دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 13:09
المحور:
الادب والفن
صحبة الحاكم:
سأل الخليفة شيخَهُ، تفسير الآية القرآنية " إنما يخشى الله من عباده العلماءُ "
" يا مولاي، أنتم ظل الله على الأرض "، أجاب الشيخُ بدون تفكير.
*
صحبة البشر:
دخلَ الرجلُ إلى البقعة النائية من سطح داره، ثمّة أين ينزوي الخروف.
الحيوان، أظهرَ الغبطة بمرأى صاحبه، فراحَ يهز رأسه. تقدّمَ الرجلُ على مهل، فيما كانت يده اليمنى مختفية خلف ظهره. كان يقبضُ على سكينٍ كبيرة.
" الخروف، ما يفتأ يبتسمُ. فكيف ستذبح ثقته بك؟ "
هكذا هتفَ صوتٌ في داخل الرجل.
*
صحبة الحيوان:
عثرَ رجلٌ على ذئب صغير، جريح، تائهٍ عن قطيعه.
أهل القرية، استنكروا فعلة الرجل، وبخاصة حينما أعلن رغبته في تربية ذلك الدَيْسَم: " سيكبر ويفترسك؛ كذلك هوَ ديدنُ الذئاب! ". بالنتيجة، اضطر الرجلُ لطرد الحيوان بعدما اطمأن إلى أن هذا صار بإمكانه الإعتماد على نفسه.
ثمّ مضت الأيام. ذات شتاء، كان الرجلُ عائداً على دابّته من زيارة في قرية مجاورة. العاصفة الثلجية، جعلته يضيّع الطريق. وفيما هوَ يحاول بصعوبة التحكّمَ بتوجيه الدابة، انطلقت أصواتُ عواءٍ على حين غرّة. فما لبثَ قطيع الذئاب أن بدأ الهجوم بشراسة، مدفوعاً على ما يبدو بالجوع. وإذا بأحد أفراد القطيع يندفع بقوة، فيسبق الآخرين. صار الذئبُ يدور حول الرجل ودابته، مانعاً جماعته من الإقتراب. أدرك الرجلُ حقيقة الموقف: " إنه ديسمي المسكين! "، خاطبَ داخله المضاء بالأمل. عندما ترك الرجلُ دابته، كان واضحاً للقطيع أنّ الأمرَ يتعلق بتصرّفٍ حكيم.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