أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند احمد الشرعة - عبثية العالم بأبعاده وعبثية الواقع الانساني















المزيد.....


عبثية العالم بأبعاده وعبثية الواقع الانساني


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 20:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صفة الفعل دليل على الفاعل وكما أن هذا الكون يمتاز بالعبثية من حيث تواجد العديد من الكواكب والنجوم التي لا تنفع ومن حيث الطبيعة التي تمتاز بالعبثية في تواجد الأشياء من جهة وعدم قدرة الشيء أن يبرهن عن وجوده في هذا العالم اللامتمايز أو عن أداتيته من حيث علاقته بالاشياء وعلاقته بنفسه وتمركزه في العمق الخلفي الذي يجعل العالم من دون الواقع الانساني عمقا خلفيا من أشياء متراكبة لا يمكنها البرهنة عن نفسها وسط العالم وهذا ما يجعل المكان عبارة عن لاشيء دون تواجد واقع انساني يستدعي الشيء ويجعل العالم خلفية له.
هذه الصخرة هنا جانب الشجرة ومن دون وجود وعي منبثق من ذاته حاضر أمام العالم فإن هذه الصخرة لا يمكنها بأية حال ان تبرهن أنها ليست شجرة أو أنها جانب الشجرة.
أيضا فلدينا مشكلة مع الزمن الذي لا يتم ادراكه الا من خلال وعي منبثق عن ذاته ومنعكس على ذاته فالزمن كما هو معلوم مختلف من شخص لشخص وهو أيضا موت مستمر للحظات آنية وهذا ما يجعل الزمن يشكل نوعا من العبث ان انتظاري لسيارة الأجرة مثلا لمدة خمسة دقائق وأنا متأخر عن العمل يجعلني أشعر بأن هذه الخمس دقائق عبارة عن زمن طويل جدا بينما وأنا أقرأ رواية جميلة أو أتحدث مع شخص أحبه فإن الساعات تمضي وأشعر بأن هذا الوقت هو قصير جدا إن هذه الديمومة أي الزمن كبنية أساسية للوعي منبثقة من الوعي نفسه بحريته واختياره إذ أن وعيي أنا هو من يسمح للتوتر بأن يجعل الخمس دقائق تمر كدهر طويل ووعيي نفسه هو من يسمح للسعادة بأن تستحوذ على كافة وعيي بحيث لا أشعر بالزمن وهو يمضي.
أيضا فإن الماضي قد مضى أي أنه بات لا شيء والحاضر يتعدم ليصبح ماضيا والمستقبل لم يأت فهو لا شيء وان أتى فإنه يصبح حاضرا ثم ماضيا ولكن من خلال طبيعة الذاكرة بوجه خاص والتأريخ بوجه عام فإنه يمكننا أن نجعل من الماضي شيئا في ذاته والحاضر هو تعديم مستمر للماضي أنا الآن لست أنا الحاضر أما المستقبل فهو ذاك المجهول الذي نحدده باختياراتنا وبامكانياتنا هذا ما يجعل موتي إمكانية خاصة بي.وهكذا يتجلى لنا عبثية الزمان بقدر المكان أي أننا في عبثية نحاول تنظيمها نحن بقدر امكاننا فمثلا لدينا قطعة أرض مملوءة بالاشجار البرية والاعشاب بمختلف انواعها وهي على مسافات متقاربة بحيث أن لا نظام فيها ويأتي فلان ليحاول استثمار الارض فيقوم بقطع الاشجار والاعشاب كاملة انه يعطي معنى العدم لوجود لا يبرهن عن نفسه ويقوم بزراعتها ويحدد المسافات بين الاشجار والمزروعات انه يعطي العبث نظاما.
ولكن هل الواقع الانساني بحد ذاته نظاما ان الواقع الانساني منذ البداية عبارة عن وجود عبثي مئات ملايين الحيوانات المنوية من بينها حيوان منوي واحد بطريقة لا محددة يخصب بويضة ثم يتحدد جنسه بطريقة بقدر ما نرى أنها منظمة بقدر ما هي عبثية ومنذ ولادته وسقوطه في العالم فإنه يستجيب ويرفض مختلف الظروف والتأثيرات حتى أن أي انسان فينا لديه عدة شخصيات وعواطف تتقلب بين لحظة وأخرى وكل هذا بسبب السقوط في العالم كلحظة ولادة والوجود للاخر وما ترافق مع قصة الجنس البشري من تطورات وما لديه من غرائز.
كمثال بسيط عن الوجود للاخر : فلان يراقب امرأة من شباك منزله وهي تتعرى في منزلها انه يراقبها بهدوء وفجأة يدخل عليه والده او زوجته او اي انسان اخر فجأة يشعر بالخوف ويختلط هذا الخوف بالخجل فمن جهة هذا الخوف قام بقتل امكانياتي حيث انني اصبحت امكانية لمن دخل علي ربما سيصرخ علي او سيجمدني ويعطيني ماهية الانسان الوقح وانني أخجل بحيث ان هذا الخجل جعلني اسقط في العالم وتعطينا رمزية اسطورة السقوط دليلا حيث ان اكل ادم من شجرة المعرفة جعله يعرف بانه عار فتغطى وستر نفسه ان شعوره بالعري جعل الرب يعرف باكله من شجرة المعرفة فتم انزاله وهذا الخجل الذي تملك ادم هو انه شيء كأي شيء في العالم انه سقوط التعديم المستمر للذات اي ما هو لذاته ليصبح شيئا في ذاته هذا التضارب ولدي امكانية اخرى بأن أصرخ بمن دخل علي واجمد امكانياته هو بان امارس الكذب عليه مثلا او اجمد كشيء في العالم بان اعتبره هو المتطفل ولنعلم أن هذه المجموعة المتضاربة من المشاعر امام موقف واحد وهذه الامكانيات المتعددة امام موقف واحد دليل على عبثية الواقع الانساني.
