قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 12:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ
الى اهلي في هيت وخوالي البونمر
ـ
اسمعوها من ابنكم ومن ابن اختكم. يكفي الذي جرى، وعلينا ان نحذر مما سيجري. ما يؤسفني، وأود قوله: هو ان في كلّ مدن الانبار وقراها عشائر كريمة تتربط فيما بينها بعلاقات ود واحترام متبادل دون تناحر. ولم اقرأ يوما، ولم اسمع مثل الذي اقرأه اليوم واسمعه بين ابناء هيت وبين ابناء عشيرة البونمر الذين تربطهم ببعض علاقات القرابة والمصاهرة والجيرة، وكانت العلاقة بينهم مضربا للأمثال، ولا أدري ما سبب خوف بعضهم من بعض وتخوين كل طرف للطرف الاخر، وتحميله تبعة ما حصل.
-
ما يحزُّ في النفس، هو تجاوز بعض المتحاورين حدود الحوار الهادئ البنّاء الى السَبّ والشتم والقذف، والتهديد والوعيد بما قد يقوض العلاقة التي كانت مثالا في أواصر المحبة والألفة بين أبناء العشيرة وأبناء المدينة، فكان الكل ضيوفا والكل مُضيّفين.
-
لقد دخل داعش هيت مثلما دخل ناحية الفرات ومدن المحافظة الأخرى. وفي المدينتين من أبنائهما من عمل في صفوفه، ومن والاه، ومن سهل دخوله، ومن صفق له، ومن دعمه، فـ (الكل في الهوى سوا).
-
وفيهما قتل داعش من حَسِبَه عدوا له، وأيا كانت الضحية من الطرفين فالدم واحد، وهو غالٍ وعزيز أينما سال في هيت، أو في حي البكر، أو في زوية البو نمر، أو في أية ناحية أو قرية من قرى القضاء. وعلينا ألا ننسى بأن هذا الدم قد سرى في عروق الجميع، فكم هيتي تبرع لنمراوي وكم نمراوي تبرع لهيتي؟ وبهذا فقد جرى دم الواحد منهم في جسد الثاني؛ حتى صارت فصيلة دمهم (HN) .
-
لقد عشنا المأساة معا فعلينا ان نتجاوزها معا ومن اجل هذا أقول:
-
انسوا الفتنة، ولا تنسوا من يريد إيقاظها.
-
انسوا الخلاف، ولا تنسوا الاختلاف.
-
انسوا ما فات، ولا تنسوا ما هو آت.
-
انسوا العتاب، ولا تنسوا من يستحق العقاب.
-
انسوا الشيخ، ولا تنسوا الرعية.
-
انسوا إلانا، ولا تنسوا الـ (نحن).
-
انسوا السبب، ولا تنسوا من كان السبب.
-
انسوا الضيق، ولا تنسوا الأمل.
-
انسوا كل شيء، ولا تنسوا الزاد والملح الذي بينكم من اجل ان نبقى بيتا واحدا وعشيرة واحدة.
-
انسوا داعش، وتمسكوا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( كـلَّ ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ).
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