منير الصعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 03:12
المحور:
الادب والفن
الرحيل الى الضياع
إحزم حقائبك وارحل
بلا مقدمات
واترك ما زرعتَ زيتونةَ
قرب خيمةٍ
أو قبضةٌ من ورقِ الزعترِ الناشفاتْ
إرحل إلى هناك
حيث تُخرجُ من نفسك شخصاً جديداَ
فشخصكَ ذاكَ قد مات
فأنتَ لستَ أنتَ هناك
وما اعتدتَ عليه هنا
ستغيرهُ لعاداتٍ قادمات
إرحل
وتنكر إن شئتَ لمن شئت
وبع هواك
إن وجدت من يشتري
فمثلك يبيع ُ
وغيرك لا يشتري الفتات
اهتماماتك لم تعد اهتمامات
أصبحتَ تعاني من الذكريات
تعاني من طلقِ جديدِ
ليوَلدَ فيكَ شيئا ما كنت تعرفهُ
لو بقيتَ حيثما كنت
فترمي خلفك ما فات
انا لا ألومك
ولا أفتح فيك جرحاً
كفاك جراحٌ نازفات
تبددت أحلامكَ
تاهت بين الصراعات
كان لك وطنٌ ضائعٌ
فأصبحتَ بأمةٍ
فقدتْ رشدها
وتاهت بين أحلامٍ خادعات
إرحل وأبحث عن وطنٍ لا دين له
تُعِزُّ به دينكَ
فدينك ببلادِ الدّينِ خرافات ..!!
وطنٌ يمنحك الحق بعبادة الله
كما تشاء
كما تعرفهٍ
جميل رائع البيانات
وطنٌ يعلمك كيف تحب
فحبك البدوي ما عاد حباً
فقد كممته واختطفته وزورته
بنادق وعصابات
وطنٌ يعلمك
كيف يكون الولاء له
فتقسمُ على الطاعة
وسحقا وتباً لمن يقسم
فكم قسمٌ داسته الخيانات
وأي ولاءٍ لوطنٍ لا تعرف شكله
وتركتَ وطناً أرضعك من ثديه
يا لبؤس المرضعات
لا ألومك ولا أفتح بقلبك جراحات
إرحل كما تشاء
فخيرُ الولاءاتِ
الولاءُ للذات ....!!!
*****
منير الصعبي
2 - 5 - 2016
#منير_الصعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