انا سقطت في الوجود بامكاني ان لا اعمل وان اسافر او لا اسافر وامارس التسول او النصب بامكاني ان ادرس ولا ادرس بامكاني ان ارمي نفسي من بناء شاهق او اطلق على نفسي او غيري النار انني في الوجود لدي امكانيات تتقاتل وانا اختار من بينها وانا اتصارع ما بين الوعي واللاوعي انني اقود السيارة بطريقة الية وانا بحالة من اللاوعي واحيانا اذهب الى الغرفة وانا اريد جلب شيء فانسى ما الشيء انني في صراع بين الوعي واللاوعي كأي واقع انساني اخر.
وان اختلاف الوعي من انسان لاخر بالنظرة للعالم تجعل من الواقع الانساني ومن العقل شيئا نسبيا انا لست فلان وفلان ليس انا من حيث هذا الجسد ومن حيث هذا الوعي والفكر وهذا ما يجعل مادة الانسان وفكره ليست شاملة بل هناك عبث كامل من ناحية الجنس البشري بشكل خاص.
وان هذا العالم الذي يرحم وهذه الطبيعة التي تبرهن عن وجه العالم القاسي من حيث تواجدنا الى جانب بعضنا كبشر وتواجد الحيوانات تدلل على وحشية العالم وعبثيته بدرجة لا تطاق ان الطبيعة بقانونها العبثي البقاء للاقوى الذي يتكيف مع الظروف ومع غيره.وهذا البقاء محتاج وبشكل كبير لغريزة العنف لتلبية الاحتياجات الطبيعية التي وصفها ابراهام ماسلوب :1-الاكل والشرب2- الامن والمكان 3- الانتماء والحب والجنس 4-اعتراف الاخر بنا.وهناك احتياج خامس يبرر العنف وهو تحقيق الذات والاحتياجات 4 و 5 هي خاصة بالعنف البشري وخاصة النقطة 5 حيث ان في مملكة الحيوانات تحتاج بعض الحيوانات لاعتراف الاخرين من نفس النوع بها.ويعد عنف النوع داخل بعضه من اغرب انواع العنف ويمتاز العنف البشري بالابتكار واحيانا اللاسبب وهذا ما يجعل العنف البشري عبثيا ويجعل الوجود البشري الى جانب الاخر جحيما فالاخر جحيم ولكنني احتاجه لابرهن عن ذاتي كما يعبر سارتر.
إن هذا العبث يمكن للجميع ادراكه ولكن ما يجعل البشر مختلفون هو انهم بحاجة لضرورة لتغطي عرضيتهم وكأن هذه الضرورة غطاء على طاولة تقوم بتشكيله لتخفي شيئا ولكن تحت الغطاء على الطاولة لا يوجد شيء اطلاقا وما يمكن القول عنه اله كخالق للكون لا يمكن ان نقول عنه مصمم ذكي حيث انه يستحق صفة مصمم غبي عبثي وكما ان من صفاته كلي العلم فانه على علم بما سيجري مسبقا مما لا يجعل هنالك طعم لامتحان الحياة اي ان كل ضرورة نختلقها لوجودنا هي ضرورة مزيفة وهنا نتكلم عن ضرورات ميتافيزيقية سقط بها قاتل العالم السماوي ايضا نيتشة عندما اختلق ضرورة الانسان الاعلى الذي يجب ان نحيا لاجله.
ويمكننا أن ندلل على عبثية العالم بعبثية اللغة التي لا يمكنها ان تعبر بشكل صحيح عن الاشياء فمثلا طلعت الشمس وعلميا ان الارض تدور حول نفسها فالشمس ليست تحتنا لتطلع علينا ولا الليل فوقنا ليهبط علينا وكم كان سقوط كوجيتو ديكارت باللغة فانا افكر اذن انا موجود وببساطة حاول ان يجعل العالم مثاليا مرتبطا بالافكار ولكن هذه الانا هي التي فكرت اي انه اثبتها قبل عملية التفكير لغويا وانطولوجيا وهذا ما يجعلنا نتوقف ونقول ان وجودنا سابق على ماهيتنا لقد وجدت ثم قلت عن نفسي انسان لقد وجدت ثم قلت عن نفسي مفكر لقد وجدت ثم اخترت ان اكون فاشلا او ناجحا انا انجح اليوم وغدا افشل هذا ما يجعلني اريد وما يجعل ارادتي مرتبطة بقوتي اي انني انا اختار بقوتي ما اريد كونه وفشلي هو انني لم اختر القوة الكافية انني حر بارادة قوة لا ارادة حياة فارادة قوتي تجعلني ما اريد ولدي الحرية باستخدام هذه الارادة حتى انني بقوتي يمكنني انهاء حياتي وبما أن العالم موحش فان الارادة الرئيسية الت يجعلت البشر يتطورون من جنس شبيه بالقردة هو ارادة القوة التي لديهم فارادة الحياة مثلا تجعلني امسك بعصا عند سقوطي من قمة جبل ولكن هل هذا يكفي بالطبع لا ان ارادة القوة الفكرية والجسدية هي التي تجعلني ارفع نفسي مثلا او ان اضع قدمي لى حجر اسفل مني لاموضع نفسي لاصعد للاعلى وان كانت ارادة قوتي الفكرية والجسدية جعلتها انا ضعيفة فهذا ما سيجعلني اسقط وان كانت ارادة قوتي متجهة للموت فانني ساترك الغصن عن طيب خاطر.



#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللادينية في الاسلام
- تأملات وجودية
- هروب
- اعجاز علمي.....!
- قراءة في سيكولوجيا الجماهير الشرق أوسطية
- انتحار
- نقد فكرة العدالة في الإسلام(الجزء الأول):
- الوجودي التائه
- هل نحن جاهزون؟
- نافذة الى الوجود
- نظرة حول موضوع الاخلاق
- ما وراء رفض دول الشرق الأوسط للملحدين والمتنورين
- المعتزلة فرقة عقلانية
- قراءات حول العقل الشرق أوسطي
- مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)
- ((مشكلتنا مع الاسلام 2 )) قراءات وآراء حول كتاب الانسداد الت ...
- مشكلتنا مع الاسلام
- هاوية الوجود
- الصراع على السلطة في التاريخ الاسلامي
- نظرات الى التاريخ الاسلامي


المزيد.....




- -لن نتصرف بمفردنا-.. نتنياهو: إسرائيل ستتحرك مع أمريكا ودول ...
- -أيديكم ملطخة بالدماء-.. بلغراد تشهد أكبر مظاهرة مناهضة لفوت ...
- المعارضة السلوفاكية تنتقد زيارة فيتسو إلى موسكو
- ترامب: سنطالب بإعادة قناة بنما إلى الملكية الأمريكية بأسرع و ...
- حاجة غير طبيعية.. إعلامي مصري يعلق على استيراد ثلاجات بـ 6.5 ...
- البيت الأبيض: إيران قد تسعى لامتلاك سلاح نووي بعد تقليص قدرت ...
- مصرع 9 أشخاص جراء تحطم طائرة خاصة في البرازيل
- إعلام فرنسي: من المتوقع الإعلان عن الحكومة الفرنسية الجديدة ...
- بوشيلين: الجيش الروسي أكمل تطهير بلدة أنوفكا ومدينة كوراخوفو ...
- ترامب سينشئ منظومة دفاع صاروخي جديد في الولايات المتحدة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند احمد الشرعة - عبثية العالم بأبعاده وعبثية الواقع الانساني