محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 18:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
موروثنا الديني رائع، المشكل في هؤلاء الذين يفتون فيه بغير علم...
مثلا...
يقولون: يجب علينا أن نرجم الزاني !
لكن ما لا يعرفونه هو أن الزمن الذي عاش فيه الرسول الأمين، هو غير زمننا تماما، وإن أردنا حقا إعادة الأسطوانة إلى سابق عهدها، يجب علينا ألا نخجل أبدا من تنزيل باقي التعاليم.
إن الإنسان الذي يزني في زمن الرسول يستحق أكثر من الرجم، فحين يتيح له الشرع الزواج بأربعة، والتسري بالجواري وملكات اليمين، بالإضافة إلى ترخيص زواج المتعة، هذا الرجل الذي يتاح له كل هذا، لماذا يزني؟
وكي يستقيم العدل، يجب أن نطالب أيضا بكل هذه التيسيرات، آنذاك فقط مرحبا برجم الزاني، أما أن نرجم الرجل اليوم، وهو عاجز عن الإنفاق على امرأة واحدة، إنه ظلم على ظلم !
(كل هذا يصح إذا غضضنا الطرف عن رغبة الأنثى).
في شأن الرجم أيضا... الاسلام أرحم ممن ينطقون باسمه!
مثلا، وإن سلمنا بضرورة الرجم، وإن في مثل هذا المجتمع الذي يغلق جميع الأبواب على شبابنا الصالح، لنا حجة أخرى في التفنيد...
ومن شروط الرجم، شهادة أربعة رجال...
وحتى اتهام السيدة عائشة بالزنى، لم تثبته شهادة الثلاثة، بل إنهم رجموا بدلا عنها لعدم توفر شاهد رابع..
وإذا نظرنا فقط في هذا الشرط، يستحيل الرجم تماما!
لأن الشهادة يجب أن تبنى على مشاهدة عملية الإيلاج بشكل بين، وهذا يستحيل عمليا، إلا إذا نظر الأربعة من ثقب باب الغرفة، آنذاك يكونون متجسسين، ولا تقبل شهادة المتجسسين.
أو أن يجالسوا الزناة، آنذاك يكونون ذيوتين، ولا تقبل شهادة الذيوت.
أو أن يقتحموا الباب على الزناة، آنذاك لن تُشاهد عملية الإيلاج، لأن الفزع سيجعل الزناة يقفزون من مكانهم.
أما الاختلاء بالمرأة، أو تقبيلها، أو معانقتها ولو فوق السرير، لا يعتبر زنا، ولا يعاقب مرتكبيها بعقوبة الزنا.
بل إن سماحة الإسلام، تبلغ بنا إلى درجة أن الزوج نفسه إن وجد زوجته مع آخر على سرير الزوجية، لا يرجما إن لم تتوفر شهادة أربعة، بل يتلاعنا... راجع الحديث.
أكثر من ذلك، إن الزوجة التي غاب عنها زوجها مدة السنتين أو ثلاث سنوات، ثم عاد فوجدها حاملا، لا يكون أبدا دليلا على زناها، كما تذكر الأحاديث النبوية، بل إن هناك احتمالين:
- إما أن يكون مني الزوج قد علق بملابس الزوجة، فتأخر دخوله إلى رحمها. (الأحاديث من تقول، وليس أنا)
- إما أن الجنين راقد، وهنا يمكن أن يدوم حتى سبع سنوات، وهذه القضية منتشرة في الثقافة الشعبية إلى حدود اليوم، ولا أساس علمي لها...
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