أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!














المزيد.....

من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 12:44
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



من "خربوشة" إلى "مي فتيحة" !!
لاشك أن تطور المجتمعات وتقدمها رهين بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها القادرة على الابتكار والإبداع وتقديم الجديد في كل الميادين والقطاعات ، وهذا لا يعني أن من يمس بعضهم حدث "من فتيحة" من رجال السلطة ليسوا أكفاء وتنقصهم قدرة الابتكار ودربة الإبداع ، لا وألف لا ، فالعكس هو الصحيح، لأن كلهم من خريجي مدارس عليا ومتخصصة في تكوين أطرا رجال السلطة وكوادرها الأكفاء ، والتي لا أن يلجها‏ إلا من توفرت فيه شروط الكفاءة في الكثير من المجالات ، ولو حدث وتسرب أحدهم -في غفلة من القانون - إلى صفوفها ، فإنه لا يمكن أن يستمر بها طويلا ، وحتى إذا كان محظوظا أو مسنودا ، واستمر بها ، فإن أمره ينكشف عند تخرجه وممارسة مهامه ، الممارسة التي تتطلب إلى جانب المهارات والمؤهلات العقلية والبدنية وموهبة وأسلوب التعامل مع المواطن بالشكل المنطقي الذي يحقق للمواطن كرامته ،الهدف الأساس في أداء رجال السلطة للأعمال والوظائف المطلوبة منهم ، والذي يختلف بينهم من واحد إلى آخر ، حيث يطبق غالبيتهم ما تلقوه أثناء التكوين العالي ، ويحاولة أكثريتهم الإجتهاد في تطوير معارفهم بشكل مذهل ومستمر، كل حسب قدراته ومهاراته وما تتطلبه ظروف الأحداث ومناسباتها ...بينما يتعامل قلة منهم بعقلية قياد الزمن الذي كان فيه الشطط هو القاعدة الرئيسية عند استعمال السلطة ، حيث كان الوقوف أمام سيادة القائد له طقوس خاصة ومراسيم يتوجب على الكل احترامها ، وويل لمن يخرج عليها ، فذلك يعرضه لا محالة إلى العقاب الذي يصل أحيان كثيرة إلى السجن أو القتل ، كما حدث مع الفنانة والشاعرة الشعبية "حويدة" المشهورة بـ "خربوشة" التي قتلها القائد عيسى بن عمر العبدي ، انتقاما منها على تمردها على ظلمه وتسلطه واستبداده ، وهجومها له بكلمات أيقظت المشاعر الراقدة في الناس ودفعت بالخائفين للثورة عليه، والتي بقية مرتبطة في المأثور الشعبي بما عرَف باسم "خربوشة" التي خلّدت القائد الجلاد عيسى بن عمر والشاعرة الشهيدة "حويدة"، القصة التي أبت إلا أن تجددت في "مي فتيحة" بائعة الحلوى والبغرير التي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن أضرمت النار في جسدها جراء تعرضها "للحكرة" من طرف رجال سلطة وأعوانها، الذين بدلاً من محاولة إنقاذها أو ثنيها عن الانتحار، قام أحد عناصرها بتصويرها بواسطة هاتفه المحمول وهي تحرق نفسها ثم نشره بعد ذلك عبر المواقع والشبكات الاجتماعية ، ما خلف -حسب مواقع التواصل الاجتماعي- تداعيات اجتماعية وقانونية وسياسية، قام بها المواطنون المغاربة عامة وساكنة مدينة القنيطرة، محلّ الحادثة خاصة، الذين خرجوا للاحتجاج حاملين صور البائعة التي توفّيت متأثرة بجروحها البليغة، ولافتات تحمّل مسؤولية ما يعانيه المواطن العربي من الاحتقار والقهر للسلطة، في جانبها التنفيذيّ الذي يمثّله موظّفو السلطة عموما ، الذين لا يقيمون أدنى اعتبار لحياة المواطن وكرامته ويطاردونه في لقمة عيشه البسيطة بحيث لا يتركون أمامه، أحياناً كثيرة ، غير خيارات الموت جوعاً وذلا ، أو الإنتحار حرقا ، كما حدث مع محمد البوعزيزي، البائع المتجوّل التونسي رائد إحراق النفس احتجاجاً على القهر والظلم ، والذي أشعل نار الثورات العربيّة التي غيّرت وجه المنطقة العربية منذ عام 2011.
وهنا وفي ظل هذه الأوضاع المزرية ، يوجه السؤال الأكثر وطأة وإلحاحاً وخطورة على كل من الحزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه الشيوعي : أين هو الدفاع عن مصالح الفقراء والمظلومين والمضطهدين اجتماعيا ، أم هي "هضرة" والسلام؟.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..
- التبسم واجب اجتماعي ودرب من دروب المناعة النفسية!!
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 2
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 1
- عظمة المرأة ليست في الأمومة فقط !!
- بداية الإصلاح محاسبة الرؤساء !!
- لكراسي تخطف الأبصار وتعمي الأنظار!!!
- ظاهرة التعصب الكروي !!
- علاقة لا تحركها شيء سوى الحب والارتباط الروحي
- سلامة تدبير الشأن المحلي في صدقية المنتخبين .
- هل يكفي العرب، يوم واحد للكذب؟
- اللي تسنينا براكتو دخل لجامع بلغتو-
- لقد تخلفوا عن لحظة تاريخية حاسمة!؟
- الخطاب السياسي المغربي المطلسم !!
- تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!