أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش














المزيد.....

يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 09:44
المحور: الادب والفن
    



دينا سليم – فلسطين / أستراليا
سوف أسرّ لكم بسرّ وهو عندما وقعت في براثن الفن الهابط، ولولا الشويرة الحمرا ما استطعت التخلص من الكابوس الذي أصابني.
حتى الآن لم أفهم ما هي الـ (شويرة) لكني أخمّن أن تكون عباءة أو الحطّة العربية، ورمز العباءة معروف ضمنا خاصة عند المرأة، هي الحماية والأمان، إن كانت قد وقعت في حضن والدها طلبا للحماية، أو أخاها أو حتى عند أحد رجال العشيرة، سابقا، وليس في زمننا هذا، وإن كانت الحطة، فهي رمز المروءة والشجاعة والرجولة، غابرا، وليس الآن لأن جميع القيم قد تبدّلت.
لقد حصل وأضعت طريقي في شمال القارة الأسترالية، حيث دخلت منطقة غاية في الجمال، مساحات شاسعة من غابات الصنوبر المصفوف بشكل يغري البصر ويعمي البصيرة، توقف المؤشر الالكتروني عن العمل وسكت الموبايل، علمت أنني في منطقة نائية خالية لم تصلها التغطية بعد، كان الوقت مساء والليل لم يمهلني حتى أجد طريقي الذي امتد عشرات الكيلومترات دون أن تدركني أي سيارة سوى حافلة شحن ضخمة بسائقها الضخم، تلك التي حمّلت جذوع الأشجار الضخمة والتي أضافت إلى قلبي الرعب والرهبة والخوف.
غنت فيروز (بحبك بالصيف بحبك بالشتي) أي حب وأي كلام فارغ سوف يسعفني وأنا في هذا الموقف المرعب؟ أدرت قرصا آخر، وإذ بأم كلثوم تقول (إنت عمري)، أي عمر وأين هو الذي تتغنى به ست الكل وقد بدأت أخشى على عمري حقا في هذا المكان الرائع الذي تحول إلى بؤرة مجهولة مرعبة، فما كان مني سوى أن أدرت قرصا آخر وإذ بــ (الشويرة الحمراء) تغلفني فجأة بموجة من الصرع فبدأت أغني (تي رشرش) بصوت عال، وكأني بهذه الشويرة بدأت أطرد هاجس الخوف الذي احتل قلبي، حينها فتحت النافذة فتسربت رائحة الصنوبر إلى أنفي وأحسست بفرح غامر، لقد أخرجت الرعب الذي تملكني بواسطة أغنية تافهة طغت على جمال المكان، وحتى أنني رقصت خلف المقود حتى استفقت من غيبوبة الصدمة وذلك بعد أن عاد الإرسال إلى المؤشر الالكتروني، وعادت الحياة إلى موبايلي، حينها عدت إلى الحياة من غيبوبتي.
لقد أصبت بصدمة، حالة يشخصها علماء النفس، لحظات من الذعر المؤقت يبحث فيه الفرد عن أي شيء يذكره بالأمان حتى يتحرر من الحالة التي تلبسته دون معرفة الأسباب.

لقد انغمرت شعوبنا العربية بصدمات متتالية غلفها الذعر وتمكن منها الخوف، نتيجة الانهزامات المتكررة وذلك منذ صدمة 1967، لن ننكر حالة الجنود المصريين الذين تعبأؤوا بصوت أم كلثوم مثل عباءة لكي يخففوا عن أنفسهم الذعر الذي تسرب إلى قلوبهم؟ والذي أضاف إلى الطين بلة ألأغاني الوطنية التي أكدت للناس الانتصار الكاذب، حتى ابتلينا جميعا بخرافة اسمها الانتصار الخيالي، وبدأنا نبحث بإصرار عن الإنتصارات ولو بالحلم لكي نخفف من روع الصدمة على أنفسنا.
هذا ما فسرته لنفسي، وذلك عندما أحسست بشعور عدم الطمأنينة والخوف الذي جرفني إلي (تي رشرش) وقد أضناني البحث عن معناها، مثلها مثل جميع الأغاني الهابطة التي اتسع بها الإعلام السخيف الذي شجع بانتشارها، وبانتشار الجهل الذي عمّ على أمة لا تقرأ ولا تتثقف إلا من مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الهابطة والبرامج الترفيهية الرخيصة... بعد هذه الحكاية بدأت أحلل التدهور الثقافي والفني الذي حصل لنا كشعوب تحمل تاريخا من الخيبات والانهزامات، السبب الذي دعانا نرقص على وقع أول ضربة إيقاع، يدعونا إلى التقهقر عند (بوس الواوا) وتي رشرش وغيرها.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار
- شبشب أمي
- اشترينا تلفزيون جديد
- تحت العشرين
- ريشة الفرح
- من مكيدة الشيخوخة إلى جحر الرومانسية
- عالم الغرباء
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...
- دبابيس
- هلوسات يوم حار
- الفأر الأكثر حظا
- لا أترك البحر وحيدا
- المحبة والكراهية – مرضان سيئان
- شذرات - ابواب
- قلب العقرب
- رأس الذئب
- ثلاث مشاهدات وربع
- المدينة هيكل من ملح
- جارة حاقدة أيام الطفولة


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش