أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - الشغف المصري في كتاب فرغلي عبد الحفيظ















المزيد.....


الشغف المصري في كتاب فرغلي عبد الحفيظ


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 09:48
المحور: الادب والفن
    



"فرغلي ..مصر التى أعشقها.. لا تموت" كتاب جديد في الفن التشكيلي للفنان والمصور فرغلي عبد الحفيظ ، كتاب يسعى إلى الاشتغال على معنى الهوية من خلال الصورة، إنه الشغف المصري كما يراه فنان تشكيلي. حاول فيه الفنان استنهاض روح الشخصية المصرية وتعزيز معنى الهوية والاعتزاز بها. إنه يمثل موقفا فكريا عاطفيا ـ بحسب تعبير الكاتب في مقدمته ـ تجاه أحداث جسام تعيشها مصر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، والتى تتضمن فكرة الثورة على نظام فاسد حكم مصر طوال عقود أربعة، ما أنتج فسادا فكريا وثقافيا وتعليميا وإعلاميا وأنتج أجيالاً لا تعرف الكثير عن مصر ولا تنتمى إلى فكرة المصرية من قريب أو من بعيد، مما سمح للأفكار المتطرفة بأن تنتشر وتغيب هوية مصر. إذن هي محاولة للكشف عن وجه مصر الحضاري في ظل هذا الارتباك الذي نعيشه، والذي يطرح قلقا وجوديا يجعلنا نطرح سؤال بديهي من المفترض أنه لا يليق بنا طرحه الآن في هذا التوقيت من تاريخ الوطن، وهو سؤال: من نحن؟ وكيف يمكن أن ننهض بمصر؟ وهل مصر عربية أم إسلامية أم فرعونية أم ماذا؟ ويتضمن الكتاب صورا لمجموعة واسعة من الشخصيات المهمة والرائدة التى لعبت أدوارا ذات شأن عظيم فى حياة مصر والمصريين وأسهموا فى خلق أجواء من الحرية والروحانية والعاطفية فى مصر والعالم العربى كله:" لقد تاهت مصر واختفت قسماتها وملامحها الأصيلة، وتحرك تجار الدين وأعداء حرية التفكير والإبداع، ومعهم تجار المصالح وأصحاب الخيال الضامر ومحترفي استغلال وتوظيف الحاجة عند البسطاء والفقراء والخائفين من المستقبل..لكن رغم كل هذه المخاطر، تحركت الطاقة الروحية الت لا غالب لها على أرض مصر أقدم وطن في التاريخ، تحركت الطاقة الإيجابية لهذا الوطن الذي أعطى الإنسانية ما لم يعطه أحد إنها مصر صاحبة الفضل على الجميع دون استثناء ، إنها مصر بلاد السماحة والمحبة والسلام إنها مصر بلاد الطب والفن والعمارة والفلك والزراعة والصناعة. إنها مصر بلاد الفن والشعر والموسيقى ".
يضم الكتاب مجموعة صور كثيرة لعدد من الشخصيات الرائدة التي لعبت أدوارا ذات شأن عظيم في حياة مصر والمصريين، مجموعة من الشخصيات أسهمت في خلق أجواء الحرية والروحانية والعاطفية في مصر بل وفي العالم العربي من المحيط للخليج. إنها محاولة موثقة بصور الفنان تتضمن رسائل هامة وإشارات مختصرة عن الجماليات الت حققت أو تبنت أو حملت المضامين.
يفتتح الكتاب بلوحة أعطاها عنوان" مصر المحبة والحنان" إنها لوحة تمثل النيل والأرض والطمي والجبل ومن خلفهم الصحراء الشاسعة الممتدة وهذا التكوين البصري يشير إلى أن مصر المحبة باقية، التكوين البصري تغلب الألوان الدافئة التي تمزج ما بين الأحمر والبرتقالي ومن الوسط الأزرق الذي يشير للنيل والبني الذي يشير للجبل.
يتبع هذه اللوحة لوحات تفصيلية عديدة، تصور جزئيات اللوحة بشكل مكبر، وتعرض اللوحات التفصيلية هذه الجزئيات بغرض تأملها بدقة.ويصبح هذا نهج ثابت، كل لوحة يتبعها لوحات تفصيلية لعرض جزئياتها .
اللوحة التالية هي" الصمت الدافئ" يعطي هذا العمل لمن يتأمله قدرا هائلا من الرصانة والهدوء والسلام الخالد الذي تبثه ضفاف النيل، نيل أسوان الرائع، وتتراوح الألوان فيها ما بين البني والأصفر والأخضر، توزعت مساحات البني في رسم البيوت وملابس الناس، والأصفر الذهبي مع الأبيض والأخضر للأشجار والنخيل ووسط مساحات الأزرق النيلي تتهادى المراكب الصغيرة لتنقل الناس، ويتوسط اللوحة صورة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكأنه يستلهم روح مصر الستينات التي كانت فيها مصر قوية وشابة.
اللوحة الثالثة هي " مصر والعلم والخيال" تتوسطها أم كلثوم التي بأنها وجه مصر الوضاء والأمل، وهي لوحة تشير إلى تمسك المصريين بمكانة الفن في حياتهم. يصف الكاتب الحياة في مصر تعليقا على اللوحة بأنها حياة ملؤها الحب، لذا اختار المصريون مخاطر الدفاع عن الحب والفن والحرية ، كما صف أم كلثوم بأنها رسالة سلام وحرية وتوحد وتماسك بين العرب أجمعين.
تزخر اللوحة بموتيفات مصرية ، ما بين المراكب الشراعية التي تتهادى في النيل، ووجوه نساء ورجال، وتقف امرأة مصرية تمسك بين يديها صورة لأم كلثوم. يغلب على اللوحة الألوان الصاخبة ما بين الأصفر والأخضر الفاتح والأبيض.
اللوحة التالية هي " آثارنا في عيوننا" تصور أما ومعها أطفالها تتطلع للآثار، الضياء والنور في وجوه وأجسام الأم وأطفالها، في الأشرعة وفي البيوت على ضفاف النيل ، نيل مصر الباقي، الرمال الدافئة الموحية بالونس رغم خلوها من الأشجار. يصف الفنان فرغلي عبد الحفيظ اللوحة بقوله:"الحنان والبِشر والتفاؤل، إنها مصر الرضا والنقاء والصفاء، إنها مصر التي تنشد دائما السلام والحرية والعدل، إنها مصر التي تدافع دائما عن المحبة والوئام إنها مصر العظيمة التي لا تموت".كذلك يعطي عنوانا جديدا للوحة ويكتب أسفلها باللغة الإنجليزية" الشمس والأمل"، ومقاس اللوحة 60 في 80 .
اللوحة التالية مقاسها كبير نسبيا 200 في 300، ورغم أن الفنان فرغلي أطلق عليها مسمى" الخلود لرموز مصر العظماء" إلا أنه كتب عنوانا فرعيا باللغة الإنجليزية أسفل اللوحة وهو" المملكة المصرية العدالة والحب" وهي تصور ملكا مصريا يقف في رفعة وسمو رافعا كفه فيما يشبه التحية وتتوسط الكف رموزا دينية مثل الهلال والصليب ومفتاح الحياة الفرعوني، وكأنه جمع في كف الملك ما يشير للهوية المصرية وأمام الملك صندوق ترسم عليه صورة لكاتب جالس القرفصاء وعلى حجره كتاب، وبجانبه آخر ربما يكون تلميذا يتعلم على يديه.
اللوحة التالية لها عنوان" السماحة والعطاء" وتضم نموذجا لعروسة المولد والحصان المصنوعين من الحلوى، بألوان وردية زاهية وأعلى اللوحة تطل علينا وجوه ثلاثة من عظماء مصر في الفن التشكيلي وهم أنجي أفلاطون وتحية حليم ومحمود مختار، ومقاس اللوحة 120 في 80 . وفيها إشارة إلى الوجه الحضاري لمصر، وكأنه يؤكد مجددا على رسالة مصر للبشرية ، رسالة السلام والخير والفن. إن مصر التي أثرت الدنيا بفنونها المتميزة في العمارة والنحت والتصوير قبل خمسة آلاف سنة قادرة على أن تبهر العالم بفنانيها المحدثين أيضا.
اللوحة التالية وصفها بوصف الأصل المصري، وفيها امرأتان ، امرأة بوجه فرعوني مرسومة باللون البني تجاورها أخرى مرسومة باللون الوردي، وكأنه يحاول أن يجمع بين مصر القديمة ومصر الحديثة، ويتمدد النيل في خلفية اللوحة، إنها مصر التي تتواصل فيها الأجيال عبر التاريخ، وتتوسط اللوحة صور للعقاد وثروت عكاشة،بما يمثله الأول ودوره في الفكر والثاني ودوره في الفن يقول الكاتب في وصف اللوحة:" مصر القديمة ومصر الحديثة، مصر الرصينة ومصر البهجة والأمل ، مصر الشجن ومصر المرح، مصر عباس العقاد الذي كتب في الإسلاميات وثروت عكاشة الذي كتب في النحت والعمارة والتصوير ، يلتقيان في هذا العمل المركب، اللون الوردي الرشيق اللعوب ولون طمي النيل الصامد الصبور، وخلفهما النيل أفقيا ليصنع منطقة اللقاء والتقارب".



