|
مؤتمراتنا الثقافية ..في حاجة إلى دراسة جدوى !
محمد القصبي
الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 17:26
المحور:
الادب والفن
لم أكن أظن أن كثيرين في مصر..بل وخارج مصر ..موجوعون مثلي مما آلت إليه أحوال مؤتمراتنا الثقافية ..خاصة تلك التي تنظمها وزارة الثقافة ..ولقد فاجأتني ردود أفعال العشرات على الفيس بوك ..لما نشرته في جريدة الأخبار المسائي - عدد 4أبريل الماضي تحت عنوان :مؤتمراتنا الثقافية.. أكل وتصوير ومفيش ثقافة " ..ومعظم من شاركوا بالتعليقات أدباء لديهم تجارب مرة مع بعض المؤتمرات التي شاركوا فيها ..ومنهم من لم يكتف بالتعليق ..بل أرسل لي مقالات يعقب على ما يحدث في تلك المؤتمرات ..مطالبا بإعادة النظر فيها .. وكل سطر في هذه التعليقات سواء عبر الفيس بوك أو في رسائل خاصة ..بمثابة نداء إلى وزير الثقافة المصري لإيقاف هذه المؤتمرات إلى أن يتم تصحيح مسارها ..وتصبح أكثر جدوى وها هي تعليقات الأدباء ...................... كثيرا ما أتساءل عن جدوى المؤتمرات التى ترعاها هيئة قصور الثقافة ولا سيما أن معظم التوصيات التى تصدر عنها فقدت معناها وأصبحت تتكرر بنفس صيغها فضلا عن عدم تنفيذ معظمها، وهذا لا ينفى حقيقة أن بعض تلك المؤتمرات كانت ناجحة من الناحية النظرية فقد حدث أن دعيت لمؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم2006 وكان العنوان الرئيسى " تحديات الأمن القومى " وقد خلص المؤتمر إلى ضرورة دعم المقاومة فى فلسطين والعراق ورفض تقسيم السودان ، ولأن الموضوع كان جريئا فى حينها بدا لنا أن الدولة المصرية قد أدركت ما يحدق بها من أخطار فقررت عبر مثقفيها أن تفتح النقاش حول تلك القضية ، ومن ثم كانت جرأة التوصيات التى انتقدت القوانين المقيدة للحريات والتى أكدت أن حالة الرضاء الجماهيرى تشكل ركيزة اساسية للأمن القومى المصرى ، لكن التوصيات ذهبت أدراج الرياح ولم يتبق من المؤتمر إلا ذكريات المعارك الصغيرة حول من أقام فى الفندق ومن أقام فى اللوكاندة الفقيرة ، الغريب أن هذا المؤتمر يصبح نموذجا إذا قارناه بما آل عليه حال المؤتمرات التى أصبحت تكرر وجوه من يحضرونها فلم أجد بدا من إطلاق لقب " المؤتمرجية" على نوعية من الأدباء أصبح شغلها الشاغل تدبير دعوة سنوية لكل تلك المؤتمرات فمرة يحضرون بصفتهم مكرمين ومرة بصفتهم باحثين أو مبحوثين وثالثة كشخصيات عامة ، والغريب أنهم ما إن يفرغوا من جلستهم حتى ينطلقوا كالسائحين فى المدينة المضيفة دون أدنى مشاركة فى الجلسات الأخرى وإن لفت نظرهم أحد "النكديين" من أمثالى جلسوا دون مشاركة الباحث حتى بالاهتمام وليس عجيبا إذن أن تسأل أحدهم بعد عودته عن رأيه فى المؤتمر فيؤكد لك أن الطعام كان جيدا و" البوفيه مفتوح" أو أن كل شيىء كان على ما يرام عدا أن " أن علب الزبادى لم تكن كلها نفس الماركة" ، علينا أن نشرع فى إعادة النظر فى تلك الظاهرة وأن نقيمها ونقومها لأن بحوثها أصبحت مكرورة وتكتب بعجلة تبتذلها ويجب أن تؤخذ الأمور بجدية ، فتطبع البحوث وتدرس قبل الحضور لماقشتها ، ثم توزع على المرشحين للحضور فيرسلون ما يدل على تفاعلهم معها مسبقا ، وأن يتوقف هذا الابتذال فى موضوع " التكريم" فنصف بلدنا كرم النصف الآخر. . وأذكر فى إحدى المؤتمرات بمدينة المنصورة أن الدكتور (.....) الناقد الشهير كان يمر على الحاضرين واحدا واحدا ويسأله " إنت اتكرمت واللا لسه" ، ويومها لم أتمالك نفسى من الضحك، رغم علمى أن البكاء كان أولى. سمير الأمير شاعر ................................................. ثمة واقع جديد تفرضه متغيرات عالمية عديدة ومتسارعة بما فيها الثقافة، هذا الواقع يحتاج إلى دماء جديدة واعية ومهيأة ثقافياً ولديها القدرة على الفعل في الشأن الإبداعي والثقافي، والتواصل مع كافة التيارات الثقافية المتعددة. كما عليها الوعى بضرورة أن تتبع إستراتيجية