|
سؤال بريئ ؟
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 07:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سؤال بريئ !... براءة الميليشيات الطائفية الشيعية من دماء المغدورين !.. هادي المهدي .. وكامل شياع .. وقاسم عبد الأمير عجام !.. والمغدورين ضحايا ناحية بهرز في أذار 2014 م والذين زاد عددهم على الثلاثين وغيرهم ! .. والأحداث حبلى بتلكم الكوارث !... فهي عينات للتذكير فقط !؟ السؤال موجه الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومن خلاله الى الأمين العام للأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأامن ! وكذلك الى السيد السفير الأمريكي في بغداد ، ومن خلاله الى الأدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما .. بأعتبارها الدولة التي أحتلت العراق عام 2003 م وأسقطت نظامه السياسي !.. بل دمرت الدولة بكل مؤسساتها !.. والتي أصبحت أثرا بعد عين ! وحسب القانون الدولي والأعراف والمواثيق !.. هي من يقع على عاتقها أعادة الحياة الى هذا البلد وتمكين شعبنا من بناء دولته ( الديمقراطية العلمانية .. دولة المواطنة وقبول الأخر ) ! والبلد ورغم مرور ثلاثة عشر عاما !... لم يستتب الأمن فيه وأزداد معدل الفقر أضعاف مضاعفة ، ناهيك عن الأمية المستشرية في المجتمع !.. وأنهيار المؤسسة الصحية وسوء خدماتها !.. وأنتشار الأمراض وفقر الدم وسوء التغذية ! ناهيك عن مليون أرملة ومليون طفل يتيم .. والنساء الثكالى والأرامل وكبار السن والمتعففين والمشردين ، وأربعة ملايين مهجر من الطائفة السنية وغيرهم من الأقليات والطوائف والأثنيات ، والبطالة المقنعة في دوائر الدولة !.. وفي القوى القادرة على العمل ، والأنهيار الأقتصادي والخدمي ، وتدني الوعي الأجتماعي ، وأشاعة ثقافة الظلام والتخلف والأنعزالية ، ومحاربة الفنون والأداب والمسرح ، والعداء المستحكم للمرأة وطمس حقوقها ومصادرة حريتها ، نتيجة للثقافة الظلامية لقوى الأسلام السياسي !.. التي تسلقت الى السلطة نتيجة للسياسة الأمريكية والتدخل السافر والمفضوح لأيران وبمباركة أمريكيا والغرب ! كان على الدولة المحتلة أن ترسي دعائم الدولة العادلة التي تساوي بين أبناء الوطن الواحد من خلال ( التأسيس لدولة المواطنة .. الدولة الديمقراطية العلمانية ) لا أن تسلم مقاليد البلاد لقوى معادية لتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والسلام ، والتي تشيع الرخاء والنماء والسلام والعدل ! لا أن تتركه يخوض في حروب طائفية وعرقية مدمرة ، وتترك الحدود مشرعة لكل من هب ودب لتفرض دول الجوار وغيرها أجندتها ورؤاها على شعب أعزل !.. لا يمتلك مقومات الدفاع عن نفسه وعن أرضه وعرضه وكرامته ودمائه ! والسؤال موجه الى كل من !.. مازال لا يقر بأن سبب كل المصائب التي حدثت لشعبنا وما زالت !.. وشلالات الدم الذي تجري أنهار ومنذ عقد ونيف ، والخراب الذي أشرنا أليه !... سببه غياب الدولة العادلة ومؤسساتها المختلفة ! والسبب المباشر هو تحكم الميليشيات الطائفية والعنصرية الشيعية على وجه التحديد !.. والمتمثلة خصوصا [ ميليشية بدر بقيادة هادي العامري !... وجيش المهدي ... والذي يعرف اليوم بسرايا السلام بزعامة مقتدى الصدر !.. وميليشية ما يسمى عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي ! .؟.. وميليشة حزب الله العراقي !... وميليشية فرسان العباس !.. وغيرها العشرات !.. وذكرت هذه كعينات لمن مازال لا يقر بوجود هذه المجاميع المسلحة !... والتي جميعها خارج سيطرة الدولة !.. وخارج سلطة الحكومة ! وحتى يتم التغطية على كل هذه المجاميع العابثة والمدمرة للدولة والمجتمع، والتي تعمل جميعها بموافقة السلطة السياسية ونظام الأسلام السياسي وبأشراف مباشر من قبل المتربعين على السلطة ، وبتأييد ومباركة ودعم وتموين من جمهورية أيران الأسلامية وبعلم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وبمباركة منهما ! وحتى تتم شرعنة وجود هذه الميليشيات الطائفية والعنصرية !... أصدرت الحكومة قانون ما أصبح يطلق عليه اليوم ( الحشد الشعبي ! ) بحجة أحتواء هذه الميليشيات في هذا التشكيل وربطه بالقائد العام للقوات المسلحة !.. رئيس مجلس الوزراء ، والذي هو أحد أعمدة نظام الأسلام السياسي الحاكم ! والحقيقة .. لا أحد من أركان السلطة التنفيذية له سلطة على هذه الميليشيات أبدا !.... وكل واحد منها يعمل تحت أمرت قيادتها السياسية والروحية !... وهذه أحدى أهم الكوارث التي يعيشها شعبنا !... والتي تهدد مستقبله ودولته وكيانه !.. أن كان مازال لدينا شئ أسمه الدولة !... والأستعراضات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى !... وتدخلاتها في الخطط الأمنية والعسكرية في محاربة داعش وفي التحوطات الأمنية للعاصمة والمدن الأخرى !.. والذي ينعكس سلبا على أداء المؤسسة الأمنية والعسكرية ، والتي هي بالأصل بنيت على أساس طائفي وحزبي ومناطقي ! والأحداث تثبت لنا يوميا صحة ما ذهبت أليه ! لنأخذ أحداث طوز خرماتو !.. والصدامات والضحايا في صفوف الطرفين ( البشمركة ... وميليشيات الحشد الشعبي ) !... ما هو سببها ؟ سببها طائفي وأثني !... وصراع على السلطة والنفوذ !... من يتفاوض مع البشمركة ؟ ... ليست وزارة الدفاع العراقية !.... ولا مجلس الوزراء !... بل هادي العامري والأصابع الخارجية ! .. لماذا ؟ ... بسب ان الحضوة والنفوذ والهيمنة هي للميليشيات الطائفية الشيعية وليس للمؤسسة الأمنية والعسكرية ! ... ولو كانت هناك دولة ومؤسسة أمنية رصينة ووطنية ومهنية !... لما حدث هذا اليوم .. وَلَما حدث الذي سَبقَهُ من أحداث ، ولن يحدث مستقبلا أي شئ مما نراه ونشهده ! وكذلك بناء الدولة ومؤسساتها والصراع الدائر بين الطوائف والأثنيات على السلطة والمغانم !.. هو شكل من أشكال هيمنة الميليشيات وتوازن الرعب بين هذه الفصائل ! وستستمر هذه الصور والمشاهد نراها بأستمرار !.. ودون أن توضع لها حد ! .. فبؤر التوتر والصراع سيستمر !... ما أستمر الأسلام السياسي على دست الحكم وفرض أجندته وتقافته وفلسفته على الدولة والمجتمع وعلى المؤسسة الأمنية والعسكرية تحديدا ! وهم لن يتخلو طواعية عن أمتيازاتهم !.. وما أستحوذوا عليه بمنطقهم ومن خلال نهبهم للدولة وخزينتها وحولوها الى جيوبهم الخاصة ! وستستمر الأزمات وستأخذ أشكال ومديات متعددة ومختلفة ، وسنرى تجدد أشكال الصراع وبؤره ومناطقه بتنوع أشكال هذا الصراع !.. وهو دائما مقرنا معه مزيدا من الضحايا والخراب والتراجع !.. والنهب والفساد والثراء للقوى الطفيلية من هوات السياسة وسماسرتها . الأسلام السياسي !.. مسيطرين ومتنفذين ومهيمنين على الخارجية والداخلية والدفاع والأمن الوطني والمخابرات !.. وعلى الوزارات من الوزير وحتى الغفير !... لهم ولأحزابهم وأمراء طوائفهم وسماسرتهم ! ومن الصعوبة بمكان أن يمنحوا هذه الوزارات الى أناس من خارج الأسلام السياسي !... مهنيين ووطنيين ومستقلين ! هل الأمم المتحدة على بينة من كل الذي ذكرناه ؟ ... أم أنها تغمض عينيها وتسد أذنيها !.. وتغلق عقلها وقلبها ولا ترى الحقيقة !... وأذا كانت تدرك كل الذي يجري وتعرف حقائق الأمور وتلتزم الصمت !... فالمصيبة أكبر وأعم ! وكذلك أسأل السيد السفير الأمريكي ؟ ... هل يُبَلِغُ الأدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما بحقيقة ما يتعرض له شعبنا والمحنة التي هو فيها على أيدي هؤلاء ؟ .. وهل تُنْقَل الصورة بكل تجلياتها وتفاصيلها وما ألت أليه الأمور من أوضاع مزرية وكارثية ، والتي أدت الى تغييب الدولة ومؤسساتها نتيجة أستيلاء أمراء الحرب وميليشياتهم على المال والسلاح والأعلام ! ... وأصبحوا من أثرياء العالم !.. بالوقت الذي عندما جاؤو الى السلطة لم يكونوا يملكون شئ !.. ومن يشك في ما أقول ؟ فليذهب الى هيئات دولية مختصة للكشف عن الأموال وذمم السارقين والحرامية !.. فسيجد العجب العجاب ! هل بقي بيدنا شئ لم نذكره للداخل والخارج ؟ ... وهل سيأخذ قادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين واليابان وغيرهم من الدولة التي تُعرف اليوم بالدول الأكثر غنى في العالم ؟ وهل سيسعون لنجدت شعبنا من أخطبوط قوى الأسلام السياسي وميليشياته من جانب وداعش وحلفائه وخلاياه النائمة من جانب أخر ؟ والدفاع عن حدود العراق المشرعة أمام كل دول العالم ومن دون حسيب ولا رقيب !.. ودخول تركيا بقواتها الأراضي العراقية من دون موافقة العراق وحكومته لهو دليل على ذلك ؟ .. ألم تكن مخالفة للقانون الدولي ؟! لا نريد أكثر من العدل والأمن والسلام والتعايش !... فهل ما ننزع اليه أيها السادة الأكارم !.. هل هو كثير على شعب عريق وعظيم وحافل بالأمجاد والثقافات !.. مثل العراق ؟ أم مثل ما يقول المثل العربي ( البهيمة عندما تصاب بكسر في ساقيها !... يسارعون لذبحها ؟ ... فهل المراد أن نُقَدًمُ قرابن لكم سادتي ؟ ... ألم تكفي الدماء الغزيرة وعشرات الألاف من الضحايا ؟ أجيبوني فقد أزف الوعد ! ..والموعد قد أفل ! وأن لنا في ذمتكم دين !.. عليكم الوفاء به !... وجأتم بوعود لن تُوفوها !.. أولها الديمقراطية !... ولا شئ من الذي وعدتمونا به ! الأمن والسلام والرخاء !.... لا يوجد رخاء ولا سلام ولا أمان !! وعدتمونا بأعمار بلدنا وبنائه والرفع من شأنه بين الدول !... لا يوجد شئ من كل الذي وعتمونا به أبدا !... فهل لنا بذمتكم دين ؟ ... أم مواعيد عرقوب أخاه بيثرب ؟ أم كلام الأمس يمحوه النهار ؟ . نحن نستنهض ضمائركم وضمائر كل البشرية المحبة للخير والسلام والتعايش !.. للتوجه والأسراع في أيقاف مسلسل الموت والخراب ، ولأعادة بناء الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة .. ولكن ليس دولة الأسلام السياسي وظلاميته وتخلفه . صادق محمد عبد الكريم الدبش 27/4/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخلوقات الكواكب الأخرى ! .. تستهجن ما يجري على كوكبنا !
-
العداء للحزب !.. هو عداء لشعبنا وقواه الخيرة .
-
نشأت البروليتاريا .
-
لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
-
الذكرى 146لميلاد لينين .
-
الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
-
قراءات فكرية ثانيا ..
-
أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
-
تأملات معشوق .. قبل الغروب !
-
قراءات فكرية ..
-
لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
-
المتناقضات .. والحكمة منها والدروس المتوخات !..
-
ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..
-
وجهات نظر فلسفية ..
-
مقتطفات خالدة ...
-
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
-
الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
-
الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
-
سجدت لربي سجدتين ..!
-
لمن حملوا الأمانة
المزيد.....
-
السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما
...
-
مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي
...
-
المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|