعر نفسه قد تشبّع بالمثيولوجيا الصابئية خلال مدة صياغته لهذا الكتاب الذي يعرف تفاصيله ورموزه ووقائعه عن كثب كونه مندائي النشأة والثقافة والتكوين. ويضيف " عندما أعدت صياغة الكتاب كنت أقف عند الترجمة فلا أجد فيها وضوحاً، لكنني بمندائيتي كنت أذهب خلف مساقط الكلمات ولم أذهب إلى الكلمات نفسها. الكلمات ما كانت تعطيني شيئاً لكن مساقط الكلمات وظلالها كانت تعطيني أشياء كثيرة.". تحدث الشيخ ستار عن طقوس نحر البهائم والطيور، وقال عن ذبح الحيونات المحللة لهم " يجب أن تكون نظيفة من الأوساخ، وأن تكون صحيحة، سليمة الجسد، خالية من العيوب، ويشترط أن تكون السكين حادة كي لا يتعذب الحيوان المنحور، كما يتوجب وجود شاهد يشهد على صحة مراسيم الذبح. " ويتمنى الناحر أن يكون الذبح زكياً طاهراً يهب الصحة والعافية لكل من أكل من الذبيحة التي نُحرت بإسم الحي العظيم. كما يأكل الصابئة من الطيور الدجاج والوز والبط. وعن تقاليد الزواج وشروطه ومراسيمه قالت الشيخ ستار: " إن الزواج هو عقد مقدس بين الرجل والمرأة بحيث يصبحان بعده جسدين في روح واحدة لا إنفصام لها حتى بعد الموت، وهناك عهد يقطعه الزوج والزوجة على نفسيهما بقسمة حياتهما بسرائها وضرائها وعدم الخيانة ومشاركة كل من الزوجة والزوج في هذه الحياة." أما السيدة ناجية الموراني فتقول عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة: " إن الله الذي خلق الإنسان بكلمة واحدة أودع النفحة الإلهية في آدم وزوجته حواء على السواء، فحواء ليست جزءاً صغيراً من آدم، وإنما في الديانة المندائية تُعامل حواء معاملة الند للند، فكما وهب الله نفحة الحياة لآدم منحها لحواء بالتساوي." كما أشارت إلى أن الطلاق غير موجود في الديانة الصابئية، ولا يوجد تعدد زوجات أيضاً، ولكن نتيجة للضرورة الماسة، ولفك بعض الإلتباسات فقد وقعت ظاهرة الطلاق، كما حدثت زيجات متعددة. وعن التقويم المندائي أكد الأستاذ نزار ياسر بأن السنة المندائية هي 12 شهر، وكل شهر مؤلف من ثلاثين يوماً، أي أن مجموع السنة المندائية هو " 360 " يوماً. أما الأيام الخمسة الأخر فيعتقدون أن الله سبحانه وتعالى قد خلق فيها الأرض وما عليها من حيوات إنسانية ونباتية وحيوانية، لذلك فهي لا تُحسب من عمر الإنسان. كما توقف عن بعض الأعياد المندائية ومنها عيد " دهوا ربا " أو العيد الكبير الذي يصادف في نهاية شهر تموز، والعيد الصغير " دهوا هنينا " و " عيد الخليقة أو البنجة "، ولكنه لم يتوقف عند " عيد التعميد الذهبي " أو " دهوا أد ديمانة " أو بقية الأعياد الثلاثة الأخر وهي " عيد شيشان " و " عيد الفل " و " العاشورية ". وثمة طقوس مثيولوجية يعتقد بها المندائيون ومن بينها أن المندائيين يجب أن ينقطعوا إلى بيوتهم خلال العيد الكبير، ويسمى هذا الإنقطاع بـ " الكرصة " وسبب هذه " الكرصة " هو أن الملائكة تعرج للسماء لتلتقي الخالق في عالم الأنوار، وأن رحلة الذهاب، ولقاء الخالق، والعودة تستغرق بمجملها ( 36 ) ساعة، وخلال مدة الاعتكاف يحتفظ المندائيون بأكلهم وشربهم ويتجنبون تناول أية مأكولات أو مشروبات أخر خشية من الأرواح الشريرة التي قد تلوثها في غياب الملائكة. كنت أتمنى على المخرج وكاتب السيناريو أن يقارن بين التقويم المندائي والتقويم الزرادشتي الذي يختتم السنة أيضاً بخمسة أيام أيضاً، وهو ما يقابل بالضبط " عيد البنجة أو عيد الخليقة " عند الصابئة المندائيين. أما فكرة الموت فقد تناولها الفيلم بعمق شديد من خلال شخصيتين مهمتين في الفيلم وهما الشيخ ستار والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، فالشيخ يرى أن الروح عندما تدخل الجسد تأتي نقية، طاهرة، ويجب أن تخرج نقية، طاهرة أيضاً. فحينما يحتضر الإنسان وتبدأ عليه علامات الموت، " يطمّش " بالماء ثلاث مرات، ثم يكفّن بكفن أبيض ناصع لكي تخرج روحه نقية طاهرة إلى العلياء. ثم يقام عليه الثواب لمدة ( 45 ) يوماً يبدأ من اليوم الأول للدفن وحتى بلوغة " الميزان " حيث يُحاسب هناك، فإن كانت أعماله حسنة، طيبة يعرّج إلى طريق الصالحين والمختارين، وإن كانت أعماله سيئة، شريرة فترجع روحه إلى المطهرات لكي تنال جزاءها العادل. لا شك في أن عبد الرزاق عبد الواحد هو الشخص الوحيد الذي تناول فكرة الموت في هذا الفيلم بطريقة