الحزب الاشتراكي المصري
الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 23:37
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تابع الحزب الاشتراكى المصرى باهتمام بالغ التطورات الخطيرة التى حدثت بالأمس واليوم، والمتعلقة بدخول قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين المصريين، وإلقاء القبض على الصحفيين المطلوبين (على خلفية الدعوة لتظاهرات 25 إبريل الماضى): عمرو بدر ومحمود السقا، فى سابقة هى الأولى من نوعها، تلقى بظلال سلبية كبيرة على واقع الحريات والحياة السياسية المتراجعة فى مصر، وتفتح أبوابا جديدة للصراع فى المجتمع، خاصة وأن هذا التصرف واكب إلغاء الاحتفال الشعبى الذى كان من المزمع عقده بالنقابة ذاتها، فى نفس اليوم احتفالا بعيد العمال العالمى، ولكى تصبح مصر من الدول القلائل التى حرمت فيها طبقتها العاملة من إحياء ذكرى نضالها وتضحياتها، وأقتصر التعامل مع هذه المناسبة المهمة على لقاء تقليدى ضم مسئولى الدولة وبيروقراطية الطبقة العاملة، وممثلى النقابات الرسمية، الذين لا يمثلون بحال من الأحوال عمال مصر المكافحين ولا يعبرون عن مطامحهم المشروعة وآمالهم الحقيقية.
وتمثل عملية اقتحام نقابة الصحفيين المصريين على نحو ما جرى سابقة خطيرة للغاية، بالنظر إلى الدور التاريخى العظيم لهذه النقابة، دفاعا عن الحريات العامة والخاصة، وزودا عن المصالح الشعبية والوطنية، الأمر الذى واجه رفضا عارما فى أوساط المثقفين والإعلاميين والأحزاب والقوى السياسية المعنية، خاصة وأنه يمثل انتهاكا صارخا للدستور ولقانون النقابة، وللأعراف التى جرى ترسيخها حتى فى سنوات الاستبداد المباركى. وهو أمر يفتح الباب على مصراعيه أمام التعريض بموقف النظام، وممارساته فى مجال حريات التنظيم والتعبير، ويوسع شقة الخلاف بينه وبين أقسام متزايدة من أبناء الشعب المصرى، اختلفوا معه سياسيا لكنهم لم يلجأوا إلى التخريب أو العنف. كما يزيد من عزلته العالمية، فى الأوساط الحقوقية والمدنية والإعلامية والعمالية الدولية، ويساعد على ترسيخ الصورة التى تروج لها التنظيمات المناوئة، وفى مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، باعتباره نظاما قمعيا استبداديا، وهو أمر له تبعاته الخطيرة التى تضر ضررا جسيما بالحكم والدولة، بل بالشعب كله ومصالحة الأساسية.
إن الحزب الاشتراكى المصرى إذ يرفض بقوة هذه الممارسات التى تنتهج الحقوق الدستورية للأمة، وتكسب النظام عداوات مجانية بلا مبرر فعلى فى دوائر تتسع يوما بعد آخر، من أبناء الشعب وقواه السياسية، وتمزق اللحمة المفترضة فى مواجهة الإرهاب والتطرف وقوى العدوان والتكفير، ليعلن بكل وضوح تضامنه الكامل مع نقابة الرأى والحرية التى كانت دوما ملاذا لكل أصحاب المواقف الديمقراطية، والانتماءات الوطنية، وكانت درجات سلالمها عنوانا لتوق المصريين للانتصار على القيود وكسر حواجز الخوف والترهيب، والانطلاق إلى الآفاق الرحبة للتقدم والتحرر.
القاهرة فى الثانى من مايو 2016
#الحزب_الاشتراكي_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