أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نوال الحلح - دار النشر الإلكتروني (كتابوك) وحقوق الملكية الفكرية المهدورة في الواقع العربي















المزيد.....


دار النشر الإلكتروني (كتابوك) وحقوق الملكية الفكرية المهدورة في الواقع العربي


نوال الحلح

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 07:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


دار النشر الإلكتروني (كتابوك) وحقوق الملكية الفكرية المهدورة في الواقع العربي
د. نوال الحلح
مشروع دار النشر (كتابوك) هو (جزء من اشتغال على الهوامش من أجل محاربة فساد المركز؛ هذا المركز الذي يشبه كل سلطة في تمحوره على ذاته، ومحافظته على مكتسباته بعنف غير مرئي.)
إن أزمة النشر في العالم العربي هي أزمة (مستدامة) إذا صح التعبير، ولا شك أن النشر الإلكتروني قد غير ملامح النشر التقليدي في العالم؛ فقد ساهم في التقليل من أعباء التخزين والنقل والتسويق وسهّل عملية مواكبة آخر الإصدارات وتخطّى معظم حواجز الرقابات بأنواعها. ولكنه بالمقابل ورث من سلفه مشكلات لا حصر لها مثل مشكلات النسخ غير المرخص وحقوق الملكية الفكرية وهي أمر معقد فيما يخص الجانب القانوني والإداري. هذا بالإضافة إلى أن النشر الإلكتروني بشكل خاص، والإنتاج الرقمي بشكل عام، يستلزم مهارة وكفاءة تقنية على المستوى المعلوماتي.
لسنا بصدد الترويج الإعلاني لدار النشر (كتابوك) بل نحاول في هذه المادة توسيع دائرة الضوء حول بعض مشكلات النشر، وطرائق الخلاص من هيمنة دور النشر التجارية، بهدف إيجاد منفذ للكتاب الجيد كي يرى النور. لذلك قمنا بإجراء حديث مع مؤسس الدار الدكتور خلدون النبواني الذي تحدث لنا بما يلي:
تمارس دور النشر التقليدية لدينا كل سلطات المركز القذرة، فهي تشبه أي نظام سياسي متوحش وجشع ومتسلط وانتهازي مما يؤدي إلى استلاب حقوق الكتّاب. تقوم هذه الدور عادة باستغلال حاجة الكاتب للنشر وتسرق عمله في ظل غياب أي حماية قانونية لحقوقه. أما الاستغلال فيكون بأساليب عدة: منها فرض سعر معين ، ومنها توقيع عقد للأبد معه أو باشتراط نسبة على المبيعات ، وقد تصل إلى حد إعادة نشر الكتاب دون علم الكاتب؛ بمعنى آخر تجد دار النشر نفسها تقوم بدور الوسيط الذي يشبه الدور الذي كانت تقوم به كنائس العصور الوسطى حين تبيع صكوك الغفران مقابل مساحة ما في الجنة، وبهذا تستغل تلك الدور حاجة الكاتب إلى هذا الممر الإجباري عن طريقهم، فتسرقه بانتهازية مدروسة، عن سبق إصرار وتعمّد. وقد يصل الأمر إلى درجة أن بعض الكتّاب يضطر إلى الدفع لدور النشر كي ينشر لديهم.
إذاً تقوم هذه الدور بإغلاق باب الثقافة أمام المثقف في الوقت الذي يفترض فيه أن تقوم بنشر الثقافة، فأصبحت تمنع النشر بانتقائية لا تهتم بجودة النص المكتوب بقدر ما تهتم بالمبلغ الذي دفعه الكاتب.
وهنالك جانب آخر يجب الانتباه إليه؛ فضعف الطلب على القراءة والقرصنة الإلكتروني والورقية للكتب سببت لدور النشر أضرارا فادحة، مما جعل الاشتراطات التجارية أكثر حضورا، وهذا أدى بها إلى أن تسعى إلى زيادة أرباحها على حساب جودة النسخ المطبوعة ونوعيتها، وغدت تنشر إما الكتب التجارية ذات الإقبال الشعبي مثل كتب الأبراج وكتب الطبخ وما إلى ذلك، أو تنشر الكتب الجيدة بطرائق النسخ الورقي الرديء، وهذا بدوره فاقم أزمة النشر وبالتالي أزمة الثقافة.
لهذا كله ظهرت دور النشر الإلكتروني لتفتح الباب أمام الكتّاب وتحاول تحقيق أمرين مهمين: الأول: احترام حق الجميع في النشر إذا كان النص على قدر من الجودة. والثاني: احترام حقوق الملكية الفكرية؛ لأن النص سواء أكان ورقيا أم إلكترونيا هو قابل للقرصنة، لهذا السبب أرادت دار كتابوك أن تجعل النصوص المنشورة مُتاحة فقط على صفحة الموقع وغير قابلة للنسخ ولا الطباعة من أجل ضمان حقوق المؤلف.
أما بخصوص ما يميز دار كتابوك من سواها من دور النشر: فهي تتيح للكاتب -حرصا على الشفافية- الاطلاع على مبيعات كتابه لحظة بلحظة وفي أي وقت يريد. كما أن فترة العقد محددة بتاريخ هو سبع سنوات –وقد يتم تقليصه فيما بعد إلى خمس سنوات- كما أن الدار تتعهد للكاتب بدفع عشرين في المئة من سعر كل نسخة مباعة. ومن الجدير بالذكر أن الدار مرخصة قانونيا، وقد حصلت على رقم كتاب دولي، والمنشورات فيها مسجلة بالكامل، وقد نشرت إلى الآن قرابة عشرين عنوانا.
وفي الحديث عن الوضع المالي للدار يقول الدكتور خلدون: أنا متفائل بالدار، إذا استطاعت الصمود ضمن الصعوبات المالية الحالية، ستكون علامة فارقة؛ خاصة أنها نشأت بوصفها ردة فعل على تردي دور النشر العربية، وتكوّنت بجهد شخصي تقريبا في ظل عدم وجود أي ممول، طبعا لا أنكر أنني تلقيت دعما معنويا ومساعدات غير مادية عديدة من الأصدقاء الذين تبرعوا بقراءة النصوص والتدقيق اللغوي، والأهم من هذا كله تأسيس الموقع وبرمجته؛ حيث تبرع الصديق عبد الرحمن الرفاعي ببرمجة الموقع كاملا وتحمّل كل اشتراطاتي. بمساعدة مثل هؤلاء الأصدقاء أصبح المستحيل ممكنا. وهذا لا يُلغي سعي الدار إلى الحصول على دعم مادي كي تستطيع الاستمرار وبالتالي تستطيع فيما بعد تمويل نشر المقالات والنصوص. ولكنها تواجه دائما المشكلة التقليدية ذاتها: فالمهتمين بالثقافة لا يمتلكون الأموال، والذين يمتلكون الأموال آخر همومهم الثقافة.
ويختم الدكتور خلدون حديثه بالإشارة إلى الإنجاز الذي حققته دار كتابوك؛ وهو مشاركتها برواية (البازلت الأبيض) للكاتب أيمن الشوفي بجائزة كتارا الدولية بقطر، بالإضافة إلى شروعها منذ أيام قليلة بنشر المقالات والنصوص في المجالات الأدبية والفكرية المختلفة ( نقد أدبي، نقد سياسي، مسرح، قصة..إلخ). والنشر في هذه الدار -كما يؤكد الدكتور خلدون- متاح للجميع بشرطين اثنين: ألا يكون النص محّرضا على الكراهية ، وأن يكون جيدا مستحقا للنشر.
في النهاية، لا بد من الاعتراف أننا منذ زمن طويل كنا نخشى القيام بمبادرات فردية بسبب قلقنا الدائم من التبعات الأمنية التي كانت تترتب على أي مبادرة مستقلة، وكا ن يُنظر إلى مبادراتنا دائما نظرة الريبة المتشككة، واتهاما مسبقا بالتمرد والخروج عن مسار القطيع. وإذا لم تكن هذه المبادرة تحت جناح هيئة أو منظمة حكومية ما، فسوف يُحكم عليها سلفا بالفشل، لذلك علينا جميعا أن نحاول دعم هذه المبادرات بالقدر الممكن، إذا أردنا أن نقوم بإشعال الشموع بدلا من لعن الظلام. وفي حالة دور النشر أعتقد أن إشعال الشموع هنا يعني دعم إنتاج المزيد من الكتب ذات السوية العالية فكريا وفنيا، مما يتيح للفكر الحر أن يثمر، ويمنح ثماره للراغبين.



#نوال_الحلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نوال الحلح - دار النشر الإلكتروني (كتابوك) وحقوق الملكية الفكرية المهدورة في الواقع العربي