|
رقة وإشعاع الممثلة الكبيرة نيلى كريم
غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 10:03
المحور:
الادب والفن
منذ بدأت عملى فى الصحافة وولعى الشديد بالفنون يسعى للظهور فى شكل مقالات نقدية تتناول الفن التشكيلى أو السينما أو المسرح أو فنون الإذاعة والتليفزيون وبالطبع تعتبر هذه المقالات والتوجه للتعمق فى وصف الفنون عامة فرصة ذهبية للمخابرات المصرية التى تقوم ببيعها كنص يتم استغلاله مرارا ونسبه لكتاب أجانب عدة ولفلاسفة وغيره، والتى تبيعه كرؤى نقدية يتم استخدامها فى قولبة الفنانين فى العالم فى كل بلد على شاكلة ما أرغب أنا وغيرى من النقاد المصريين، ولكن للأسف رغم كون هذه الإبداعات النقدية لى ولغيرى فرصة ذهبية للمخابرات المصرية وبقية أجهزة المخابرات فى العالم، إلا أنه قد تم إبعادى منذ سنوات طويلة عن نشر نقدى وتصوراتى حول الفنون فى مصر خاصة، حتى لا أسلط الضوء على موهبة زملائى من الكتاب والفنانين .. وتكتفى المخابرات المصرية حاليا ومنذ تقريبا 17 عام بتركى أشاهد أو أستمع للقليل من القطع الفنية المصرية المكتملة (فيلمين فقط وتسع أغانى طوال هذه المدة) وإبعادى بشكل عام عن متابعة معظم المنتج الفنى المصرى مع تعريضى كل فترة طويلة لمشاهد ربع ساعة من فيلم مصرى ما، أو ما لا يزيد عن ساعة متفرقة من مسلسل رمضانى أو غير ذلك وفقط لأصف لهم تصورى عن أداء ممثلة ما أو أسلوب اخراج مخرج معين أو غير ذلك (ولكى يتم سرقة ما أقول فى الحال ونشره كنقد يتناول ممثلين ومخرجين عالميين وغير ذلك) حيث أمنع من نشر أرائى النقدية السريعة المتفرقة هذه وكثيرا ما أنساها. ومن الممثلات اللائى طلب منى مشاهدة تمثيلهن وتقييمه الفنانة الكبيرة نيلى كريم عند تمثيلها مسلسل ذات قصة الروائى والقاص الكبير صنع الله ابراهيم وقد قيل لى وقتها من قبل المخابرات المصرية (كتوجيه لأفكارى يستبق تقيمى لأداء الأستاذة نيلى كريم) أن نيلى ليست مناسبة للدور ولكن المخرج يجدها مناسبة جدا وقد أصر عليها .. !! شاهدت حوالى ساعة متفرقة من عدة حلقات من المسلسل وفى الحقيقة ومنذ أول خمس دقائق أعجبنى جدا أداء نيلى كريم للشخصية ووجدت اختيارها من قبل المخرج لأداء هذه الشخصية بهذا البناء أكثر من رائع ويدلل على ذكاء شديد ووعى بالرواية والشخصية والأهم بالمجتمع المصرى، وبالطبع لم أكتب رأيى فى مقال لسببين أولهما أن المخابرات المصرية العظيمة (والعظيمة هنا وصف ساخر طبعا) قد فعلت كل ما يمكنها لإجبار زملائى من رؤساء تحرير المجلة التى أعمل بها مجلة الإذاعة والتليفزيون ورؤساء تحرير بقية المجلات والجرائد على عدم نشر مقالاتى رغم (وهذا ما بلغتنى به المخابرات المصرية نفسها) رغبتهم الشديدة فى نشر مقالاتى بشكل ينم عن الإحتفاء بها. ثانيا: لأن المخابرات المصرية كما سبق وذكرت تمنعنى من رؤية العمل الفنى كله مما يجعلنى أعزف عن الكتابة بعد مشاهدة مبتورة لجزء صغير من العمل الفنى. لكن المهم هنا هو لماذا وجدت أداء واختيار نيلى كريم ممتاز؟ أولا: لأن نيلى كريم قد اختارت أن تقوم بأداء شخصية ذات من زاوية شديدة الذكاء فقد أصرت (رغم محاولة المخابرات منعها من ذلك كما بلغنى) على الأداء من زاوية الفتاة الطيبة المقبلة على الحياة المثقلة بإجبارات لا تعلمها والجاهلة بمعظم ما يدور حولها وما تدفع له، والتى تقاوم بكل ما تملك السقوط فى بئر الإكتئاب فالهبل الذى بدى على ذات التى ظهرت أيضا فى الوقت نفسه ذكية جدا وذات حيلة ورقيقة تماما بما لا يتناسب مع هبلها المدهش هذا عكس الحالة الطبيعية التى تعيشها السيدات متوسطات التعليم فى مصر ممن يحتجزن بعيدا عن الكثير جدا من المعلومات الضرورية لحياتهن واللائى يمنعن بقوة جبارة من التحقق والعيش كما يرغبن واللائى يرغمن على التصرف والإعتقاد بأنهن غبيات قليلات الثقافة ولسن مشابهات لغيرهن من ذوات المركز المتميز فى المجتمع. وفى تصورى لم يكن هناك أفضل من نيلى كريم بملامحها الرقيقة وطريقتها الظريفة فى الكلام وصوتها الرقيق وعيونها الجميلة وملامحها