أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد العلي - رانيا الباز: الهروب من الجحيم














المزيد.....


رانيا الباز: الهروب من الجحيم


احمد العلي

الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 09:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ملايين الرجال المقموعين في الجزيرة العربية تعيش حالة مركبة من الاستعباد ، تهرول صاغرة كقطيع الإبل إلى مجالس أمراء آل سعود لتقبل أيدي الأمراء الحاكمين وتهتف باسمهم وتمارس في نفس الوقت أقسى أنواع الاستعباد والاستبداد ضد نسائها ، أحيانا خلف الأبواب الموصدة وأحيانا أخرى تخترق حجب السمع والبصر لتصل إلى ما يسمى بالرأي العام لتنشرها الصحافة المحلية والعالمية ويحسمها قضاء آل سعود الفاسد، تضرب رانيا ألباز ضربا مبرحا كاد يفقدها البصر ليجازى زوجها بستة شهور وتتنازل عن حقها الخاص في سبيل المحافظة على أولادها ، وبعد ذلك بفترة ليست بالقصيرة تقدم عائلة في الرياض على انتهاك الحرمة الإنسانية لخادمة اندونيسية لتصيبها بعاهات مستديمة وليستأصل جزء من جسدها ولتتهم الخادمة المسكينة في نهاية الأمر بالافتراء والكذب على القضاء والإدلاء بأقوال كاذبة ويخرج الزوجان السعوديين بريئين كبراءة الذئب من دم يوسف كما يقال في الأمثال .
قبل أيام معدودة نشرت صحيفة الحياة أن رب أسرة (سعودي بالطبع ) حكم عليه بالسجن مدة لا تزيد عن أربعة شهور لإقدامه على حرق زوجته وبناته بسائل الاسيد الحارق ، إنها العدالة السعودية الفاسدة وقضاء آل سعود العفن، إنها مملكة يئن شعبها من الذل والهوان والاستعباد، ولكن المصيبة كل المصيبة أن يستأنس إنسان الجزيرة العربية بعبوديته ويرفض الحرية بنسائمها الهادرة ، تلك الحرية التي سوف يستنشق عبيرها الفواح لتعم هذه الصحراء القاتمة لتحولها إلى واحة خضراء وجنة يانعة .
بعد أن ضربت وأهينت رانية اكتشفت حقيقة مجتمع يئن من الذل وكيف أن المرأة ليست سوى الحلقة الأضعف والعنصر الأقل والمهمش والمستحقر في مجتمع ذكوري تافه تحكمه القيم البدوية والعادات المتخلفة والمفاهيم التافهة ، ظهرت رانية في برنامج ثقافي أمريكي شهير وأخذت تكشف للعالم اجمع حقيقة وضع المرأة في السعودية فانهالت عليها الاتهامات ولكونها امرأة لم تهتم بها أجهزة المخابرات والقمع السعودية ، وبعد مدة وجيزة بدأت في شن حملة على وضع المرأة في السعودية فطردت من قناة العربية التابعة للإمبراطورية الإعلامية لآل سعود ، لم تستسلم النفس التي اكتشفت حقيقة الظلام الذي حكم حياتها طوال تلك السنوات الماضية فالفت كتابا عن طبيعة سلطة المجتمع ألذكوري التي يحكم كافة مفاصل وجزئيات حياة المرأة في الجزيرة العربية ، لم تستطع الذات المستنيرة أن تقاوم مصابيح النور والوعي المتدفق ، لم تتمكن النفس التي شربت من قيم الإباء على ما يبدوا أن تقاوم الواقع المتردي في مجتمع يئن من الاستبداد والتناقض ، قررت تأليف كتابا يضع الحقيقة بين يدي الإنسان في كافة أنحاء العالم ، ورغم عدم تطرقه للنظام السعودي الذي ساهم بسياساته القاتلة وقيمه الرعناء في استفحال معاناة إنسان الجزيرة العربية لا سيما المرأة إلا أني اعتقد أن كل سطر في هذا الكتاب لا يخلو من إدانة واضحة للنظام الذي حول إنسان الجزيرة العربية إلى مجرد جسد يعيش من اجل شهواته المجنونة وقيمه البلهاء ، لأنه يستحيل أن تستفحل وتشيع المعاناة في المجتمع دون أن يكون للنظام الحاكم دور فيها ، فالنظام السعودي نظام شمولي يتحكم في كافة مجريات الأمور في بلاده ويزيدها تعقيدا ، ليس هناك أي مكان للمجتمع لكي يمارس ما يمكن تسميته بحقوقه المشروعة في إدارة شئونه .
لقد نضجت الأفاق الذاتية لرانيا ونظرت بعينها للأفق البعيد وتفتح عقلها لتستوعب بادراك الواقع المرير الذي تحياه المرأة في بلادها ولم تستطع أن تواجه حقيقة كيف أن مدن الجزيرة العربية ليست سوى قبور على الأرض ، وكيف أن هؤلاء الأحياء ليسوا سوى أموات ، فالحياة في ظل العبودية ليست سوى موت وان كان الجسد ينبض في الحياة ، أقدمت رانيا على ما لم يستطع الرجال وأشباه الرجال من شعب الجزيرة العربية أن يقدموا عليه، خرجت من البلاد البائسة المسماة "السعودية " لتلتحق بركب الحرية والحقيقة في بلا المهجر، كيف؟ منعتها الحكومة السعودية من السفر ، فاستقلت سرا طائرة شحن إلى مملكة البحرين لتصعد أولى طائرة متجهة إلى باريس، لقد هربت رانيا من الذل والاستعباد والقهر، من الجحيم الذي اسمه "السعودية " لتعيش حياة جديدة في ظل الحرية والكرامة ، فعلت ما لم يستطع فعله الرجال وأشباه الرجال من أصحاب الكروش المتخمة وعمائم الذل وفقهاء السلطان، هربت تاركة ورائها آلاف الشباب السعودي التافه الذي ليس له هم سوى ملاحقة الفتيات ، تركت ورائها آلاف النساء الذين ارتضين أن يعشن العبودية بل ويتلذذن بها كما يتلذذن بارتداء الثياب والمجوهرات ، خرجت من بلاد تعيش الفساد والمحسوبية والتمييز المريع في الجنس واللون والعقيدة ، هربت من جحيم لا يوازيه سوى جحيم نار المعاد ، هنيئا رانيا واللعنة والعار على شعب ارتضى العبودية والذل والهوان .



#احمد_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد السعودي بين الاستنزاف والاصلاح
- بلال اخو هلال
- سياحة في البيئة السعودية


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد العلي - رانيا الباز: الهروب من الجحيم