مغايرة، وتستحدث آليات جديدة للعمل الثقافي، ليس لمواجهة أنصار ثقافة الماضى فقط، بل ليكون عملها الثقافي مؤثراً وملموساً. وهذا ما يختلف حوله الأدباء والمهتمون بالشان الثقافى. وكواحد من بينهم يقودنى إلى الحديث عن المؤتمرات الثقافية، كأحد أبرز الأنشطة التى تحرص المؤسسة الثقافية على استمرارية انعقادها، رغم اختلاف الأدباء حول جدوى انعقادها، بدءا من مؤتمر أدباء مصر العام، الذى تخصص له الدولة دعماً سنوياً أكثر من نصف مليون جنيه، واصبح فى نظر أكثرهم لا يتعدى كونه ( نزهة مجانية للمسئولين والأدباء) ما أدى إلى تفريغه من مضمونه، بعد أن اكتفى القائمون عليه على مدى الأعوام السابقة بتصدره لعناوين ومحاور عادية، وثبت فشلها فى طرح قضايا ثقافية شائكة، تنجح فى خلق حالة حوار وسجال ثقافيين حولها. ما أصاب أهم حدث ثقافى مصرى بتشوهات أدت إلى انتزاع روحه، بسبب اعتماده على ( الشللية) التى عادة ما تحرص على الاستمتاع بأجواء ومقاهى المدينة المضيفة للمؤتمر، اكثر من حرصها على أن تكون فاعلة ومؤثرة. ما يعده كل صاحب ضمير حى ووطنية خالصة إهداراً للمال العام. ويزداد الوضع سوءاً وضحالة فى المؤتمرات الإقليمية بشكل عام ،( ميزانيتها 30000 جنيه )انتهاء بما يطلقون عليه " مؤتمر اليوم الواحد" بالفروع الثقافية،( ميزانيته قرابة 5000 )رغم عدم تجاوز حضوره أصابع اليد الواحدة ،كما يحدث في شمال سيناء، ولا يمثل لموظفى الثقافة أكثر من " سبوبة". رغم هذه المآخذ وغيرها، يظل مؤتمر أدباء مصر العام خاصة هاجس الأدباء في أحاديتهم ومناقشاتهم، وانطلاقاً من حرصهم على تصحيح وضعه، يعربون عن ضيقهم واستيائهم لحاله الآخذ فى التردى. لأسباب يعود بعضها ـ فى تصورى ـ إلى سياسة المؤسسة الثقافية ومستوى وعي القائمين عليها، ومنها ما يعود إلى الأدباء أنفسهم. ورغم ما تمثله هذه المؤتمرات من إيجابية فى ظاهرها، إلا أن فى مضمونها من السلبيات ما يتوجب على الجميع ( مؤسسة وأدباء) مراجعته والتوقف أمامه، وما يدفعنى على القول بلا تحرّج: أن هذه المؤتمرات بشكلها وإدارتها الحاليين لا تؤسس لواقع ثقافى ملموس ومأمول، ما يستدعى تأكيدى على وجوب إعادة التفكير فى كيفية إدارتها، وضرورة إسنادها ـ إذا اقتضى الأمر ـ خاصة المؤتمر العام، الى أشخاص يؤمنون بأهمية الثقافة ورسالتها التنويرية وأهدافها البعيدة، وتكون لديهم القدرة على تقديم أفكار واساليب جديدة، تضمن لنا ليس إدارة هذه المؤتمرات بشكل احترافى، يخلصنا من تقليدية المؤسسة الثقافية وارتجاليتها،بل العمل على جذب المزيد من الجمهور، وتفعيل توصيات تظل دوماً حبيسة أدراج المسئولين. عبد الله السلايمة أمين مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافي ...... في ندوة شعرية..وجدالشعراءالقاعة خالية فذهبوا إلى المقهى للتشييش ! تبدو كثرة المؤتمرات الأدبية دليلا على نمو الثقافة بشكل طبيعى وواضح ، لكن الحقيقة أنها تكاد تمثل ظاهرة شديدة البؤس للأدب والثقافة بشكل عام ، فالجدية المفتقدة من المنظمين ، والأدباء والطلاب المفترض بهم الاستفادة من فعاليات كهذه ، كل ذلك يحول المسألة إلى هامش ومتن ، يطغى الهامش على المتن بشكل مخيف ، الآن صارت المؤتمرات أهم لحظة تاريخية لتبادل الصور ، و" الخناق " على الأكل والحجرات وكل شىء ، وخلال مؤتمرمن الوزن الثقيل ، ذهبت لحضور ندوة شعرية ، ووجدت فى القاعة شخصا واحدا ، والله أقولها صادقا : شخص واحد ، كانت شاعرة مشاركة تنتظر ، وجاء شعراء من مشاهير شعرائنا ، فلم يجدوا جمهورا ، فاقترحوا على صحبتهم للمقهى ل" التشييش "! وخلال إحدى دورات مؤتمر أدباء مصر..