|
عن ( قنفة) الزمان العجيبة بالعراقي العامي والسجع الفصيح : حزمة إصلاحات لشؤون ( القنفات )
اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة
(Asmaa M Mustafa)
الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 22:09
المحور:
كتابات ساخرة
عن "قنفة الزمان العجيبة" بالعراقي العامي والسجع الفصيح : حزمة إصلاحات لشؤون "القنفات" ـ أسماء محمد مصطفى بلغني أيّها الملك السعيد ، ذو الحكم الرشيد أنّ في سالف الزمان كان هناك برلمان يعنى بشؤون "قنفة" يقال إن اسمها (قنفة الزمان) العجيبة ، والقنفة هي الكرويتة ، والكرويتة هي المقعد الخشبي الذي يجلس عليه الناس . كانت "القنفة" لاتشبه سواها من القنفات ، بيضاء و" مدوشمة دوشمة " فاخرة بقماش لايحظى به إلاّ من كانت بيده مفاتيح الخزانات ، وخزينة ذلك البلد كانت ملأى بالدر والمرجان وواردات النفط الذي انقضت عليه الحيتان وتركت الشعب يضيع بين فقر ونزوح وموت ولجوء وأحزان . كانت الحيتان البشرية من كل الأصناف والأشكال ومما لم تره عيناك حتى في الخيال ، صعدت عبر الانتخابات المثيرة للسخرية والعلاقات مع هذا الحزب وتلك الحركات والجماعات ، كانت بطونها خاوية كضمائرها فتهافتت على كل مالذ وطاب من خيرات ، ويحكى أنّ بعضها أخذ من أموال الخزينة رزماً كي يعمل للخدود والجباه لمسات ، بأبر الشد والنفخ ، علّها تخفي "صخام" الوجوه وتجاعيد الدماغ كما البشرات ، ونفخوا شفاههم بـ "الفلر" فزادت ألسنتهم قبحاً وفلتات ، وعملوا لحواجبهم تاتو وعاشوا عيشة سعيدة بفلوس المفجوعين والمفجوعات . وقد بلغني أيها الملك السعيد أنهم تعاركوا وتناحروا بقناني الماء وببسي "دايت" من أجل الفوز بالسلطات والوزارات ، وكل واحد حمل معه حقيبة يضع فيها مااستطاع من دراهم ودولارات غير معدودات ، وبنى له بها شققا وعمارات ، وسرّب بعضها الى مصارف خارج البلاد ، وكانوا يتعاقدون على مشاريع وهمية ويسرقون عبرها المزيد من الأموال ، وكانوا يتاجرون بالسلاح والمفخخات وكل مايشعل فتيل قتال ، وتنعموا كثيرا بالخيرات ، بينما افتقر الشعب وعانى الويلات ، وتفجرت به الأحزمة الناسفة والسيارات ، وبلغ السيل الزبى فثار الناس الشجعان واقتحموا مبنى البرلمان "العطلان" ، وطردوا بعض العارات الذين فروا بالسيارات والطائرات وقيل أيضا بـ " الباسكلات " ذات الثلاث عجلات ، وهذه وسائط النقل في ذلك الزمان حيث لم تكن البغال تستخدم للتنقلات بعد أن رشحت وفازت بالانتخابات ، وياله من أمر عجيب غريب أن تصعد البغال الناقلات وكراسي الحكم والسلطات وتحكم شؤون المواطنين والمواطنات .. وبعد انسحاب المتظاهرين لأسباب تكتيكية إذ وعدوا بعودة مكوكية ، هرع الرؤساء الى البرلمان وفجعوا بما آلت اليه "قنفة" الزمان ، كانت ثكلى ومدماة ، فوقفوا دقيقة صمت حداداً على ماأصاب الغلاف ومالم يصب الحشو من إسفنجات ، واجتمعوا لبحث شؤون تصليحها ونسوا إصلاح البلاد ، وقالوا إنّ ماأصاب "القنفة" مسّ هيبة البلاد ، ووقع هذا القول كالصاعقة على العباد ، فردوا ردا عنيفا ، إذ قالوا أيها البرلمان المبجل بين البرلمانات وأيتها الحكومة التي صدعتنا بكذبة الإصلاحات ، ماتعرضت له سيادة البلاد من خروقات ، وماارتكبه من توالوا على الحكم من سلوكيات ، وماقدموه للأجنبي من طأطآت وعمالات ، وماأدخل من داعش وماعش وجاحش الى المدن والمحافظات ، وماأفرغ الخزينة بمفاتيح النهب والسرقات ، وماتعرضت له البلاد من أزمات ، ومالعبه اللاعبون بالامتيازات ، وماخرب من مشاريع المؤسسات ، وماتعرض له الشعب من ضيم ونكبات ، وماابتلعه