جاسم نعمة مصاول
(Jassim Msawil)
الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 08:29
المحور:
الادب والفن
مهداة الى روح الروائي العراقي الراحل محمد شاكر السبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الموتُ في المنفى
محمد شاكر السبع
أيها الاديبُ الغريبُ
روحُكَ ترحلُ الى ضيافةِ الرحمنِ
ونوابُنا يتقاسمونَ كعكةَ الشيطانِ
أيها الانسانُ الصاخبُ دوماً
مأساتُنا أن نموتَ في المنافي
غرباءَ وحيدين
إلاّ من الصمتِ....
محمد شاكر السبع
لِمَ رحلتَ وحيداً في بحركِ
المتجهَ الى شواطئ كونية
لانهاية لها....
عصافيركُ تسألُ عنكَ
الريحَ والشعراءَ العائدينَ
الى أحضانِ حبيباتهم....
وجدتُكَ مضطَجِعاً
ووجهُكَ الى السماءِ
كأنكَ تسألُ الخالقَ العظيم
عن خطايانا.... نكباتِنا
والموتُ في الغربةِ يجرحُنا ...يُؤلمُنا
وجدتُ عندكَ
الاهوارَ ورائحةَ " النهر والرماد "
يتسامرون
وملائكة الله يصلّون
مازلتُ احفظُ ابتسامتَكَ
صَخبُكَ .... براءةُ الطفولةِ
في عينيك...
سأمرُّ على مقاهيكَ
في بغداد ... البصرة ... عمّان
لأقرأَ لروحِكَ
طلاسمَ الرعودِ والامطارِ
أيها الجنوبي الأصيل
كنتَ تسافرُ كمتصوفٍ
تبحثُ عن زاويةٍ
في مكانٍ ما....
لتشربَ قهوتكَ من دون ضوضاء
وتستعيدُ ذكرياتِ ألف باء
الجمهورية ... وأصدقاءَ
سبقوكَ الى ضيافة الله
كنتَ مواطناً من دون وطن
وطنَكَ سرقهُ الغرباءُ
وباعوه في اسواقِ النخاسةِ
مونتريال ضمتكَ
الى شواطئِها
وليالي الثلجِ الطويلة
وصخبُها بعد منتصفِ الليل
هنا سيرقدُ جسدكَ بسلام
من دون حروبٍ عبثية
وروحُكَ تسافرُ الى ميادينِ طفولتكَ
ارضُ الانبياءِ
ومزاراتِ الاولياء الصالحين
والحكماء والعارفين
أيها التائهُ في الديجور
ضوءُ الله سيأخذُكَ
الى النورِ .... الى نخيلِ العِراق
الى نواعيرِ قريتِكَ
حيث الحنين
لتزرعَ ياسمينةً وزهرةَ اقحوانٍ
في قلبِ امرأةٍ
نَذرَتْ ألاّ تعشِقَ
غيرَ هذا الانسان ....
(جاسم نعمة مصاول/ مونتريال ـــ كندا)
#جاسم_نعمة_مصاول (هاشتاغ)
Jassim_Msawil#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