أصل الليالي البيض

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 22:42
المحور: الادب والفن
    

تسمى الأيام الثلاثة (ماقبل وبعد البدر ومعها ليلة البدر) في الشهر القمري بالليالي البيض وتوارثنا تلك التسمية عبر الأجيال وفيها يكون الأنسان بمزاج حاد وعصبية واضحة تطفح على سلوكه لأتفه الأسباب
كما تؤكد الأساطير تلك الظاهرة في الحكايات الشعبية عن الأستذئاب والطنطل والسعلاة
ومن وجهة نظر موضوعية فيزيائية أحسب أن هناك أسباب علمية لتلك الظاهرة تشبه الى حد ما ظاهرة المد والجزر التي تحدث في البحار , فإذا عرفنا أن جسم الأنسان المؤلف من 78% من الماء لتصل نسبته 80% بالدماغ , يمكننا أن نعرف طبيعة العلاقة بين القمر والإنسان , لنستنتج بأن جسم الأنسان عبارة عن بحر صغير يتأثر بجاذبية القمر التي تتضارب مع جاذبية الأرض فتؤدي الى تباين الضغط على الخلايا والأعضاء وخصوصاً الدماغ ومن الضروري أن نترك أسباب أخرى للتأويل فالعلم في سباق مستمر ومن المخجل أن نضع أنفسنا في خانة القطعيين الطغاة
ومن هنا نصل الى فائدة الصوم في تلك الأيام لأنه يقلل من نسبة السوائل -الماء- ويخفض الضغط الذي يسببه قرب القمر وتأثير جاذبيته على الأنسان
صيام تلك الليالي أشير له في كثير من الأديان والثقافات , المايا والهندية وقدماء الأسبان وأشار لها الدين الأسلامي على لسان أبي ذر وبعض الرواة رحمهم الله
المهم أن في الأمر فائدة يجعل الأنسان أكثر صبراً وتكيّفاً لمصاعب وتحديات الحياة
عن نفسي صمت يوم واحد هو الأول من تلك الأيام ولم أطق الإكمال , لأن الضغط كان عندي طردياً وليس عكسياً كما باقي الناس , ولا أعرف هل تمكنا من التكيّف مع كوكب الأرض وكذلك القمر على حد سواء بحيث لا نحتمل اليوم التغييرات..
اليوم أنتهت الليالي البيض في العراق وهنا تكون محددة في شهر رجب خصوصاً ولكم أن تقدروا حكمة العراقيين القدماء بقليل من الربط بين تلك الليالي وبين سلوكيات الناس وماطفح منها من تشنجات وحالات عصبية ظهرت في المشهد على شكل تظاهرات وحوادث وأعتصامات , لتكبر في عيونكم رصانة حضارة العراق ..
وفي الختام أقول لكل (بحر صغير) أي (الأنسان الكبير) , صيام سعيد ومفيد وهنيئاً لكم الراحة والأسترخاء وأيامكم وردية ليست بيضاء ولاسوداء فقدركم أجمل من واقعكم أحبتي أجمعين.

#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات