أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - من قتل عمر محمد














المزيد.....

من قتل عمر محمد


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 05:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


شاب في مقتبل العمر، يختطف من الحي الذي يسكنه وينقل إلى حي آخر، ويقتل هناك بطريقة بشعة تحت عنوان الدفاع عن الله والإسلام ونبيه، وتقول إحدى الروايات انه تم ربطه داخل احد المساجد وتمت محاكمته واصدروا عليه الحكم بالإعدام الفوري وبعدها ألقيت جثته في أحد الأزقة.
هذه الحادثة وقعت في عدن، واصابت الجميع بالدهشة والغضب، فما حدث يوشي بوجود فكر ديني متطرف ومتمكن يستطيع ان يختطف ويقتل ثم ينشر سبب قيامه بهذا العمل المشين أمام الجميع.
جريمة عمر في نظرهم والتي استحقت إعدامه، هو انه كان يكتب منشورات تخالف مع يؤمنون به على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات لا تتعدى بضع أسطر، تلك المنشورات افقدتهم الصبر وجن جنونهم، وعجزت اقلامهم وكل كتب تراثهم وتفاسيرهم بالرد على شاب لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، مما حذى بهم إلى استخدام اسلوبهم المعتاد والذي يعرفه الجميع ، ألا وهو القتل وسفك الدماء، لأنهم وبهذا العمل يتقربون إلى الله ، ويضعون أنفسهم في صورة تراجيدية حيث يراهم الآخرين وكأن الله إله لا يرتاح إلا عندما يقوم حماته بالقتل والضرب والجلد، الله الرحيم والمتسامح لا مكان لديه عندهم ، وهذا بسبب ان تلك الجماعات ما هي إلا جماعات تمثل الجهل في ابشع صوره وفي أدنى مداركه، أنها جماعات ترفض الحياة كمبدأ أساسي وحق بشري، وترى في الموت والقتل هي الغاية من الوجود ، جماعات تمقت الفرح والسعادة ، وتراها ابتذال وأسفاف، جماعات تعتقد ان الله في حالة ضعف شديد وانهم وللضرورة يجب ان يدافعوا عنه ، جماعات لا تمتلك في عقولها المجوفة إلا حالة من التشنج والهوس والضيق بكل ما يخالفها ولو كان هذا الخلاف هو جزئي فقط، تكفر الجميع وتكره الجميع وتريد ان ترغم الجميع على اعتناق فكرها ودينها ومذهبها وان يقتدي الجميع بطريقة حياتها ومأكلها وملبسها ، مالم فان الحدود الشرعية والتعزير هو العقوبة الملائمة لتلك المجتمعات الكافرة.
عمر باطويل كان مشروع مفكر حر، كان سيكون له أثره الكبير في نشر الوعي والخروج عن حالة الخضوع السائدة والتي تهيمن عليها ثقافة التشدد والتطرف، عمر كان يريد من عدن ان تكون مختلفة وأنه ومن خلال قلمه، فقط قلمه، كان ينشر النور بالأرجاء ويخبر الجميع بانه لا يجيد ثقافة القطيع، انه يعلن عن ذاته وعن ذات كل أبناء جيله بأن عدن ستتلون في عهدهم وان اللون الأسود لن يكون هو السائد.

قتل الانسان لا يعني بالضرورة مقتل أفكاره، بل ربما يزيدها وهجا وانتشارا، وعمر سيبقى متوهجا بكل ما كتبه والذي اثبت عمليا بان كل منشور وضعه كان صحيح وحقيقي وإلا ما كان قتل من قبل تلك العمائم، وأثبت أيضا أننا فعلا بحاجة إلى ثورة قبل ان يقتلعنا طوفان التخلف من جذورنا ويخيم الظلام على الجميع.
قضية عمر، هي قضية إنسان، رحل مبكرا وترك وجع في قلب كل مهموم بالثقل الثقافي والتنويري، ولن يهنأ لنا بل حتى تقوم المؤسسة الأمنية بعدن بالضلوع بواجبها والقاء القبض على القتلة وتطبيق العدالة بحقهم، مالم وإلا فأن عدن ستكون غابة يمارس بها القوى حق تطبيق العدالة بطريقته وحسب انتمائه الديني والمذهبي، وعندما يحدث هذا، فأي حديث عن الدولة والمدنية هو حديث لا معنى له.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيدية في أبشع صورها
- ماذا يعني إغتيال محافظ عدن
- اذا ما الحل يا أنصاف مايو ؟
- كيف أصبح العدنيون دواعش ؟
- اما ( الإمارات ) وإما ( الإصلاح وداعش )
- الشعب وبحاح
- هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟
- داعش داخل جامعة عدن
- علمانيون من اجل الجنوب العربي
- حل الأحزاب في الجنوب العربي خطوة لها ولا عليها
- ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - من قتل عمر محمد