المقطقطة للتعبير عن فتاة رقيقة جدا فى غاية النعومة وذكية جدا (كما هو حال كل مصرية) تم إلقائها فى بئر عميق لا آخر لإتساعه ممتلئ بالقاذورات بعد دفعها لإرتداء ملابس مهلهلة وفى غاية القبح وفضفاضة تؤدى بها لمزيد من التخبط والضياع وهى تحاول الخروج من البئر الذى تعلم أنها حتى بعد الخروج منه ستظل مرتدية ملابسها القبيحة هذه وهى ممتلئة بالقاذورات، ولكنها مازالت فى البئر وكل ما حولها يشوهها كثيرا ومع ذلك ظلت لكل من يراها عن بعد براقة بما فيها من حياة وجمال وذكاء، فقد منحت نيلى كريم كما لاحظت وقتها المشاهد بهجة خاصة أثناء متابعته لمأساة الشخصية التى مثلتها ولحيلها وسلوكها وهى فى عمق البئر الذى ألقيت فيه، وقد حمت هذه البهجة المشاهد من كارثة الغوص فى بئر الحزن العميق وهو يرى هذه البراءة وهذا الجمال وهذه الرقة تهدر تماما بفعل الزمن (أو فى الحقيقة ببرامج المخابرات التى تعمل على إهدار حياة المصريين) ودفعته للتعمق فى فهم شخصية المصرية الجميلة رغم كل شيئ. لقد أكدت وقتها على تصورى هذا رغم مراجعات المخابرات لى مائتى مرة (طبعا يحقدون على نيلى كريم جدا بسبب كونها أذكى ممثلة وراقصة فى العالم) و فى النهاية قالوا لى طالما ده رأيك وأنت متأكده خلاص حنسيب الناس تشوفها على حقيقتها كممثلة كبيرة .. بعد عدة سنوات من هذه الحادثة دار حوار بينى وبين إحدى قريباتى حول مسلسل لنيلى كريم حيث قالت لى: لا نيلى كريم دى أنا بستغتت دمها أصلا آه يظهر المخابرات المصرية لم تف بوعدها وتترك المصريين يشاهدون نيلى كريم الممثلة الكبيرة والإنسانة الرقيقة الذكية على حقيقتها بل مازالوا يبثون على معظم أو كل أو بعض جمهورها عدم استظراف ثقيل ومسبق لها، حيث من قد يرى رقة نيلى كريم دون أن يستظرفها ويحبها؟ (تبعا للمخابرات المصرية نيلى كريم مصنفة رقم 90 ألف من حيث العبقرية على مستوى العالم وهى الفنانة الأكثر جذبا للقلوب حاليا حيث وقع فى حبها دون حتى أن يدرون تسع زملاء لها ومائتى رجل من غير زملائها وهذا ما دفع المخابرات المصرية لمحاولة عرقلة جاذبيتها ووضع برامج مخابراتية ليشعر جمهورها بغير مشاعره الحقيقية تجاهها حيث يظل صوت يرسل بموجات تحت الراديو يتردد فى رأس كل شخص مصرى يشاهدها يؤكد له البت دى بايخه البت دى بايخه البت دى بايخه ومع ذلك لم تنجح المخابرات فى صرف جمهورها عنها حيث يشاهدها ويستمتع بأدائها وإشعاعها رغم كل ما يتردد فى رأسه والذى يعده لهى مش بايخه هى فيها حاجة غريبة لكن رقيقة جدا).
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشارات المخابرات فى أسماء المسلسلات
-
جزء من كتابى الذى قد لا يكتمل كيف تصنع فيلم ممتع ببلاش
-
ما سرقوه منى فى هارى بوتر
-
ممن تمت سرقة أفلام هوليود الأكثر نجاحا؟
-
نظام ستنا بخيتا سعيد أو خطة ال 999 بند لحمل وولادة بلا آلام
-
18 مارس عيد ميلاد الدمية سعد راضى خير
-
الاسكندرية المتاهة الأروع فى العالم .. بناها الملك المهندس ا
...
-
ثلثى عالم الخيال صناعة الملكة المصرية العظيمة سميحا عبد المو
...
-
مجموعة من البرامج مخابراتية لقولبة سلوك البشر فى كل مكان
-
تعليقا على خبر كشف ناسا الفضائى أقول وكالات الفضاء ومنهم ناس
...
-
الامريكان يسرقون كشوف قدماء المصريين وينسبونها لأنفسهم
-
5 أشكال من البرامج المخابراتية الغير إنسانية التى تنظم عمليا
...
-
الملكة فتحيا مبتكرة الموسيقى السينفونية والتوزيع الهارمونى و
...
-
عبقرية محمد فوزى
-
كل أنواع الرقص ابتكرت فى مصر .. والمصريون ممنوعون من الرقص ا
...
-
تحذيرات من الحر.. الحر الصناعى مهلك للجسم يتسبب فى الأنيميا
...
-
أسأل قراء الحوار المتمدن هل توافقون على تحويل يوم 10 أبريل م
...
-
أجهزة المخابرات فى ثلثى الكرة الأرضية تعمل بهمة على تشتيت إن
...
-
لو كنت فوق الأربعين فمعلوماتك قد لا تكون صحيحة عمن يحبونك، إ
...
-
كان فى واحدة ست عندها 12 بنت - أغنية عمرها 2000 عام من الترا
...
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|