سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 16:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- إيمانكم غلط ووهم – جزء ثانى .
- مشاغبات فى التراث (9) .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (82) .
الإيمان بفكرة الله جاءت لإيفاء حاجات نفسية إنسانية فى الأساس تناولنا الكثير من ملامحها فى سلسلة "لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" لتأتى إشكالية إستيعاب لغز الوجود فى المرتبة التالية وليس كما يعتقد البعض أنها السبيل للبحث عن آلهة , لذا أرى أن تعاطى الإنسان مع فكرة الإلة جاءت من منظور نفعى برجماتى يطلب أمان لإحتياجات سيكولوجية داخلية لا تعتنى بجوهر وعمق فكرة الإيمان كعلاقة بين الإنسان والإله فى حد ذاتها ولعل هذا يرجع لطبيعة الإنسان ليس كونه ذو نهج نفعى فقط بقدر أن العلاقات الحقيقية الفاعلة تتطلب تواجد حسى ملموس كضرورة لحضورها .
لو حاولنا أن ندقق فى النهج الإيمانى للإنسان سنجد أنه عبر كل الأجيال لم يكن مؤمناً إيماناً عميقاً بفكرة الإله وفقاً لمعطياتها وشطحات مبدعيها .. قد يكون المؤمنين الأوائل لديهم بعض من مفهوم الإيمان بالله أنتجته الحاجة والرغبة فى تبديد حالة من الألم والتيه والقلق والغموض إعترى المشهد الوجودى , ولكن لن نجد المؤمنين المعاصرين يتعاملون مع فكرة الله بتعايش وإيمان حقيقى بل ككلمة إعتادوها وميراث ميثولوجى مهيمن ألفوه , لنقول بأن المؤمنين ليسوا بمؤمنين بل يُخيل لهم أنهم كذلك , فهم لا يؤمنون بالله إيمان صحيح مستوعب كامل ألوهيته عن قناعة ويقين بفعله وحضوره فكل ما يتفوهون به ما هو إلا ببغائية و لغو وسفسطة لا يوجد له أى وقع فى داخلهم ليكون إيمانهم خطأ وزيف وبرمجة لسان .!!
هذا الجزء الثانى من "عذراً ايمانكم غلط" فقد قدمت فى الجزء الاول بعض المشاهد التى تثبت أن إيمان المؤمنين بالإله خطأ , وفى هذا المقال أقدم مشاهد أكثر عمقاً مغلفة بطرافتها , تتناول ما يتم ترديده دوماً لنتلمس خواء وتهافت وتشوه الفكر الإيمانى لنصل لنتيجة أن المؤمنين ليسوا مؤمنين بالرغم من صراخهم وتشنجهم ومظاهر ورعهم وتقواهم ولغوهم الكثير .
عذراً أنتم لستم مؤمنين- جزء أول .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=359248
* إيمانك كله غلط , فالله ليس كمثله شئ .
يقول الاسلام الله ليس كمثله شئ وهى مقولة ذكية تجعل الإله مفارقاً وتحصن الفكرة عن الإدراك , ولكن لماذا يفترض بالمسلم أو أى مؤمن عالعموم أن يَعبد شيئاً لا يستطيع أن يفكر فيه ويفهمه , فيُفترض فى العبادة الحقة المستنيرة أن تكون لشيء واضح حتى تكون ذات قيمة ومعنى ومغزى , أما أن يتعبد الانسان لإله غير قادر على تصوره بل كل ما يحاول أن يتحسس وجوده سيصطدم بليس كمثله شئ .!
الله ليس كمثله شئ يعنى ان كل ماذكر فى الكتب المقدسة هو هراء وكذب وكل من أفتوا عن الإله هم كاذبون نصابون متخيلون فكل تخيلاتهم وزعمهم وإفتراضاتهم وأوصافهم وتشبيهاتهم عن الإله لها أصل من واقع الانسان الموضوعي الذي يستوعبه وعيه ولا علاقة لها بمقولة ليس كمثله شئ .