فلسفية عميقة ومقنعة. فالصابئة المندائيون يعتبرون أن الحياة الدنيا هي الموت الحقيقي، والحياة الثانية " أو الموت بمفهومنا الأرضي " هو الحياة الحقيقية. وكما تقول الكنزا ربا بأن الصوت " صوت الموت " هو الدعوة إلى الحياة الأخرى الكائنة في عالم الأنوار حيث يعيش الصالحون والأبرار. ويعلل عبد الواحد السبب الكامن وراء إبتسام الآباء والأجداد في لحظات الاحتضار ومواجهة " الموت حيث يقول " إنهم يبتسمون، ويبتهجون لأنهم سيتحرروا من هذا الجسد الطين " أو سجن الجسد " الذي يحدد حركتهم ورؤيتهم، فإذا انطلقت الروج من سجن الجسد الطيني وخرجت إلى عالم الأنوار إستطاعت أن تقطع المجرات في لمح البصر، وأن ترى ما لا نراه، وأن تسمع ما لا نسمع! لهذا كان عبد الرزاق عبد الواحد مستعداً لأن يتقبل الموت في أية لحظة من دون أي ندم على هذا العالم الفاني ويتحرر من سجن جسده الطيني لكي يحلّق في الأثير. كنت أتمنى على المخرج أن يحرّض أحد الشخصيات وبالذات عبد الرزاق عبد الواحد لأن يتحدث عن أبرز الشخصيات العلمية والأدبية الصابئية أمثال الطبيب والفيلسوف وعالم الرياضيات ثابت بن قرّة، وإبنه الطبيب سنان بن ثابت بن قرّة، وحفيده المهندس والفلكي المشهور إبراهيم بن سنان بن ثابت، وعالم الرياضيات والفلكي المعروف البتاني، وصاحب ديوان الرسائل أبو إسحاق الصابي، والدكتور الجليل، وعالم الفيزياء المعروف عبد الجبار عبد الله، والشاعرة لميعة عباس عمارة، ونعيم بدوي، ودخيل غيدان، وإبراهيم الخميسي. وربما كان من المفيد جداً لتعزيز الجو الصابئي المندائي أن ينتقي المخرج بعض الأغنيات التي كانت تؤدى بالطور " الصُبَّي " وهو طور غنائي مشهور في جنوب العراق تحديداً، ولا يتمكن من أدائه إلا من يمتلك صوتاً قوياً، وحنجرة مرنة مطواعة، ويتميز هذا اللون الغنائي بالحزن الشفيف الذي يسم الأغنية العراقية بعامة، وقد غناه من الصابئة الفنان حربي سباهي، وروحي الشعلان، وكلاهما من صابئة سوق الشيوخ في الناصرية. كما كنت أتمنى على المخرج لو أنه وضع في حسبانه قبل تصوير الفيلم أن يكلّف أحد الباحثين في أصول الديانة الصابئية المندائية أو من مثقفيها المعنيين بالتاريخ المندائي أمثال د. ليلى غضبان الرومي، أو سامي سباهي، أو تحسين عيسى السليم، أو موسى الخميسي، أو ثائر صالح، أو غيرهم من المثقفين المندائيين، ويستشيره، أو يشركه مباشرة في كتابة سيناريو الفيلم من أجل إغنائه وإظهاره بما يتناسب مع الجهد الخلاق لهذه الطائفة الدينية التي تستحق المزيد من العناية والاهتمام.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي/ الشاعر وديع العبيدي: -
...
-
-استفتاء الأدباء العراقيين من المنافي العالمية /مهدي علي الر
...
-
(استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر كريم
...
-
رسام الكاريكاتير الجنوب أفريقي زابيرو جونثان شابيرو ينال الج
...
-
استفتاء الأدباء العراقيين: زهير كاظم عبّود: إن العراق حاضر ف
...
-
الإرهاب الأسود يغيّب المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي روّج أ
...
-
تقنية - الوسائط المتعددة - في مسرحية ( أين ال - هناك -؟ ) تم
...
-
فلاديمير بوتين أول رئيس روسي يزور هولندا بعد ثلاثة قرون: هول
...
-
عزلة البلَّور
-
د. نصر حامد أبو زيد يفوز بجائزة - ابن رشد للفكر الحر - لسنة
...
-
استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر باسم
...
-
استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية: د. حسين الأنص
...
-
الناقد عدنان حسين أحمد ل - الحوار المتمدن -: أنا أول من يخوّ
...
-
المخرج المسرحي المغربي الزيتوني بو سرحان ل - الحوار المتمدن-
...
-
استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر سنان
...
-
استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية - الحلقة الثان
...
-
الروائي العراقي محمود سعيد ل -الحوار المتمدن -:الرواية الجيد
...
-
الروائي محمود سعيد ل - الحوار المتمدن -: المقلٍّد دون المقلّ
...
-
اعتقال سبعة أشخاص بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في هول
...
-
لا بد للديمقراطية أن تنبع من الوطن ذاته، لأنها ليست حبة نبتل
...
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|