أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - في حضرة نجيب محفوظ .. فول وطعمية وبصارة














المزيد.....

في حضرة نجيب محفوظ .. فول وطعمية وبصارة


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



في عام 2005 كنا نحتفل بعيد ميلاد نجيب محفوظ وكنت وقتها من احدث الاعضاء الذين يجلسون في صالونه الذي ربطني به الاستاذ توفيق حنا أحد أهم أصدقاء نجيب محفوظ.
يبتسم نجيب محفوظ وهو يقول: لو كانت جائزة نوبل في حياة طه حسين ما كنت خرجت من بيتي ولا كنت تسلمتها، ثم يتذكر مداعباً: حين تقدمت في عام 1930م للدراسة في كلية الآداب، اخترت قسم الفلسفة، كان الدكتور طه حسين هو عميد الكلية، كان يستقبل الطلاب الجدد بنفسه، ليتأكد هل أحسنوا الاختيار بدخولهم الأقسام التي اختاروها في الكلية أم لا ؟ وجاء دوري وسألني طه حسين عن سبب اختياري لقسم الفلسفة ، فأخذت أعبر له عن رأيي في أسباب اختياري لقسم الفلسفة وأهميته و.. و.. و.. ، عندئذ قال لي د. طه حسين مداعبا، إنك حقا تصلح لدخول قسم الفلسفة، فكلامك كثير وغير مفهوم، ثم يضحك نجيب وكأنه يشير لشلة الحرافيش التي تحيط به أن يبدؤون بالمشاغبة وبالفعل بدأوا المشاغبة حتى حان وقت العشاء، فول، بصارة، طحينة، زيتون مخلل، عيش، باذنجان مخلل، طعمية، شوربة عدس، هكذا كان يعشق نجيب محفوظ هذا الجو الشعبي ، كان لا يأكل إلا بأمر الطبيب، ومن ثم لم يأكل معنا ولكنه كان يستمتع كثيراً بمشاهدة تلك الأطعمة الشعبية المصرية أمامه وأن يستنشق رائحتها التي شبهها يوماً وكأنها النيل حينما تطالعك صفحة مياهه الحكيمة المقدسة، فيذهب عنك الاكتئاب، لم أكن أتخيل أن ينتاب هذا الإحساس الرفيع أي إنسان من رائحة الفول والطعمية والبصارة فما بالي وقد انتابت هذه الأحاسيس نجيب محفوظ !! ، مسألة مدهشة حقاً.
قال له " الغيطاني" وهو يداعبه: إذن فهي الشيخوخة التي تمنعك من الطعام يا أستاذ نجيب، وليست حجة الطبيب، فرد محفوظ : الشيخوخة تنشد السلامة يا "جمال" وهنا دفعتني كلمته إلى جملة قالها في أحدى رواياته فصحت بفرح: "الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة يا استاذ "نجيب"، كنت أعلم أن "نجيب محفوظ" ثقيل السمع ولكننا فوجئنا به جميعاً يرد بكلمة واحدة: ميرامار وهنا صفق الجميع إذ أدهشهم أنه سمع الجملة وأجاب عليها دون أن ينقلها له أحدهم بصوت مرتفع، ثم أدار لنا وجهه بجديه شديدة ووجدناه يقول: "ما جدوى الندم بعد الثمانين.."، وكأنه بهذه الجملة يرثي حاله وربما يلخص رواية ميرامار بأكملها، لحظتها ساورني الفضول مرة أخرى بسؤاله: قرأنا كثيرا أن بسبب رواية ميرامار كان سيعتقلك عبد الناصر فهل هذا صحيح؟ انتابته لحظة تأمل كأنه ينبش في الماضي تلاها بضحكة مشاغبة ثم قال: لم تكن ميرامار ولكنها ثرثرة فوق النيل، قرأها المشير عبد الحكيم عامر فقرر اتخاذ شيء ضدي، لقد تصور انها رواية ضد الحكومة والنظام وعبد الناصر، ولكن الدكتور ثروت عكاشة – ربنا يحميه – جلس مع عبد الناصر ونبهه أننا لو أعتقلنا نجيب فلن تسكت الناس وربما تحدث مصيبة وهنا فوجئ بالسيارة التي جاءت لتعتقلني تعود من حيث أتت، ربنا يحميه ثروت عكاشة.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الغضب
- في رحاب القصة - 11 قصة قصيرة جداً
- كثيرٌ من الفن .. قليلٌ عن السياسة
- الثائر الوطني اسطفان بك باسيلي .. فارس مصري لا يعرفه المصريو ...
- بحلم أكون ابن حرام
- مصطفى النحاس يقود شعب مصر بثورة تطيح بأحلام الملك الديكتاتور ...
- حكاية ( دير مواس ) وثورة شعب ضد الإنجليز عام 1919
- صُباع الرئيس ( مرسي ) وأهل قناة السويس البواسل
- طُزْ في مصر والسيناريو الأميريكي
- تغريدات سياسية
- مصر على حافة الصراع
- تويتر، إخوان مصر وسيناريو نكسة يونيو
- لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء
- الخبل السياسي المعاصر في مصر
- تويتر
- إذن ستبتلع الإخوان المسلمون الطُعم!!
- كل الطرق في مصر تؤدي إلى انقلاب عسكري
- هل المطالبة بإعدام مبارك تهدئة للشارع قبل 25 يناير؟
- مازالوا يسرقون مصر ويدافعون عن الثورة!
- مجزرة ماسبيرو والقصر العيني ومحمد محمود هل كانت لتبرئة مبارك ...


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - في حضرة نجيب محفوظ .. فول وطعمية وبصارة