لو سألت مردد مقولة " الله ليس كمثله شئ " من أين عرفت هذا , فهل عاينت وجوده ووجدت أنه ليس كمثله شئ فسيقول لك لا أنها معلومة إخبارية جاءت فى كتابى المقدس .. والمعلومة الإخبارية التى جاءت فى كتابك المقدس هل أدركها النبى وعاينها أم جاءته كمعلومة اخبارية أيضاً .؟ , فحال معاينته فلن يستطيع أن يتحقق من "الإله ليس كمثله شئ " لأن الإنسان ذو قدرات مادية فهكذا شفرة الدماغ والوعى , ففى حال إنتفاء وجود الله المادى فكيف يُقَْيم شئ ليس لديه أدواته لتعريفه ولا شفرة إدراكه .. هو ببساطة وقف ولم يشاهد شئ لأنه لو شاهد كان الله سيصبح شئ متقارب مع الواقع الذى يمكن تقييمه حتى بأسقف عالية من الوصف , ولتبسيط الفكرة إنك لو شاهدت نوراً فستقيمه بأنه قوى أو عظيم كونك تعرف النور وهذا يسرى على أى تمظهر تراه لتقارنه بما فى داخل ذهنك من معطيات مادية , لذا عندما تقول ليس كمثله شئ فهذا يعنى انك لم تشاهد ولم تجد شيئا بمعنى أنت والفراغ فلا تجد شيئا لتقول بأنه مثيل لشئ معين أو غير مثيل , ومن هنا أنت لا تستطيع ان تثبت وجوده من مقولة ليس كمثله شئ بل على العكس يكون غير موجود لأنك لا تجد أى دلالة لوجوده بحكم أنه خارج الشئ الذى تجد له مثيل , وهذا يعنى أن الإله لاشئ .
القائل بليس كمثله شئ أطلق عبارة أدبية سفسطائية ليس لها أى معنى .. هذه العبارة تحصن فكرة الله وتهرب بها إلى ملاذ آمن بعيد عن الوعى والنقد كونها عبارة متعسفة تغلق الأبواب أمام الوعى والإدراك لتشل العقل عن التفكير ليصبح مبرمجاً مقولباً محصناً الفكرة من الإقتراب لتؤخذ على علاتها .
الله ليس كمثله شئ عبارة غامضة لا تعطى معنى ولا تعريف لتنسج بغموضها فكرة الله وتحصنها , ورغماً عن ذلك أراها عبارة إسلامية عبقرية لم يناهزها أى معتقد آخر فى طرحها وإن إتفقت الأديان التوحيدية الإبراهيمية على محتواها , لتخلق سياج منيع لفكرة الإله تجعله فى حالة مفارقة مغايرة عن أى وجود آخر لينزه الفكرة عن أى تشبيه أو تمثيل أو تماثل , ومنطقياً هذا ما يُفترض أن تكون عليه فكرة الإله ولكن من صاغها إعتنى بوجود مفارق عصىّ على الفهم والسؤال طالباً تحصينها مخالفاً فى ذلك أداء وصورة الإله وفق الميثولوجيا الدينية كصورة مشخصنة تتحرك بقوة مفرطة , لذا هو إعتنى بتحصين الفكرة فى بروج عاجية فقط حتى لا يقترب منها أحد أو يفكر فيها لتبقى عصية على النقد والبحث وتكتفى بالإنبطاح أمامها , فلا يكون الإذعان للفكرة فقط بل لمروجيها والقابضين عليها.
مقولة ليس كمثله شئ لا تكتفى بأنها لا تقدم شيئاً ولا تثبت وجود بل تنسف كل المرويات عن الله فى الكتب المقدسة نسفاً , فعندما تقول أن الله على العرش إستوى أو يجلس على كرسى العرش يحمله ثمانية فبغض النظر أنه يصبح محدوداً محدداً لتنسف فكرة الله الغير المحدود إلا ان صورة العرش والكرسى والثمانية الذى يحملونه يجعل لهذه الصورة مثيل متواجد فى مشهد الملوك والسلاطين فهكذا كانوا يجلسون على عروشهم , وسنسأل سؤال جانبياً من الذى إقتبس المشهد مِنْ مَنْ ؟ هل الإنسان أسقط مشهد صولجان الملوك على الإله أم أن الإله إستعار مشهد الملوك البشر .. كذا القول بأن الله ينزل فى الثلث الاخير من الليل او كنور السموات والأرض ناهيك أن لديه وجه وساق وكلتا يديه يمينتين وغيرها من التوصيفات فكل هذا ينافى ليس كمثله شئ لوجود مثيل فى البشر يمتلك تلك التوصيفات حتى ولو إحتالوا بالقول بالمجاز فهذا لا يمت بأى صلة مع ليس كمثله شئ , وللعلم المجاز تعاطى مع صور مادية فلا يحق إستعماله مع فكرة إله غير مادى .. فى النهاية يعنينا إنتفاء إطلاق فكرة ليس كمثله شئ .
من جهة اخرى فمقولة ليس كمثله شئ تبدد كل ما تدعيه الأديان عن الإله , فعندما تقول بأن الله عادل وحكيم ورحيم وغنى وكريم ألخ من الصفات التى نراها صفات بشرية أعارها الإنسان لفكرة إله عندما رسم ملامحه فأنت هنا تنفى مقولة ليس كمثله شئ , فهناك مثيل متواجد فى البشر كرحماء وحكماء وملوك وأغنياء وإن إختلفت النسبة فرضاً .
لو تتبعت أى مشهد ميثولوجى فى الكتب المقدسة ستجد أن "ليس كمثله شئ " غير متحققة فيوجد مثيل دوماً فى كل خطوط المشهد لنعتبر مقولة " ليس كمثله شئ " ضمن بلاغات اللغة وزخرفها لتستخدم كصيغة مبالغة فى أقصى سقف لها بلا أى مدلول ولتحمى فى الطريق فكرة الإله من المعاينة والجدال والنقد .
لا تستقيم مقولة " ليس كمثله شئ " مع إله يغضب وينتقم ويلعن ويضل ويغوى ويرحم , فهذه الصفات والإنفعالات موجودة فى البشر بينما الإله ليس كمثله شئ , لذا فكل الصفات والقصص عن الإله فى الكتب المقدسة غير صحيحة وفق الله ليس له مثيل ولا شبيه .
"الله ليس كمثله شئ " تنفى كل المنطق والعقل وكل ظنون المؤمنين فى محاولة إثبات وجود الإله , فالله ليس ذاك الكيان الذى يخضع للعقل والمنطق لأنه ليس مثل أى وجود يخضع للمنطق والعقل , لتكون الأساليب المنطقية ليست أداة لفهم وجود الله فوجوده مغاير لمنطقنا وخارج هذا السياق لأنه "ليس كمثله شئ ".!
ليس من المنطقي القول أن الله واحد وفي نفس الوقت القول ليس كمثله شيء , فإذا كان الله واحد فلابد أنه خاضع للتعداد يعني لابد أن يخضع للزمان و المكان , وإذا كان خاضع للتعداد يعني أنه شيء , أما إذا كان ليس كمثله شيء فيستحيل أن نقول عنه واحد أو أربعة لأن أصل الأعداد وضعها الإنسان للأشياء وبالتالي من المستحيل أن نفصل العدد عن الشيء .
حاول أن تتأمل كل ما تعرفه عن الإله كصفاته وسماته وأداءه لتراجعه مع مقولة ليس كمثله شئ لتجد أن كل إيمانك ومعلوماتك خاطئة وأن سرد الأديان عن الإله هى تخيلات وأوهام بشرية لا تمت لماهية الإله وصفاته وسماته إن وجد , ليمكن القول أنك تعبد الإله الخطأ , فكلما إقتربت منك رؤية وفهم ووعى للإله فى ذهنك فأنت واهم فهو ليس كمثله شئ. !
* الإله اللى ميستجبش للدعاء يبقى مش إله .
تحفل النصوص المقدسة بالكثير من الآيات عن الإله كمجيب للدعاء لتصل لحد المبالغة والإفراط ففى هود 61 (إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) , وفى البقرة 186 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) وَفى غافر 60 ( قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) . وفى لوقا 10 ( وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ ) . وفى متى ٧-;- (فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ ) . وفى المزامير٥-;- (وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي ) . وفى يوحنا 14 ( وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ ). ومتى 8 (وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ) .
