أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني أريس - الفزازيع والستوكهولميات














المزيد.....

الفزازيع والستوكهولميات


أماني أريس

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 01:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقول أحد الفلّاحين جادّا في هزله: كنا نصنع الفزّاعة وننصّبها وسط الحقول، فتهابها الطيور وتتوجس منها خيفة، وتكتفي بالتلصص من الحواشي، لكن اليوم أصبحنا ننصب عددا من الفزّاعات فتجثم عليها أسراب الطيور اِحتفاء بها!

إذا كانت طيور العصر قد تحررت من سذاجتها، وغدت تفرق بين الحقيقة والزّيف، فبعض الذكران في زماننا مازالوا يراهنون على فزّاعة " الكاركاس " لإثبات هيبتهم وفرض آرائهم على النساء، فهم يعتقدون أن مجرد كونهم ذكورا فهم أفضل من كل الإناث حتى لو افتقروا لأدنى شروط المروءة والأخلاق، وتنكّروا لأبسط واجباتهم إزاء عائلاتهم ومجتمعهم، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال!

وبالمقابل وبحكم اِحتكاكي الدائم بالجنس اللطيف في الواقع أو في الافتراض، لاحظت أن بعضهنّ قابلات للانصهار في بوتقة المركزية الذكورية حتى لو كانت على شاكلة الفزّاعة، وتشعر الواحدة منهن بالسعادة الغامرة عندما تقتات معنويا على فتات المجاملات التي تحظى بها من الجنس الآخر، وهي تواليه وتداهنه وتخوض معارك التنازلات عن مبادئها وقناعاتها في إلغاء مهين لذاتها، في حالة أقرب ما تكون للوصف بمتلازمة ستوكهولم.

ولا شك أن هذا الذي يمطر بالثناء والمدائح على اِمرأة تلغي ذاتها من أجل إرضائه وموالاته ولو في الباطل، هو نفسه الذي ينظر إلى نقيضتها التي تؤمن بأنها مكلّفة وتعبّر عن قناعاتها بكل شجاعة، نظرة ملؤها النقمة، وينزلها منزلة العدو، وينبزها بمختلف الألقاب المسيئة، التي يعتقدها واهما تسيء إلى أنوثتها وأخلاقها، والأطرف؛ أنّ بعضهم أبدعوا في اشتقاق وابتكار هذه الألقاب وأثرَوا القاموس العامي بها من قبيل: موسطاشة، عيشة راجل، عمي معمّر...وهلم جرا، فيا له من إجحاف، ويا لها من قسمة ضيزى!

عندما ننظر إلى هذا الكون الشاسع، وذلك التناغم الزوجي البديع، ندرك أننا خلقنا كجنسين لنبلغ التكامل بأفكارنا وأفعالنا، لا لنقوض سنّة الطبيعة بالصدام والعداء والإقصاء، فهذه أم سلمة المخزومية رضي الله عنها، تسأل بكل شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدم ذكر المسلمات في الخطاب القرآني، فأنزل الله أول آية تخاطب الجنسين في قوله تعالى: } إِنَّ ٱ-;-لْمُسْلِمِينَ وَٱ-;-لْمُسْلِمَـٰ-;-تِ وَٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ وَٱ-;-لْمُؤْمِنَـٰ-;-تِ وَٱ-;-لْقَـٰ-;-نِتِينَ وَٱ-;-لْقَـٰ-;-نِتَـٰ-;-تِ وَٱ-;-لصَّـٰ-;-دِقِينَ وَٱ-;-لصَّـٰ-;-دِقَـٰ-;-تِ وَٱ-;-لصَّـٰ-;-بِرِينَ وَٱ-;-لصَّـٰ-;-بِرَٰ-;-تِ وَٱ-;-لْخَـٰ-;-شِعِينَ وَٱ-;-لْخَـٰ-;-شِعَـٰ-;-تِ .. { الأحزاب 35

وتلك أم سليم الخزرجية رضي الله عنها جاهرت بإسلامها في وجه زوجها الكافر، الذي غضب منها غضبا شديدا وتوعدها بالقتل، فأين هو من الحقّ من يرى أن الأنثى هي من تميّعت وتذلّلت، ومنحته حقّ الوصاية عليها، والنيابة عنها في النظر إلى الحياة وقضاياها!؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

متلازمة ستوكهولم مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له، وأطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام1973، واتخذوا بعضا من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.



#أماني_أريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة المرأة لتحرير الرجل
- نحن أهل الحبّ وحملة لوائه
- خيال الزيف
- قيم اعتباطية !
- ولن تنكّلي بعد اليوم بوريقات البقدونس!
- المغاوير وحروب التنانير
- عيد بأية حال عدت يا عيد
- من أنت لأخوض معركة التنازلات لأجلك ؟ !
- شعب إذا عمَّت خَفَّت
- أنثى من ورق
- خلّدها بيكاسو في لوحة فنية وانتفض لأجلها كنيدي وماوتسي تونغ
- عندما يصبح التدين الملاذ الأخير من العنوسة


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني أريس - الفزازيع والستوكهولميات