أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الدين . . بين العقل والقلب














المزيد.....

الدين . . بين العقل والقلب


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 20:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعرف الدين غالبا بانه مصطلح يطلق على مجموعة الافكار والعقائد المرتبطة بما وراء الطبيعة او الالاهيات . . وقد آمن الانسان منذ القدم بكثير من الرموز الدينية لما وراء الطبيعة وهذا ناتج عن الخوف الذي يشعر به نتيجة المخاطر المحيطة به ، مثل الصواعق والبراكين والحيوانات المفترسة وغيرها . والايمان بهذا المفهوم يحقق له الاستقرار النفسي ويبعد عنه المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة عائلته . بمعنى ان هناك اشياء يستطيع التعامل معها ومعالجتها ، واشياء يتركها الى المعبود او الخالق لكونها خارجة عن ارادته وقدرته . . ان من يعيش في اجواء تكثر فيها المخاطر على حياة الانسان مثل الحروب والكوارث الطبيعية يكون اكثر حاجة للايمان بالدين لكون الاشياء التي تحدث امامه لا يستطيع معالجتها ، فيتركها الى قوى ميتافيزيقية او الاهية . فيستطيع ان يحقق الاستقرار الروحي والعاطفي النسبي طبعا وبذلك يتخلص من الضغط النفسي والخوف المستمر. . ومن هذا المنطلق نرى ان الدين في الدول المتخلفة او التي تعاني من الحروب هو اكثر اعتناقا وتمسكا من الدين في الدول المتقدمة او المتطورة التي يبتعد فيها الانسان عن مخاطر الحياة وهناك استقرار كبير في حياة الانسان تدفعه الى عدم التمسك بقوى غيبية . هذا من جانب ومن جانب اخر نرى ان الدين من الناحية العقلية مرفوض لعدة اسباب ، لعل اهمها ان كل الديانات الوثنية والتوحيدية لم تستطع ان تجد حلا عقلانيا او علميا مقبولا لكثير من التساؤلات حول الروح والموت والحياة والجنة والنار وهي كلها مسائل عاطفية وليست عقلية ،كما ان غموض الكون وغموض الحياة كان بدرجة كبيرة استحالت معه اية ديانةمن ازالته. فبقيت معضلة الدين قائمة من الناحية العقلية . كما ان التعاليم الالهية المنزلة على الانبياء عن طريق الوحي لا يمكن الركون اليها لاننا ببساطة لا نستطيع ان نعلم ان كانت هذه التعاليم او جزء منها من الوحي الالهي ام هي مجرد افكار او احلام الانبياء. ثم كيف يستطيع النبي ان يميز بين افكاره الخاصة تجاه الحياة والكون وبين الوحي ، بمعنى اي من هذه هي الوحي واي منها هي مجرد افكار انسانية لمعالجة بعض المسائل الشائكة . ولذلك نرى ان اغلب الاشياء المعقدة لم يجب عليها الدين ولا مجال لذكرها لانها كثيرة جدا. . ومن هنا جاء قول الشاعر ايليا ابو ماضي
جئت لا اعلم من اين. ولكني اتيت. ولقد ابصرت قدامي طريقا فمشيت. . وسأبقى ماشيا ان شئت هذا ام ابيت. . كيف جئت. كيف ابصرت طريقي. لست ادري
والاكثر من هذا ان الدين قد اصبح على مر العصور سلعة تباع وتشترى ، كما تم التحكم بالناس من خلاله ، فأصبح الدين على مر التاريخ مثار نزاعات وصراعات طويلة لا زالت مستمرة الى الان ، وخصوصا في منطقتنا حيث لا زالت الخلافات الفقهية محل صراعات دامية الى يومنا هذا ، وستبقى مستمرة طالما نحن نحكم العاطفة والتعصب الديني والطائفي على العقل والعقلانية . ان المطلوب منا الايمان بالله بقلوبنا دون تعصب او مغالاة . والايمان كان معدن الانسان على مدى العصور الى يومنا هذا ، ولا يمكن التخلص منه ببساطة لانه جاء الينا من الموروثات العائلية والمجتمعية المترسخة. .
من هذا كله نخلص الى ان الايمان ضروري ولكننا يجب ان لا نخضع كل حياتنا الشخصية والعامة الى الدين ولا يمكن لاحد ان يفرض علينا مفاهيم للحياة والحكم بأسم الدين . كما ان الدين لم يعد رادعا للاشخاص ولا للحكام في ظلمهم للناس او سرقتهم لاموال المواطنين ، كما اصبح وسيلة من وسائل تضليل الناس واستغلالهم لتحقيق مآرب شخصية .
اننا يجب ان نؤمن ايمانا فرديا كل حسب معتقده وان لا نسمح لاحد ان يعمم علينا ايمانه او معتقده ، لأن في هذا مصادرة لحرية الفكر والعقيدة . . واستلاب لعقل الانسان .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع المالكي الجديد
- امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما
- تحالف القوى . .. الموقف الانتهازي
- التكتلات السياسية . . . والبركان القادم
- ماذا بعد الدين .. ؟
- مقتدى الصدر .. والروح البروسية
- حكم الشيعة
- السياسات الدافعة للفرقة والتقسيم
- مافيش فايدة . . . دي شعب زلط
- اين هو الاسلام . . . ومن هو المسلم
- من الموصل 1959 الى الموصل 2016 . . .محنة شعب .
- حول الميليشيات السنية
- تداعيات فشل الحل السياسي في سوريا
- اوهام الاصلاح . . . وحتمية الثورة
- من دبش ... . الى هوشيار
- توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن
- هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن
- دورة الصراع والانتقام في العراق
- مظاهر مدانة من اسباب تخلفنا
- من هو الطائفي في المشهد العراقي . . . واحتمالات المستقبل


المزيد.....




- رئيس مجلس الشورى الاسلامي: لايمكن للاعداء ان يمسوا باستقلال ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي: بناء على تصريحات قائد الثورة لابد ...
- بيربوك تعتبر هجوم 7 أكتوبر نقطة تحول لكل من اليهود والألمان ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأقمار ا ...
- نزلها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- تفاصيل مخطط منسوب لإيران.. الهدف -يهودي- في اليونان
- غزة.. الاحتلال يقتحم قرية مردا شمال سلفيت ويهدد أهلها
- تعــرف على موعد انتهاء تسجيل الحج 1446 بالإمارات وخطوات التس ...
- قائد بحرية حرس الثورة الاسلامية اللواء تنكسيري: نعد أنفسنا ل ...
- قائد بحرية حرس الثورة الإسلامية اللواء تنكسيري: نحن من يرسي ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الدين . . بين العقل والقلب