بالرغم من تلك الأقوال المفرطة المؤكدة لإستجابة الإله للدعوات , فإننا لا نجد عملية الدعاء فاعلة بالرغم أقوال الله الحادة القاطعة بتلبية الدعاء بدون أى إستثناءات .. فهناك مليارات الأدعية الخاصة والعامة لا تجد تلبية من هذا الإله المزعوم .. فكرة الدعاء تحمل الكثير من الجدل , فبداية هى تكون الوسيلة الوحيدة التى تثبت وجود إله فهو يحقق دعاء المؤمنين دوماً ولكن هذا لا يحدث فليس هناك إله لعلهم يعقلون , كما أن فكرة الإله المُجيب للدعوات تنال من ألوهية الإله ,فهو إذا حقق الدعاء فقد وقع تحت إرادة ورغبات البشر كأب يستجيب لأبناءه لتكون إستجابته ومشيئته رهينة بالإنسان ليكون الإله فى موقف رد الفعل فلا إرادة ومشيئة حرة , كما أن إستجابته للدعاء ينفى قدره وترتيبه منذ الأزل ,فإذا إستجاب للدعاء وكان مغايراً لما قرره ورتبه فهو هنا لا يعلم الغيب ولتتبدد مواقفه وترتيباته لتتنافى مع علمه المطلق ولوحه المحفوظ وما قدره ورتبه منذ الأزل .
- تعالى إلى هذه القنبلة . !
لا تكتفى الأمور بوعود مفرطة لا يوجد لها أى وجود أو تحقق لنجد الإله الإسلامى يقدم لنا حجة بمليون دولار تنفى أنه إله فيقول فى الأعراف 194( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فليستجيبوا لكم إن كنت صادقين) . وفى فاطر 13 ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير) . وفى الأحقاف 5 ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) .
الله الإسلامى يعلن التحدى فمن لا يستجيب لدعاء تابعيه فهو ليس إله, فالإله هو من يجيب دعاء البشر , لذا فالله غير موجود فهو لا يجيب دعاء المسلمين الكثيرة والعديدة الخاصة والعامة وأبرزها ذلك الدعاء الذى ردده مليار ونصف مسلم فى كل صلاة جمعة أن ينصرهم على اليهود ويشتت شملهم وييتم أطفالهم ويرمل نساءهم بل نجد ان النصرة كانت لليهود .!
خطر فى بالى فكرة رائعة نتخلص من كل الآلهة بجرة قلم بأن ندعو كل أصحاب الآلهة بأن يتوجه كل منهم إلى إلهه داعياً لتحقيق دعاء معين , فالفصيل الذى يتحقق دعائهم وطلبهم هم أصحاب الإعتقاد بالإله الحق , ومن لم يتحقق دعائهم فهم أصحاب الإيمان بالإله الخطأ , فهذا ما ذكره القرآن " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فليستجيبوا لكم إن كنت صادقين " .
ثقتى أن المؤمنين بكل الإلهة لو صلوا وتضرعوا بخشوع ليل نهار ليطلبوا من إلههم أن يثبت حجر فى الهواء دون الوقوع على الأرض فسيقع على الأرض وتبدد الجاذبية كل الآلهة .
* اللى ما يخلقش ذباب يبقى مش إله .
يقدم القرآن حجة قوية تثبت وجود الإله الحق وإنه الخالق الأوحد بقوله فى الحج 73 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) . وهذا يعنى بكل وضوح أن الله يتحدى من يدعون بآلهة أخرى أن يخلقوا ذباباً ولا أعلم سر إختيار الذباب , ولكن سنعتبره تحدى قوى لنتحقق من الإله الخالق ونطرد كل الآلهة المزيفة المُختلقة المتوهمة , لنطلب تحقيق هذا التحدى وندعو المسلمين واليهود والمسيحيين والهندوس وكل صاحب إله ان يطلب من إلهه ويدعوه بتضرع أن يخلق أمام العالم ذباباً , ومن يخلق سيكون الإله الحقيقى , ومن لا يخلق سيكون إلهه وهم مزيف .. فلعلنا نتخلص من كل الآلهة دفعة واحدة من خلال ذبابة .
