أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - منهج الأمام علي في الإصلاح














المزيد.....

منهج الأمام علي في الإصلاح


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منهج الأمام علي في الإصلاح

بقلم اسعد عبد الله عبد علي

الفترة التي سبقت خلافة الأمام علي (ع), كانت مزيج من الفتن, والعودة السريعة لنظم الحكم القديمة, التي تعتمد على القوة والقسوة, في سبيل التوسع وتثبيت الحكم, بخلاف طريقة الرسول الخاتم (ص), في الحكم, والتي اعتمدت العدل أساسا للحكم, ومن جهة أخرى ارتداد البعض, وصعود نجم ثلة من منافقين, وتحولهم إلى مصدر للتشريع ورواية الحديث, مما جعل الأمة تسير في طريق, غير الذي أريد لها.
في سنة 35 للهجرة, جاءت الخلافة للأمام علي, حيث أجمعت الأمة على انتخابه, بعد أن غرقت الأمة بفتن وانحرافات عميقة.
وضع الأمام علي خطة أصلاح شاملة, وقد كانت من أولويات الخطة, الجانب الإداري والاقتصادي ونظام الحكم, وهنا نشير لمحورين من خطة الأمام علي الإصلاحية, لإنقاذ الأمة من الغرق.
المحور الأول: "أصلاح الجانب الإداري": عمل الأمام علي, على اختيار الولاة والموظفين, ممن يتميزون بجانب روحي وفكري وسيرة حميدة, كعثمان بن حنيف ومحمد ابن أبي بكر ومالك الاشتر, فكانت تعيينات الأمام, أول خطوة لإنهاء الانحراف في المناصب الإدارية, حيث لم يعمل مثل الذين سبقوه, عندما كرسوا منهجهم, في تقريب الأقارب أو العشيرة أو زمرة معروفة الخبث, بعيد عن أي مبدأ استحقاق, كالخبرة والكفاءة أو الجوانب ألأخلاقية أو فكرية أو دينية, عندها سقطت الدولة بيد الزمرة الخبيثة, وتبعه ضياع الأمة في تيه كبير.
هنا يتضح كيف أن الطبيب الخبير, هو فقط من يستطيع تشخيص علة المرض, ويجد باحترافية العلاج الانجح, فكان الأمام علي يتخذ خطواته بشجاعة, ومن دون تردد, لأنه ذو رؤية بعيدة, فعمدت لإصلاح الجانب الإداري, من ولاة وقضاة وقادة للجيش, باختيار على أساس الكفاءة والنزاهة, والذين كانوا هم أفضل الخيارات المتاحة, مما اوجد تغيير حقيقي, ولولا الحروب التي اشتعلت, من قبل أعداء الدولة الإسلامية, لامكن أن تزهر ثمرة الإصلاح العلوي طويلا.
نلاحظ أن الخلل الأكبر في الحكومات العراقية, ومنذ 12 سنة الأخيرة, هو التعيين على أساس القرابة والعشيرة والحزب, أي كان عمل أحزاب السلطة, هو تكريس الفساد,وقد خالفوا منهج الأمام علي في الإصلاح, فافهم مع من يحكمنا ألان, فأنهم المخالفين للأمام علي في الحكم.
المحور الثاني: "سعي الأمام لتحقيق العدالة الاجتماعية", حيث كان هم الأمام الأكبر, نحو تحقيق العدل الاجتماعي, في مجتمع عاد الظلم فيه, ليتمدد في كل أيامه, نتيجة السلوك السياسي الخاطئ, على مدار ربع قرن, وقد عمل الأمام نحو هدفه بخطوات أهمها:
الخطوة الأولى: سياسة الرفق والمساواة في العطاء: اهتم الأمام بكل قطاعات الأمة, حيث تعاهد أمرها, واهتم بالرفق بها, ورعاية شؤونها, في سبيل تحقيق سعادة الأمة, حيث كان سابقا الانحراف كبير, قد وقع في توزيع الرواتب والعطايا والغنائم, حيث تم تصنيف المسلمين إلى أصناف عديدة, مما سمح بظهور طبقة مترفة مقربة من الحاكم, وقاعدة شعبية تعاني شغف العيش, نتيجة التوزيع غير العادل للثروة, مما جعل من أولويات الأمام علي, أنصاف الأكثرية المحتاجة, عبر التوزيع العادل للثروة, ليكون واقع الأمة أفضل.
الخطوة الثانية: عبر تشديد الرقابة, فالأمام علي يدرك جيدا أن الرقابة الصارمة, على البيئة الاقتصادية من أسواق وتجار, وعلى عمال الدولة وولاتها, كي يحارب التلاعب بالأسعار, والفساد, والغش, والمحسوبية , فهذه أركان الدولة العميقة التي يمكن أن تهد بنيان الدولة, ويصبح مع تواجد هذه الحالات المرضية, استحالة تحقق أي أصلاح, فكانت خطوات الأمام علي مدروسة, ووفق منهج صريح, فمن يهمه حماية المجتمع, عليه أن يحارب هذه الحالات المرضية الخطيرة, وهكذا فعل الأمام علي, ليثبت مبدئية نهجه الإصلاحي.
أما دولتنا الحالية, فهي مع إيجادها لكيانات رقابية متعددة, لكنها لم تهتم بالرقابة, بل هي دعمت الحالات المرضية, من قبيل التزوير والغش والتلاعب, مما ساهم في سقوط الدولة, في منزلق خطير قد لا تخرج منه سريعا, مما يدلل على أن ساسة اليوم, لا يهتمون بمصلحة الشعب, ومنحرفين عن نهج علي في الإصلاح.
من يريد الإصلاح, عليه بمنهج علي ابن أبي طالب,الذي ارتكز على العدل والمساواة, والمحاسبة الدقيقة, والرعاية الكبيرة للفقراء, والبحث عن عوامل سعادة الإنسان والمجتمع, كي تكرس جهود الحكومة لتحقيقها, لكن كل ما موجود اليوم من كيانات سياسية, هي منحرفة عن منهج الأمام علي, وان صرحت أنها علوية الهوى, لكن كل تطبيقات الكيانات السياسية, هي تطبيقات أموية وليست علوية, حيث تعتمد الكذب, والمكر, والخديعة, والضحك على الناس, وتسفيه وعي المجتمع.
ننتظر أن يمن القدر علينا, بكيان سياسي أو قائد سياسي, يكون كل سلوكه علويا, ولا يحيد قيد أنملة, عن منهج الأمام علي الإصلاحي.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين سياسة الأمام علي, وسياسة الكتل الحالية
- مسرحية البرلمان مع كوب شاي بالحليب
- مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي
- الطريق إلى الباب المعظم
- فوضى عراقية ستنتج مصيبة
- السعودية, الخطر الحقيقي على المنطقة
- أين الأصلاحيون من قافلة وكلاء الوزارات ؟
- أحداث خان ضاري الأخيرة, مؤشرات خطيرة
- الأمينة النائمة, وشارع حي البتول
- متى يحاكم لص العصر؟
- دكتاتورية كيم يونج هي الحل
- وهل يصلح اللص ما أفسده الدهر ؟
- أين ذهب فائض موازنات السنوات السابقة ؟
- ما بين سارق الحمار والوزير أبو الشاي
- هل سمعت بالفساد الشرعي
- الدعوة إلى فرض ضرائب أضافية, على السياسيين والأثرياء


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - منهج الأمام علي في الإصلاح