الموت الدموي من عشرات ومئات ، وماتركه من يتامى وأرامل مفجوعات ، و"الشيلة" التي رمتها أم الشهيد على البرلمانين في احدى الجلسات ، وهروب الشباب من جحيم اليأس ودقهم على أبواب اللجوء وتعرضهم للموت بالعَبّارات ، وتنامي الفساد والموبقات ، كل هذا يحدث عبر سنوات لم يُسقط هيبة الدولة ؟! ، ولكن متظاهرين مسّوا بهذه الهيبة بمجرد اقتحامهم مبنى مجلس النواب وتسببهم للـ "القنفة" بعدّة بقعات يمكن إزالتها بالمنظفات متوفرة في السوق ببضع "دريهمات" .؟ !! وشاع بين الناس كلام كثير حول تلك "القنفة" ، فكتبوا في صفحاتهم على فيس بوك "بوستات" كما في تويتر تغريدات ، من قبيل : "قنفتي " هيبتي ، و"القنفة" سر السعادات ، و"قنفتي" لاتعني تنبلةً مني ولكن ماحولي من كراسٍ لايستحق الصفنات ، و"القنفة" تتصدر "المانشيتات" .. و"سيلفي" مع "قنفتي" ، و"القنفة" السياسية ترشح للانتخابات ، و"القنفة" خط أحمر و"بنزركي" ! ، والحكومة " القنفية " ، ووقفة حداد "قنفية" ، و"قنفة" حبنا أحلى من "كرويتة" حبكم ، و" نظفوا ضمائركم قبل قنفاتكم " ، وكل واحد "يدير باله على قنفته " ، و"كل شي ولاالقنفة ياكرويتات" . في ذلك الاجتماع الطارئ الذي عُقد على خلفية الاعتداء السافر على "القنفة" ، تقرر تخصيص مبلغ كذا مليون لإعادة "دوشمة القنفة" ، وتسويرها بسلاسل من ذهب عجيبة لاتدري كيف خرجت من الخزينة الفارغة الرهيبة . الأمر الذي أثار الدهشة فكثرت الأسئلة عن سرّ "القنفة" الحبيبة ، لابد أنّ فيها لغزا بل ألغازا غريبة تستوجب قلب عاليها سافلها بانقلاب كي يُكتشف الجواب .. حتى شاع بين الناس أنّ "القنفة" تعطي "مراد".. وصارت مزاراً للناهبين والناهبات ، يسألونها الخلاص من غضب الناس وذوي الإخلاص ، ولم يُعرف حتى اللحظة سرّ القنفة آخذة الألباب .. قد يكون فيها جنيٌ مادام يجلس عليها أحد النواب المحروسين بحجاب .. أوصيك أيها الملك الرشيد أن تجلب "مدوشمجي" متمرسا من ذلك الزمان كي تسأله ، فقد يكون عنده الجواب ، فأكرمه بالذهب والدولارات ونفرين كباب !! أبعد الله عنك وعنا وحش الإرهاب ومجلس النواب .. وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح حين أدركها الصباح ، بعد أن قالت إنّ حزمة إصلاحات صدرت لـ "دوشمة القنفات" .. التي صفن عليها أصحابها بضع صفنات من ثلاث رئاسات ، تداولتها الأجيال وتناقلتها "النكت" والحكايات !! https://www.facebook.com/asmaa1m
#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)
Asmaa_M_Mustafa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بالعراقي العامي الفصيح
-
طوفان الحب والوداع
-
بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع
-
حياتها .. خيارُها
-
عن أي جيش وطني يتحدثون ؟
-
من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 9
-
التراث الجميل ، كالشعوب ، يستحق الحياة / التراث الثقافي غير
...
-
حال الدنيا / (1) : و .. من حاسدٍ الى محسود !!
-
من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 8
-
الأمهات لايمتن أبداً !
-
أفكار في سطور (4)
-
أفكار في سطور (3)
-
دولة عبود !
-
عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!
-
عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ
-
الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!
-
قصة قصيرة : نقطة
-
الإرهاب ضد المرأة
-
تجربة القراءة .. رحلة حياة
-
سبعة أعوام من رحلة تعزيز الموروث الثقافي
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|