* النبى اللى ما يعملش معجزات يبقى مدعى .
الله يقرر فى الحديد25 ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَينَاتِ ) أى أنه لم يبعث رسولاً إلا أيده بالبينات الواضحات على صدق رسالته وصحة دعواه فلا تدع مجالاً للشك في صدق ما جاء به الرسول المرسل , وعليه فإن أى رسول لم يقدم معجزات بينات فهو ليس بنبى , وليقدم لنا ابن عيثمين تفصيل فى هذا الأمر فيقول : هذه الآيات لا بد أن تكون أمورًا خارقة للعادة، كشاهد دليل على صحة ما جاء به الرسل، وإذا كانت خارقة للعادة كانت دليلاً على قدرة الخالق، وأنه قادر على تغيير مجرى العادة التي كان الناس يألفونها، ولذا تجد المرء يندهش عند هذه الآيات ولا يمكنه إلا أن يصدق برسالة الرسول الذي جاء بها حيث جاء بما لا يقدر عليه أحد سوى الله عز وجل.
هذه المعجزات رحمة الله بعباده: فإن هذه الآيات التي يرونها مؤيدة للرسل تزيد إيمانهم وطُمأنينتهم لصحة الرسالة، ومن ثم يزداد يقينهم وثوابهم ولا يحصل لهم حيرة ولا شك ولا ارتباك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي من الأنبياء إلا قد أُعطي من كل الآيات ما آمن على مثله البشر )رواه البخاري ومسلم .
بيان حكمة الله البالغة: حيث لم يرسل رسولاً فيدعه هملاً من غير أن يؤيده بما يدل على صدقه، وإن المرء لو أرسل شخصاً بأمر مهم من غير أن يصحبه بدليل أو أَمارة على صحة إرساله إياه لعُدّ ذلك سفهاً وموقفاً سلبياً من هذا الرسول، فكيف برسالة عظيمة من أحكم الحاكمين؟! إنها لا بد أن تكون مؤيدة بالبراهين والآيات البينات.
رحمة الله بالرسول الذي أرسله الخالق: حيث ييسر قبول رسالته بما يجريه على يديه من الآيات؛ ليتسنى إقناع الخلق بطريقة لا يستطيعون معارضتها ولا يمكنهم ردها إلا جحوداً وعناداً؛ قال الله تعالى " فَإنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ " أي لما يرون من الآيات الدالة على صدقك .
إقامة الحجة على الخلق: فإن الرسول لو أتى بدون آية دالة على صدقه لكان للناس حجة في رد قوله وعدم الإيمان به، فإذا جاء بالآيات المقنعة الدالة على رسالته لم يكن للناس أي حجة في رد قوله، بيان أن هذا الكون خاضع لقدرة الله وتدبيره، ولو كان مدبراً لنفسه، أو طبيعة تتفاعل مقوماتها وتظهر من ذلك نتائجها وآثارها لما تغيرت فجأة، واختلفت عادة بمجرد دعوى شخص لتؤيده بما ادعاه . إنتهى قول ابن عيثمين .
وعليه لم يخطأ اليهود والمشركين عندما طالبوا محمد بمعجزة ففى الإسراء93 (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً ) وفى المائدة 114 ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ , قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ ) .
وعليه ايضا لا تؤمن بنبى ورسالته مالم يقدم معجزات بينات مبهرات , ولا عزاء لأحد .
* الإله الذى لا يكلمك لا يكون إله .
من الآيات التي يحتج بها القرآن على الآلهة المزيفة وفق المنطق الإلهى الطريف (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا الهكم واله موسى فنسي افلا يرون الا يرجع اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ) . ويفسر الطبري هذه الآية : يقول تعالى ذكره موبخا عبدة العجل ، والقائلين له ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) وعابهم بذلك ، وسفه أحلامهم بما فعلوا ونالوا منه : أفلا يرون أن العجل الذي زعموا أنه إلههم وإله موسى لا يكلمهم ، وإن كلموه لم يرد عليهم جوابا ، ولا يقدر على ضر ولا نفع ، فكيف يكون ما كانت هذه صفته إلها .
