روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 17:27
المحور:
الادب والفن
حلب ..
هذا الركام
شهيق وزفير
في صدر حامل
تستغيث الحجر
لتبعد عن صرخة الجنين
نعيق الغراب
وسحب الدم من فوهة قويق
ليرقص الحمداني حافي اليدين
على قيثارة .. كانت سيفه
قبل أن تغزل السيوف من جدائل الشهباء
سجادة الموت
وتصطك سلاسل المجنزرات
بخرزة زرقاء
سقطت من جيد عذراء
في بركة دم
سطر منه يوماً
استغاثات الكواكبي
كتاباً لحضرة الاستبداد
حلب ..
كل صباح
يرتشف القهوة من مقلتي
دمعة .. دمعتين
وأرتشف من مبسم من كانت حبيبتي
طحلاً .. غباراً
فتكتب عني بتلات الياسمين
قدوداً
وأغنية "قدك المياس"
لنسافر على أوتار القصف
في رحلة
نقطع تذكرة البداية
والنهاية
حقيبة تنثر من جيوبها المكتظة
صوراً .. خرائطاً .. قصاصات مصفرة
وشوارع
كانت ممرات العبور إلى قلبي
قبل أن يعبر الموت جسر الوصال
فتنكسر أوتاد المواعيد .. وتختفي
حلب ..
هل لي أن أعيد رصف الخطوات
بين الأشرفية ومقابر النزلاء في الشيخ مقصود
هل ستصدح طبلة أذني على أنغام الباعة
في المنشية والشعار
هل ستقرع أجراس الكنائس في العزيزية
وتحتضن الفتيات نسمات الغروب
في الفيلات والشلالات
أم سنبتلع الركام
والذاكرة كانت
هدية السيف للمدفع والبندقية
على امتداد ساحات
تأبى ابتلاع المزيد من أشلاء الوطن
والوطن .. متناثرات مندثرة
ترتل في شهقات الخريف
آيات من سورة الموت
وقبساً من سفر التكوين
في أزقة سوق المدينة
وقبل آخر لهيب من مواقد نيرون
1/5/2016
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