أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البدراوى ثروت عبدالنبى - شهد قصة قصيرة














المزيد.....

شهد قصة قصيرة


البدراوى ثروت عبدالنبى

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


مساء الثلاثاء كنت انتظر صديق بجوار محطة مترو ، لا أفعل شئ غير متابعة المارة ، الجو ربيعى وبه نسمة من الهواء .
سمعت صوت يقول شوفى لقمة عيشك يا شهد ... نظرت تجاه مصدر الصوت كانت سيدة تجلس على الأرض أمامها طفل صغير ، و مجموعة ليست بالقليلة من المناديل الورقية و المارة يمروا منهم من يضع  بيدها بعض العملات ، و اخرون يمروا .. و لم أرى شهد التى تنادى عليها .

آتى شاب و شابة وقفوا بجوارى و يتحدثوا و الشاب يودعها ، وقفت فتاة صغيرة ، تلك القسمات الدقيقة البسيطة ، لا تتعدى 50سم و بيدها كيس مناديل تعطيه للفتاة و تجرى بتلك الأقدام الدقيقة و تصدر نغم غير مفهوم و تقع و تقوم تكمل ما تفعله ....
عادت الفتاة الصغيرة تقف بين الشاب و الفتاة و كان بيد الفتاة ورقة وقلم رصاص صغير جدا مثلها و بدون مقدمات قالت الفتاة الصغيرة للفتاة أرسمي لى هنا ...
_قالت أرسم لكى ايه ؟
_أى حاجة أنا بحب الصور و الرسومات .
بس انا مش بعرف أرسم .
أرسمى لى تقولها الفتاة بكل إصرار .
سأحاول ، أمسكت الورقة من الفتاة و قلمها الصغير و بدأت ترسم و هى تبتسم .
لم يتكلم الشاب معها و لكنه اخرج بعض العملات من جيبه و أعطاها للفتاة لم تهتم الفتاة بالنقود و وقفت تنظر للشابة التى ترسم لها و فى عينها تلك النظرات البلهاء .
لم يتكلم الشاب مع الشابة فى هذا الوقت ولكنه أيضا كان ينظر تجاه ما تفعله فتاته .
كان الحياة توقفت فى هذه اللحظة مشهد يمر أمامى و انا انظر فقط للجميع .
أعطت الشابة الورقة للفتاة الصغيرة التى ما أرتسم على وجهها ابتسامة اظهرت فمها بدون أسنان تقرببا فكانت تنطق نطق مضحك .
و ظهر الصوت مرة أخرى يقول شوفى اكل عيشك يا شهد ... و لم تظهر شهد الى الان .

قالت الفتاة الصغيرة للشابة هو انتى أسمك ايه  ؟
ردت أسمى خديجة، و انت اسمك ايه ؟
_أسمى شهد
هذه شهد ، ذات ال 50 سم تشوف أكل عيشها ...
و لكن شهد لم تكن تهتم فى هذا الوقت غير بخديجة ، خديجة فقط كانها كنز شهد الخفى ..

و بعد ثوانى معدودة تكلم الشاب لفتاته و قال هتتاخرى على المترو !
قالت خديجة خلينا هنا شوية ...
قالت شهد لهم مقاطعة حديثهم تعالوا نلعب لعبة ...
لعبة ايه ؟
انا هكون الميس بتاعتكم
قالوا ماشى
لأ قولوا حاضر يا ميس
_حاضر يا ميس
قولوا ورايا ألف، باء و هى تشير على الحائط كان الحروف موجودة عليها ..
رددوا ما قالت ...
شهد تعرف الحروف و لكنها لم تعرفهم بالترتيب ، مع تكرار اللعبة و اندماج خديجة معها طلبت فجاة من خديجة ان تحتضنها ... و بعاطفة شديدة فعلت ذلك و ذهبت بها بعيدا قليلا و كانت اقرب لى اكثر .. و قالت لخديجة مرة اخرى هو انت اسمك ايه ؟
انتى نسيتى و اخبرتها مرة اخرى خديجة .
اقولك على سر خديجة ....
قولى
أنا نفسى العب و امشى من هنا ..
تروحى فين ؟
اروح المدرسة و ألبس هدوم جديدة و كمان أروح لماما الحقيقية !
بدأ يظهر على خديجة ملامح الجدية فى الاستماع لشهد و حركة المرور هى كما هى و الماريين ينظروا تجاههم نظرات تعجب و أحيانا بعض الضحكات و اخرين يمروا غير مباليين بشئ .
بجدية شديدة قالت خديجة ماما الحقيقية أمال مين دى الى بتناديكى ؟
اخذت شهد بضع الثوانى للتفكير و قالت دى ماما التانية .
_ يعنى دى مش مامتك ؟
_لأ دى ماما بردوا .
و بعد حوار طويل دار بين الاثنين و خديجة مازالت تحضنها ... أظن ما دار بين الاثنين جعل خديجة تفكر بين امرين اما أن شهد طفلة مخطوفة ، او ان خيال الطفلة جعلها تتخيل أم أكثر حب و حنان عليها مشاهد داخل العقل تتصور فيه ام حنونة و فى أعين خديجة بدات دموع تتساقط و تدخل الشاب مقاطعا هذا الحوار و اخرج منديل ورقى لتجفيف الدموع لفتاته التى لم تحدثه فقط تنظر الى الطريق و المارة بنظرات كراهية و نظرة عميقة و هو ايضا لم يتحدث و لم يضغط عليها نظرت تجاه خديجة التى كانت ذهبت للسيدة التى ظلت تنادى عليها شوفى لقمة عيشك يا شهد .و اخذت بعض علبة مناديل اخرى و تجرى بأقدامها الدقيقة و عادت شهد مرة اخرى لخديجة تنظر لها و تقول هو أنتى أسمك ؟
بنظرة حب و بساطة قالت لها خديجة ...
هتيجيلى هنا تانى ، انا بكون هنا كل يوم
هجيلك شهد
لا اعرف لماذا تعلقت خديجة بشهد ، نظرت تجاه ساعتى فكانت تشير الى الثانية عشر قبل منتصف الليل و صديقى لا أعرف هل ياتى ام لا و لم اهتم فقط اهتممت بما قالته خديجة لفتاها قبل ان تتركه
هذا العالم كوميدى ، بائس ، غير عادل ، اليوم شهد و غدا ابنتى .


 



#البدراوى_ثروت_عبدالنبى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنى علمان اشكالية العلمانية 1
- ملخص ندوةد/فاطمة ناعوت بالحزب العلمانى المصرى
- لماذا نقرأ pdf ؟
- مصر فين ؟ 1
- القرية .. قصة قصيرة
- زقزقة عصافير
- المدرسة النمساوية فى الإقتصاد ببساطة
- شعبوية الإقتصاد
- سمات التفكير العلمى #1 /التراكمية
- رأسمالية المحسوبية
- سبت الساحرات قصة قصيرة
- وجود أم عدم
- خواطر سريرية ...قصة قصيرة
- القيم والاخلاق داخل المجتمع المصرى -1-
- هل هناك قابلية لتغيير المجتمع 1
- فأر الصحراء تحت السجادة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البدراوى ثروت عبدالنبى - شهد قصة قصيرة