قد نمر على هذه الآية دون أن تستوقفنا , وقد نجد أصحاب العقول المنبطحة يشيدون بها ولكن لو أسقطنا تلك الآية على الله سنجد نفس الحال , فالله لا يكلمنا و لا نحظى من الله على ضر ولا نفع لنجد المتشنجون المنبطحون المتقولبون يصرخون فى وجهوهنا ويقولون كيف تنفى أن الله هو الضار , والنافع فألا ترى الضرر والنفع الذى يحل بك , وألا تعلم أن الضار والنافع من أسماء الله الحسنى , هنا ليس لنا سوى أن نشفق على هذه العقول البائسة لنسألهم من أين علمت أن ما تناله من ضرر أو نفع هو من إلهك , وألا يحق لأى عابد لإله آخر أن يدعى بأن الضرر والنفع آتى من إلهه . ثم الله يسخر من الآلهة الصنمية التى لا تتكلم ولا تقدم نفع وضرر , فهذا يعنى أن الإله الحق يتكلم مع عباده ويظهر لهم النفع والضرر ,أليس كذلك .!
* الإدعاء أن الله خالق ويحيى ويميت خاطئ مالم تعاين وتتحقق من ذلك .
فى الفرقان3 ( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) . وتفسير هذه الآية بأنها تقريع للمشركين بعبادتهم ما دون الله وتنبيه لهم على موضع خطأ فعلهم ببيان أن آلهتهم التي يعبدونها لا تخلق شيئاً بل هي مخلوقة ومع ذلك فهي لا تملك دفع ضُر عن نفسها ولا جلب منفعة إليها ولا تملك إماتة ولا إحياء ولا بعثاً – فهذه هي صفتها لذا فهي لا تستحق العبادة .
كذلك فى الروم 40 ( اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ) . وفى يونس: 31 ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) .
هنا آيتان واضحتان تعلنان عن التحدى وتطلب التحقق , فالإله الذى لا يتحقق من كونه خالق ويرزق ويميت ويحيي لن يكون إله , والأمور لا تعتمد على زعم أحدهم بل تتطلب التحقق والمعاينة لفرز الإله الحقيقى عن الآلهة المزيفة , لذا من يقول لك ان الله خالق ويميت ويحيى فلا تستجيب له إلا إذا شاهدت هذا الفعل , فالقرآن يعلن أن الإله الحقيقى يفعل ذلك .
كذلك آية سورة سبأ: 22-23 ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) . في هذه الآية أن الله يأمر محمد أن يقول للمشركين : ادعوا الذين زعمتموهم شركاء لله ليجلبوا لكم نفعاً أو يدفعواً عنكم ضراً فإنهم لا يستطيعون ذلك وهذا يفيد عدم استحقاقهم للعبادة , وهذا منطق غريب ومردود عليه بأن يزعم المشركين أيضا أن آلهتهم تجلب عليهم النفع والضرر فهكذا يتصورون ليردوا على المسلمين طالبين إثبات أن الله يملك السموات والأرض , فهم يتصورن أيضا ان آلهتهم تملك السموات والأرض.!.
وعليه الإله الذى يستطيع إثبات أنه مالك السموات والأرض فسيكون هو الإله الحقيقى , وعليه أيضا فالمطلوب من الله الإسلامى أن يثبت أنه خالق السموات والأرض كحجة على وجوده كإله خالق متفرد فكما يطلب من المشركين ذلك فحرى أن يثبت هو أنه الخالق , لذا لا تقول أن الله مالك السموات والأرض إلا إذا كان إلهك يستطيع إثبات ذلك . !
* كافر من ينهال بشبشه على صرصار .
جميع الكائنات والكيانات الحية والجامدة تسبح الله وتسجد له وفق الزعم الدينى والإيمانى ففى الأسراء44 ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) .وفى مزمور 148 ( سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور) وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال نقيقها تسبيح . وفي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل . وقال عكرمة في قوله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده قال : الأسطوانة تسبح ، والشجرة تسبح . وقال بعض السلف : إن صرير الباب تسبيح وخرير الماء تسبيحه قال الله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده .
هذا الكلام يعنى ان كل كائن حى أو جماد يسبح الله أى أن الصرصار والبرغوت والذبابة والحمار والباب يسبحون الله لذا يكون الاجرام الانسانى فى قتل هذه الكائنات المُسبحة , ويكون الفجور الانسانى فى أعلى أسقفه عندما تنهال على صرصار بفردة شبشك وهو فى حالة تسبيح او تفعص برغوت فتنسف أمعاءه وهو فى حالة خاصة من التسبيح الورع , أو تركل الباب الذى يزعجك صريره أو تمنحه بعض الزيت .
السؤال : هل قتل المؤمن للصرصار والذبابة والبرغوت هو ذنب ومعصية وإجرام يستوجب اقامة الحد بحكم أنها مخلوقات خلقها الله , فالله لا يخلق الا مخلوقات عظيمة وضع فيها حكمته حتى إنه يتحدى كل الآلهة والبشر أن يخلقوا جناح باعوضة فكيف لنا نقتلها ونبيدها , فهل الله خلقها لنبيد تلك الكائنات المُسبحة ؟ فكيف يسمح الله بنهجنا الإجرامى ؟.
* فلتطلب السماح والمغفرة من الرب على قتل باعوضة .
أسوأ ما ينغصنى فى حياتى هى الباعوضة بلسعتها وطنينها لذا لا أتوانى عن إبادتها وسحقها ولكن ذات مرة جلست أتأمل الباعوضة وهى على وجه كفى تتهيأ لكى تلسعنى لأسحقها , ولأتذكر أن الله خالق الباعوضة فقد ذكرها فى كتابه الحكيم ( إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) ويضيف أيضا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَهِ لَنْ يخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَستنْقذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .
هذا كلام خطير يعنى أن الله أبدع فى خلق الباعوض والذباب فكيف نهوى عليه ونسحقه .. وما أكد عظمة الباعوضة إطلاعى على بحث يذكر فيه مناقب الباعوض , فالباعوضة في رأسها مئة عين بالتمام والكمال ، وثمان وأربعون سناً، ولها ثلاثة قلوب في صدرها قلب مركزي وقلب في كل جناح , وفي كل قلب أذينان وبطينان , كما تملك الباعوضة جهازاً لا تملكه الطائرات فهى لا ترى الأشياء لا بشكلها ولا بلونها ولا بحجمها ولكن تراها بحرارتها فقط ، فلديها جهاز استقبال حراري لا تملكه أدق الطائرات فهذا الجهاز حساسيته واحد على ألف من الدرجة المئوية إذا ارتفعت الحرارة واحدًا على ألف يبدو أمام عينها ظاهراً . ! فهل بعد كل هذه العظمة فى الخلق نبيد إبداع الله وعظمته فماذا يعنى هذا سوى بشاعتنا وإجرامنا أن نقتل إبداع الله ونستهين به .!
هناك نقطة أخرى وهى أن الله يرزق الباعوض والذباب والبراغيث فيقول فى كتابه الحكيم ( وَمَا مِنْ دَابّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) وهذا يعنى أننا عندما نبيدها ونسحقها وهى تمص دمائنا فنحن نتعدى على أرزاق مقسومة للبراغيث والباعوض والذباب .. إذن فلتدعها تعيش ولا تكن قاطع أرزاق . !
الغريب أن الكتب المقدسة لم تعلن لنا عن الموقف من الباعوض والذباب والبراغيث وكيف نتعامل معها ؟! .. هاهاها .. انت تهذى فإذا كان الله يُطالب أحباءه المؤمنين بدق الأعناق وشق بطون الحوامل وقتل الأطفال عاوز يقولك تعمل ايه مع الباعوض .!! عذرا كنت اتصور أنها مخلوقاته وإبداعاته وأرزاقه .
* لا تؤمن بالله عندما تبيد النمل .
كنت ألهو أنا واخى فى حديقة منزلنا لنطارد جحور النمل ونمارس عليها ساديتنا وتوحشنا , فنتفنن فى إيذائها فلا نكتفى بإغراق الجحور بالماء بل يتفنن أخى فى أساليب جهنمية بملأ الجحر بأعواد الكبريت والبمب وتغطيته بأوراق الجرائد ثم إشعاله ليعطى فرقعات قوية تنتهى بحريق صغير .
كنت أحسد اخى على ذكاءه وإجرامه وأتمنى أن أحذو حذوه فى هذا الخيال الجهنمى والذى يبدو أنه إستقاه من الأفلام الأمريكية حينها .. أجد دماغى يقودنى إلى التفكير فى النمل واقول : هل سيعاقبنا الرب على ما فعلناه مع النمل بإبادته . أليس هذا خلق الله , خلقها كما خلقنا , وخلق كل الكائنات الحية , فهل الإعتداء عليها بقتلها هو التعدى على حقوق ومنتجات الرب .. بالطبع لم أتعاطف مع النمل , ولم تكن انسانيتى ملتهبة فأنا مارست إيذائها .. قد اتعاطف مع كلبى أو أى كلب لو آذاه احد ولكن فكرتى كانت أنها خلق الله شأنها شأن كل الكائنات الأخرى فلماذا لا يكون فعل قتلها خطيئة وذنب يطلب المغفرة .
* إنت ماسك فى الدنيا كده ليه .. روح موت .
فى البقرة 94 ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) . هكذا يتحدى القرآن اليهود بوضوح ولكن هناك ملاحظة منطقية لا تخلو من الوجاهة , فبلا شك أن الدنيا بها كثير من المصاعب والمشاق بينما الجنه فيها كل السعادة والمتعة , لذا فأى مؤمن يؤمن يقيناً أنه بعد موته سيكون في مكان أفضل بما لا يقاس فما الذي يمنعه من تمني الموت حالا .!
نحن نرى الناس جميعاً يحرصون على حياتهم و بقائهم حرصاً شديداً لكن إن كان هذا السلوك مفهوماً ومبرراً فيما يخص الملحد الذي لا يؤمن إلا بهذه الحياة , فهو يبدو غريباً جداً على المؤمن الذي يري أن ما عند الله خير.. فلماذا نرى الأغلبية الساحقة منكم يفضلون الدنيا الفانية و مكاسبها الزائلة .!
لماذا لا تطبقون التحدي القرآني الذي يربط بين الإيمان وبين تمني الموت ؟ لماذا لا تتركوا المرض ينهش فى أجسادكم بغية الحصول على الموت والتمتع بحياة خالدة فى الجنه ؟ لماذا تحرصون على حياتكم عند عبور الشارع فإذا كان الله قدر لك مصيبة فلماذا تهرب من قدرك ؟ .. أنت غير مؤمن عندما لا تتمنى الموت وتهرب منه .. المؤمن الحق هو الذى يعتبر المرض قدر وإبتلاء وإختبار من الله , وأن مقاومته للمرض يفسد إيمانه كمتحدى لإرادة الله و يجعل الله عابثا بل ينال من علم الله وترتيبه .. لا تقاوم المرض أيها ألمؤمن فزجاجة الدواء فيها هلاكك وكفرك .
ختاما يمكن تفسير هذا الخلل والتناقض بأن الإنسان أفرط فى رسم صور مثالية طوباوية للإله ليتماهى كثيراً فى توصيفاته المنفلتة , وكون فكرة الإله هى فكرته المُتخيلة المُفترضة فقد سمح للفكرة أن تستقل وتحلق خارجه ولكن واقعه يفرض ذاته ويحطم خياله الجامح وسفسطته , فالإله له مثيل بل هو تضخيم لصورة الإنسان , كذلك لم تخلو الأمور من الزعم بإحتكار الإله للخلق والرزق والإحياء والأموات وإستجابة الدعاء بدون أن يقدم مصوغات هذا ليطلبها من الإلهة الأخرى ولا أن يفرط فى حياته من أجل حلمه المُفترض , فهكذا الإيمان الإفراط والمبالغة فى فكرة الإله بدون أن تكون لتلك الفكرة حضور ويقين , ولكن الأفكار الهشة ما تلبث أن تنهار وتقوض ذاتها بذاتها بأقل قدر من العقل والمنطق .
دمتم بخير.
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