أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي كمال يوسف - قراءة لما بعد معركة طوزخورماتو














المزيد.....

قراءة لما بعد معركة طوزخورماتو


فادي كمال يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما ان وصلت القوى العسكرية الى خطوط التماس بينها حتى اشتعلت الحرب، ففصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية التي يجمعها هدف مشترك وهو محاربة داعش، ما ان تلاقت في قضاء "طوزخورماتو" حتى اشتعلت المعارك الضارية، ليسقط عشرات الضحايا من مقاتلي الطرفين الابرياء بين قتيل وجريح.
لا يمكن لأي عاقل ان يغفل دور الحشد الشعبي والبيشمركة في محاربة داعش، ولكن ثمن هذه الحرب ستدفعه الدولة ومن خلفها المواطن اذ لم يتم معالجة تبعاتها، فتجربة اقليم كردستان الماثلة أمامنا والتي اثبتت السنوات الأخيرة تعثرها في توحيد قوى البيشمركة تحت سقف سلطة الاقليم، فيما ولاء كل طرف من طرفي تلك القوات مايزال للحزبين الرئيسين، وهذا يؤكد فشل تحويلها من مليشيات تخوض حرب تحررية الى قوات نظامية، والمؤسف ان هذا انعكس سلبا على جميع مفاصل الدولة في الإقليم وكان سببا رئيسا في تعثر بناء النظام وفق أسس حديثة عصرية، كما ادى ومن ناحية اخرى الى افشال جميع الخطوات لتوحيد إدارتي الإقليم.
اما في الجزء الاخر من الوطن فان القضية اكثر تعقيدا، فمع وجود طرفين واضحيين في الاقليم متمركزين ضمن حدود جغرافية معلومة الى حد بعيد بينما نجد الحال في مناطق المركز اكثر ضبابية، فالمكونات المنضوية ضمن الحشد الشعبي عددها بالعشرات ورغم ان اغلبها من صبغة واحدة وهو ما يجمعها، الا أن ما يفرقها ويجعل احتمالات الاقتتال بينها اكثر بكثير، فما ان تضع الحرب مع داعش اوزارها، فان اطلاق الشرارة الاولى للحرب بين جميع الأطراف لن يكون بالأمر الصعب.
الواقع الحتمي يفرض وجود الحشد الشعبي بمكوناته الحالية، والسبب في ذلك هو فقدان الجيش لعقيدة واضحة تمنحه دوافع الاستمرار في حربه التي يخوضها دفاعا عن كينونة الوطن ووجوده، ان الحشد الشعبي ككتلة واحدة متماسكة متراصة تخضع لقيادة مركزية صارمة لن يصنف في خانة المليشيات، ولكن ما نتحدث عنه هو معالجة وجود الحشد بعد ان تضع الحرب أوزارها، والقلق من انفراط عقد تلك المكونات وتحولها الى مليشيات مدججة بالسلاح.
ملامح الخطر تبرز في تلك النقطة من التحول والتي ستدفع باتجاه اضعاف اكثر لسلطة الدولة وهيمنتها على انحاء البلاد، فيما سيخلق "كانتونات" متناثرة تحت سيطرة امراء الحرب، ولا نستبعد في حينه اندلاع الحرب بين هذه الكانتونات في صراعها لتحديد خريطتها على الارض اولا، وطمعا في الموارد والثروات المادية والبشرية أحداها للأخرى، أضف الى ذلك صراع بعضها مع المليشيات الكردية والذي انكشف بشكل واضح في ما حصل بالطوز.
ان الدخول في هذا النفق، سيكون كارثيا على البلاد والتي ستستنزف بشريا واقتصاديا اضف الى ذلك تدمير ما تبقى من بنىً تحتية، اما في حالة عدم تقاتل تلك المليشات وهذا مستبعد فأن مجرد خلقها كانتوناتها الجغرافية بقوة السلاح، سيمثل ضياعا لمفهوم الدولة وايقافا لعجلة نموها، وخسارة كبيرة للمواطن الذي يمني النفس بدولة القانون.
هنا تقع على الدولة مسؤولية كبيرة في التفكير جديا ووضع الخطط المدروسة والعملية بعيدا عن المزايدات الرخيصة، لتحويل الحشد الشعبي الى حالة ايجابية ضمن سلطتها وسيطرتها التامة، كما يجب ان يبدأ ذلك قبل نهاية الحرب، لان العمل لان يكون بالأمر اليسير وهو بحاجة الى الكثير من الجهد ومن خلفه تخطيط يعتمد دراسات دقيقة، والا فان الخطر في تخريب ما تبقى من العراق اقرب مما نتصوره.
ومن جهة اخرى فعلى القوى الحاضرة على الارض تطويق ما حدث في "طوزخورماتو""وامتصاص الاحتقان الشعبي بين طرفي الصراع، وتفويت الفرصة لمن راهن على خلط الاوراق لجني مكاسب سياسية ينقذ بها ما تبقى له من مراكز قوى اثبت الواقع الحالي انها بناءها جاء على دماء العراقيين، فالسقوط في هذا الفخ يشير الى بداية حرب المليشيات، والتي ان اندلعت فلن تنطفئ نيرانها الا بتحطيم البلاد على رؤوس العباد



#فادي_كمال_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقايض السعودية لبنان بإقليم كردستان؟
- فخامة الرئيس، عرب وين والبعثات الدبلوماسية وين
- قانون العمل، خطوة نحو الإصلاح بعيدا عن الترقيع
- حوارات زمن الشسمة ... ام دانيال المسيحية
- من يحاسب السلطة القضائية؟
- حوارات زمن الشسمة
- دولة الملاهي وأمراء الحرب
- جمهورية الملك


المزيد.....




- إصابة العشرات بعد إطلاق صواريخ من لبنان على الجولان.. وبيان ...
- السعودية: وزارة الداخلية تعدم الأكلبي قصاصا.. وتكشف كيف قتل ...
- -كتائب القسام- تتصدى لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور ا ...
- سترانا: إحراق مركبة عسكرية أخرى في كييف
- -لقد ضربوا حلفاءهم-.. سيناتور أمريكي سابق يتحدث عن تفجير -ال ...
- أولمبياد باريس 2024: خطأ فادح يخلط بين كوريا الجنوبية والشما ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية شر ...
- مصر تضغط.. نحو صفقة لإسرائيل مع حماس
- مجموعة مستوطنين تعتدي على قرية برقا الفلسطينية بالضفة الغربي ...
- ليتوانيا تعلن تسلمها أسلحة ثقيلة بقيمة 3 ملايين يورو قبل نها ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي كمال يوسف - قراءة لما بعد معركة طوزخورماتو