أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين














المزيد.....

صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال كارل ماركس في الجزء الاول من كتابه "رأس المال" أن الرأسمالية, (او التراكم الراسمالي بالاحرى) تطورت وهي تقطر دما وقذارة من قمة رأسها الى اخمص قدميها، منتجة نظام المنافسة الذي من شأنه أن يهيمن على العالم، وكانت الحروب امر لا مفر منه. وإن جنون السوق يسبب ازمات منتظمة ومتوالية في النظام.

ومنذ اندلاع الأزمة الماالية العالمية عام 2008، وتراجع النمو وزيادة الفقر, اصبح امتلاك الثروة الفاحشة من قبل القلة القليلة امرا "طبيعيا!". فهناك الآن 62 شخص يملكون نفس ثروة أفقر 50% من سكان العالم.

في أوروبا هناك 22 مليون عاطل عن العمل رسميا. الحكومات في جميع أنحاء القارة مدركة للاستياء المتزايد في موجة بعد موجة من التقشف، وتستجيب بالاستراتيجية القديمة: "فرق تسد", في مواجهتها للعمال وعموم الشغيلة والعاطلين والمتقاعدين واصحاب الاحتياجات الخاصة والمُقعدين.

الشرطة المسلحة تحوْل الاحتجاجات السلمية الى مناطق حرب، وتسمي هذه الاحتجاجات "أعمال شغب" وتشتم المٌضطهدين. وتواجه اللاجئين بقوانين فاشية بشكل متزايد وهو ما يعني ضمنا أنهم مصدر للخشية.

هذا النوع من المعاناة أمر لا مفر منه ما دامت الرأسمالية على قيد الحياة.

ليس للرأسماليين والحكومات اليوم حلا لأزمة النيوليبرالية. حروبهم في الشرق الأوسط لا تضع إعادة البناء على جدول الأعمال. الملايين الفارين إلى أوروبا هم جزء صغير من المتضررين في منطقة يبلغ اجمالي عدد سكانها 500 مليون نسمة. وأوربا اكثر ازدهارا الآن مقارنة ب 1940s و يمكن أن تقدم لهم بسهولة حياة جديدة. بدلا من ذلك، يتم إنفاق المليارات في محاولات منع اللاجئين الوصول الى أوروبا.

سيتم إنفاق ما يقرب من 9 مليارات -$- لإجبار اللاجئين على العودة من اليونان إلى تركيا. وتنفق الملايين على بناء الأسلاك الشائكة وتسيير دوريات الحدود بدلا من التعامل مع احتياجاتهم الملحة- مثل الإسكان والمشاريع التي من شأنها أن توفر فرص العمل.

والبمين المتطرف والعنصري في أوروبا له تقاليده الثابتة والراسخة التي يعول عليها السياسيون والمثقفون منذ الحرب العالمية الاولى. وهم قادرون وبكل دهاء ومكر على الاستفادة من جمهور متزايد استهلكه الشعور بعدم اليقين في مجال فرص العمل التي أصبحت محفوفة بالمخاطر وشحيحة على نحو متزايد.

لذا لا غرابة ان يفوز الآن مرشح اليمين المتطرف, نوربرت هوفر من حزب الحرية, في الانتخابات الاولية لرئاسة الدولة في النمسا بفارق شاسع على منافسيه التقليديين من اشتراكيين ديمقراطيين وغيرهم, وهي سابقة لم تحدث طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, وهوفر هو من اكثر المعادين لسياسة استقبال اللاجئين. وقد بعث فوزه صدمة ترددت اصداءها في كل انحاء أوروبا, وخصوصا بعد ان صرح رئيس الحزب هاينز كريستيان شتراخه الآن باعلان ينذر بمخاطر جمة بقوله :
"يسجل اليوم بدء تاريخ سياسي جديد" في الدولة النمساوية!

تسبب الرأسمالية إلمزيد من التنخر والفوضى التي من المُتوقع أن يقوم الكادحون والمعدمون بدفع ثمن اتعابها، والاتحاد الأوروبي (EU) يتخلى عن رؤيتة المتنورة بخلق أوروبا الديمقراطية. ان شيخوخة الرأسمالية تعني توحشها على نحو متزايد.

ان الأزمة في النظام لم تعد تعني استخدام اللاجئين كبيادق يمكن تحريكها لمنفعة الرأسمالية. وانما تعني استبعادهم والتمييز ضدهم واستخدامهم ككبش فداء لشعب متذمر ومحبط بإلقاء اللوم عليهم بدلا من المسببين الحقيقيين من عاهري السياسة والمال والمجرمين الوضيعين والطفيليين الذين قاموا هم بانفسهم بالمساهمة في خلق اللاجئين وعبثوا بالثروات التي كان يمكن أن تستخدم في بناء عيش كريم لابناء جلدتهم وللشعوب الاخرى.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...
- انهن يبتغين التماهي بالشيطان, وليس الاحتفاء بكونهن انسان!
- لينين بطل الديمقراطية
- الطب النفسي النيوليبرالي
- وجهة نظر التحليل النفسي في البروليتاريا والحلم الامريكي
- تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين
- تخبط الحركة الشيوعية العالمية والانتخابات البرلمانية
- نفاق الولايات المتحدة وتحُكم اللوبي السعودي فيها
- رسالة بروفسور .A.L.I المفتوحة الى السلطات السعودية
- وحشية لا تضاهى لمحتلي العراق
- حكام واشنطن و لندن هم اساتذة في علم تحطيم العقل
- اوباما يبيع بلاده الى السعودية, فضلا عن دعم ارهابها
- استخدام ال CIA لبرنامج تطعيم زائف وتأثيراته المدمرة على الصح ...
- لماذا لا تنفذ داعش هجمات في إسرائيل؟
- الكشف عن وثيقة تكذّب تماما مزاعم بوش
- سياسة الولايات المتحدة وشركائها المتعمدة في دعم الارهاب وقيا ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين