|
هيفاء وهبي ..أخر القديسين
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:08
المحور:
كتابات ساخرة
القداسة أسم مشتق من الفعل ( قدّس ) وهو فعل رباعي تام صحيح قابل للصرف والمفاضلة بشكل مطاطي غريب مصدره الاسم ( تقديس ) ومشتقاته الأخرى ( قديس ، قدوس ، مقدس ، الأقدس ، قداسة ، .. الخ )، معناه هو الارتفاع والتعالي بمنزلة لا يرقى أليها البشر بسهولة وفي غالب الحين تكون مستحيلة إلا بكتاب توصية رسمي من سيادة رئيس الجمهورية الكونية المحترم ، يأخذ هذا التركيب اللغوي شكلين هما كأسم وكصفة ونلاحظ استعماله كأسم هو الشائع وعليه يكون القديس فلان أو المقدس فلان هو صفة تم تخصصيها لكي تأخذ مقام الاسم بشكل كامل وطبعا تم تعريفها كأسم معرفة بـ ( أل ) التعريف فلو قلنا مثلا القديس صدام حسين وقلنا في موضع أخر صدام حسين نلاحظ بأن قداسة صدام في الموضع الأول ليست صفة بل أسم معرف لسيادة الرئيس الأبله صدام . ورد هذا الاسم بشكل مكرر في الكتب السماوية ( التوراة والإنجيل والقرآن ) مما يعني انحسار استعماله في المؤسسة الدينية فقط وتعرفون جيدا من هي المؤسسة الدينية وفسادها ألهيا وأرضيا.. القداسة كانت ولا زالت محصورة ضمن أشياء محددة مثلا : أولا / الزمان: هناك وقت لديه قدسية دون وقت أخر مثلا مناسبة عاشوراء عند الشيعة من 1 محرم إلى 10 محرم تلك العشرة أيام لها خصوصية متميزة ففيها يدخل الشيعة ضمن طقوس جماعية تتوقف فيها عجلة الحياة. ثانيا / المكان: بعض الأماكن لها قدسيتها الخاصة دون أماكن أخرى فمثلا مدينة القدس عند الأديان الثلاثة لها مكانتها المتميزة. ثالثا / أشخاص: هناك بعض الشخصيات لها قدسيتها فمثلا صحابة النبي محمد فكلهم يدخلون الجنة دون حساب لا لشيء ولكن فقط لأنهم عاصروا النبي محمد وأكلوا معه أو صافحوه في يوما ما. رابعا / أشياء متفرقة : بعض النباتات مثلا النخلة عند المسلمين، وبعض الحيوانات مثلا الطيور عند المانوية. عموما فلندخل لموضوعنا الذي كتبت من أجله هذه المقالة وسأبدأ بالسؤال الأتي: لماذا أرتبط الرب بمواعيد وأماكن وأشخاص محددة للاتصال به ؟؟ حقيقة الرب كما تخبرنا الفلسفة هي أنه سرمدي أبدي يحيط بكل شيء ولا يحيطه شيء كل الموجودات فيض منه ومنه تأتي وأليه تعود، مطلق خارج عن الزمان والمكان ، وعلى ذلك نستنتج من أن الرب ( المبدع الأول ) يمتلك من منظومة قوانين خاصة به وبالمناسبة هي ليست عسيرة على البشر كما هو شائع عند المؤسسات الدينية.. كيف تم تحويل الرب إلى دكتاتور نرجسي مراهق سادي ؟؟ تم صناعته في مختبرات المؤسسات الدينية بعناية تامة وبأشراف أمهر العقول لغرض واحد فقط وهو نقل دائرة الاحتكار والإقطاعية من الأرض إلى السماء وتولدت بعد ذلك صكوك الغفران عند الدين المسيحي ومبدأ الشفاعة عند المسلمين وغيره.. نجحت المؤسسة الدينية في ترويج أنتاجها الجديد بشكل سحق السوق المقدس وتحول البشر من سجن أصغر إلى سجن أكبر ولكن أي سجن ؟؟ بعد التسعينات ومع انتشار رسالة العولمة بين البشر ظهرت مفاهيم جديدة للقدسية عند البشر كان أخرها الفنانة ( هيفاء وهبي ) وصدرها الذي تحدت به كل منتجات المؤسسة الدينية وبصراحة المنافسة كانت قوية ..( هيفا ) تنتمي لجيل جديد من الساحرات، هذا الجيل أخذ على عاتقه زمام الثورة واسترداد التاج من جديد .. ليس الكهنة والساحرات هم وحدهم في حلبة المصارعة ولكن هناك منافسين لهم تاريخيهم المتميز مثل التجار( أباطرة الدولار) أو صقور المؤسسة العسكرية وغيرهم.. ولكن سؤالي هنا على ماذا يتنافس هؤلاء ؟؟ السيد نيتشه ( عليه السلام ) أختصر ذلك في مقولته الشهيرة ( الناس كالغنم تحتاج إلى من يقودها.. ) تحولت الحياة إلى هرم بطبقات وطبقة تتغذى على طبقة في صراع مستمر أبدي، وهناك في القاع حيث الهاوية يعيش الجرذان ( أشباه البشر) يعانون من تخلف عقلي وحضاري وراثي يأكلون الأغذية المعلبة المستوردة التي تصلح للكلاب لا للبشر وأمام صور هيفاء وهبي المعلقة على جدران بيوتهم البائسة ينامون بابتسامة ملائكية طالبين من الحانوت السماوي أن يرزقهم خبزا وأطفالا فقط .. وبصراحة لا أخفي عليكم أحسدهم عليها.. حقيقة الحياة كما تبدو من ما ذكرت هي عبارة عن لعبة قمار كبيرة وحسب أهم قانون لتلك اللعبة من يخسر يخسر كل شيء وبناءا على ذلك الحياة لا تقبل بغير ثلاث أدوار هي أما تكون ذئبا أو فريسة أو تحت قبر تقضي فيه بقية حياتك كالدجاج لا تفهم من الحياة ألا الأكل والنوم وسلسة من أحلام اليقظة لا تنتهي ، أختار شرقنا العربي الاختيار الثالث وجعل نفسه الآن تحت رحمة أثنين من المتنافسين هما كاهن متدين دجال يكذب ليل نهار وساحرة أغراء تبيع عروض اللحم الناعم في القنوات الفضائية . مشكلة الناس هنا هي الجدران وما يعلقون عليها من صور وسأسميها هنا ( عقدة الجدار ) عقدة الجدار عند المجتمع العربي قديمة قدم المعلقات الشعرية التي علقها العرب ذات يوم على جدار الكعبة، تأمل معي عزيزي القارئ العربي جدار بيتك أو أي بيت تزوره ماذا تجد فيه ؟؟ صورة لأية قرآنية تشكو نفسها من الغبار المتراكم عليها منذ مئات السنين أو أمام صالح منسي تركه التاريخ على حافة قذرة لأحد أرصفته أو فنانة تافهة قيمتها الوحيدة فيما تلبس من لبس فاضح .. بيت صديقي ( A ) على جدار غرفة الضيوف صورة لأية قرآنية مقدسة ( نصر من الله وفتح قريب ) وعلى الجدار المقابل صورة للفنانة ( أليسا ) وهي لا تقل قدسية عن صورة الجدار الأول، هل هناك توافق بين الجدارين ؟؟ نعم برأي الشخصي المطربة ( أليسا ) هي الفتح القادم من العلي القدير على جيوش الكفر، التي أتحدى أثنين من العرب على الاتفاق في تحديد عدو واحد من ضمن قائمة غير منتهية من أعداء الأمة العربية والدين الإسلامي . لاشيء مقدس غير الإنسان نفسه ففي داخله تكمن المقدسات كلها وخارج الإنسان وهم أحمق متعلقات سنرميها حال انتقالنا في قطار الآخرة السريع.. اعتذاري الشديد لصاحبة السمو ( هيفاء وهبي ) وصاحبة الجلالة ( أليسا ) على أي تجريح غير متعمد..
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السلفية البابلية .. أزمة الهوية العراقية
-
عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود
-
من وحي ملاك ثمل .. قصائد
-
النبي إبراهيم .. تحليل نفسي ورؤية جديدة
-
فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد
-
الشبح ؟؟.. تعريف باراسيكولوجي
-
نحو دين جديد .. أفكار وخواطر لمثقف مرهق
-
عالم ليس لنا .. عالم تسكنه البقر
-
جبرائيل ونبي وهلوسة
-
عن الماركسية العراقية وأشياء أخرى .. تحليل أنثربولوجي بسيط
-
دفاع عن السيد ابليس
-
باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل
-
عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية
-
رسالة من الأميرة ضبأ إلى جرذان الدين السياسي
-
نيتشه ومختارات من كتاب هكذا تكلم زارادشت
-
رسالة من نزار قباني للمرأة العربية
-
الشرنقة .. ماهو الموت ؟؟؟
-
بحث حول الغريزة
-
يوميات مثقف عراقي .. الجزء الثاني .. المرأة العراقية والوهم
...
-
الأليات الدفاعية النفسية .. مدخل
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|