و كان العم سيد الوكيل أمينا لها هاج أحد الأدباء وماج ، لاعنا التنظيم السىء الذى لم يمنحه عددا كافيا من البطاطين فى عز برد مرسى مطروح ، وقام سيد الوكيل بعلاج الأمر ، وأعطاه ما لديه من بطاطين ، يقول العم سيد " والله ما شفته بعدها غير فى المطعم " .. رغم أن المؤتمر كان عن السرد ، لكن صاحبنا خاف على نفسه من البرد ، فأجل السرد . **** مهما قلنا وقالوا : ستظل الوجوه الدائمة دائمة ، ويظل المشاركون يشاركون بلا قيمة ولا ملل .. وهكذا المؤتمرات : فوائد قليلة ، ومغانم كثيرة .. فإلى متى ؟ إبراهيم حمزة . قاص وناقد ................... جاءت كلمات مقال الزميل محمد القصبي حول المؤتمرات الثقافية جلية قوية كاشفة و مُشخصة لما يحدث على الساحة من حيث وجوب التفريق بين الندوة والمؤتمر ، وما يميز كل منهما ،وهو ما يغيب للأسف عن الكثرة الكاثرة من مبدعينا ، على اعتبار أن كلها لقاءات وملتقيات ، وتناسوا أن هناك من الإشكاليات الثقافية ماتنوء بحملها العصبة من عقول المثقفين والمبدعين ، وأنه لابد كما جاء في المقال مِن أن يكون هناك تخطيط واضح ومُعلن لكل مؤتمر، بحيث يتم تشكيل لجنة للإعداد تُعين القضايا المطروحة للمناقشة -وهي كثيرة ليس أقلها قضية الإحجام عن القراءة-، وكذلك تنظيم عقد الجلسات ، وكيفية صياغة النتائج والتوصيات التي سيسفر عنها المؤتمر ، وقبل هذا وذاك لابد أن تكون هناك مصداقية لدى كل من يتصدى لمناقشة القضايا الثقافية، وأن لا تكون اللقاءات مجرد تجمعات عشوائية يتداعى إليها القوم لتناول مالذ من أطايب الطعام والشراب ثم ينصرفون، أعلم أيضا أن المهمة ثقيلة ودونها خرط القتاد - كما يقولون-، وأن قضية المؤتمرات فارغة المضمون لا تقتصر فقط على مصرنا العزيزة ، وإنما تشمل الكثير من الدول العربية بعد أن صارت الثقافة مهنة من لا مهنة له ، وبعد أن أصبحت القراءة سرفا وترفا ، بيد أنني يحدوني الأمل في أن يستشعر حاملو أمانة الكلمة قدرالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وأن يُنًحوا خلافاتهم جانباً ، و يدركوا أنهم يمثلون القاطرة للأجيال القادمة وأنهم يسهمون في تشكيل وعيها وفكرها ،ويستنهضوا الهمم الغائبة، ويوقنون من أن المنصب لا يصنع مبدعاً ولا يضيف إليه شيئاً ، وأن الكرسي مهما علا فهو دائماً وأبداً إلى زوال ، وأنه لا تبقى سوى الكلمة الصادقة، وكما يقال فإن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور محمد لطفي كاتب صحفي مقيم في دولة الإمارات ............................................................... عندما تكون المؤتمرات بلا رؤية واضحة وهدف محدد وليس لها نتائج توظف لخدمة المجتمع . عندئذ تصبح فائدتها ليست ذات جدوى ومنفعتها شحيحة وبالتالي فإن الغاءها او تقليصها يكون الحل الأمثل .
د فاضل محسن . أستاذ الإعلام بكلية البيان للصحافة في مسقط
#محمد_القصبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خمسة شعراء من السعودية والكويت وقطر يتنافسون في ثالث حلقات ا
...
-
شاعر المليون ...قاريء !
-
في جائزة الشارقة للإبداع الروائي ..الصغار كبارا
-
شعار مجدٍ ينبثق من مهرجان مسقط السينمائي
-
شعار مجدٍ ينبثق من مهرجان مسقط السينمائي.. تحصين العقل والوج
...
-
المرأة و شطحات المرآة
-
شعبان يوسف ..وزير الثقافة الموازي !
-
معالي وزير الثقافة :هل صليت على النبي اليوم ؟ ! رسالتكم -معا
...
-
حروف باهتة...
-
بعد ربع قرن..كارثة غزو الكويت مازالت بدون توثيق
-
ويكليكس ..موقع إعلامي ..أم جهاز مخابرات ؟
-
سألت نزار عن سعاد الصباح وسألني عن أدونيس
-
هل قرأ النجار وثابت تاريخ الصحافة العالمية ؟
-
تحية لسلماوي ..المثقف الدور
-
خمس دقائق ..الريشة والقلم ..ونشوة الانستولوجيا !
-
ألهذا كثرت معارك أبي همام ..ألهذا كان حظه من الشهرة قليلا ؟!
-
هل يترشح الكاتب العماني سعيد العيسائي في انتخابات البرلمان ا
...
-
الأوبرا المصرية تبدأ مبكرا احتفالاتها برأس السنة بحفل تحييه
...
-
رسالة بين العواطف و العواصف نحوا...
-
المماثل والمغاير لمؤتمراتنا الثقافية في مؤتمر المنصورة
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|