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحيّزات الثقافية والحضارية وأثرها على العمران والمدينة الع ...
- جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .
- التفاعلات النصية في ديوان -بياض الأزمنة - لعلي الدميني
- اشتغال الأدب الشعبي في -حكايات شاي الضحى -
- دور المثقف في صناعة المجتمع..قراءة في كتاب -واحد مصري- لوليد ...
- السوسيولجيا السياسية في رواية أوقات للحزن والفرح
- تعرية الثقافة الذكورية في رواية نوافذ زرقاء لابتهال سالم
- الصراع بين الثقافة المحلية والثقافة الوافدة في إيران
- مفهوم مختلف للدين في أعلنوا مولده فوق الجبل
- اللامنتمي يحتج على قسوة البشر
- فن السياسة والأحكام السلطانية في كتاب-دولة الخلافة-
- هشاشة الخطاب الديني في حركات الإسلام السياسي
- عوائق مراجعة المفاهيم في الفكر الإسلامي
- أول محاولة لقلب نظام الحكم في التاريخ العربي
- الحب العذري عند العرب
- مقال د. سيد ضيف الله عن رواية - عشق البنات - لهويدا صالح
- قراءة في رواية ممرات للفقد ..لدكتور عمار علي حسن
- نجيب محفوظ بين السيرة الذاتية والتخييل السردي .. أصداء السير ...
- طرف من سيرة جدتي دولت
- الكرنفالية وتعدد الأصوات في رواية - كلما رأيت بنتًا حلوة أقو ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - الشغف المصري في كتاب فرغلي عبد الحفيظ