طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 07:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استعرض ادناه مفهوم النيوليبرالية ونشأتها بايجاز بالغ ومُبسط.
نشأت النيوليبرالية اصلا في النمسا. بسبب تضخم الحكومات في بريطانيا وأمريكا في 1940s، بدأ ثلاثة رجال معركتهم ضد السياسة الجماعية الجديدة وقتها: الشيوعية واقتصاد كينز القاضي بتدخل الحكومات لثبات السوق. وهؤلاء الثلاثة هم كارل بوبر, لودفيغ فون ميزس, و فريدريك هايك.
انتقد كارل بوبر، فيلسوف علم وشيوعي سابق, المفكرين من أفلاطون إلى ماركس الذين, باعتباره, فضلوا الجماعة على الفرد. اما لودفيغ فون ميزس, اقتصادي من الجناح اليساري سابقا, فقد اعتقد انه ليس هنالك من بيروقراطية قادرة على كبح جماح نفسها. واعتقد فريدريك هايك, وهو الاكثر شهرة من الاثنين الآخرين, باستحالة التخطيط المركزي، لأن أي شخص، مهما بلغ ذكائه، لن يعرف ما تريده الناس.
اراد هايك وميزس ان تكون رسالتهم جذرية على عكس بوبر الذي سعى لجذب أكبر عدد ممكن من الناس، وحتى الليبراليين والاشتراكيين. لاحظ بوبر غير المتشدد, في وقت لاحق, عيوبا في أيديولوجية السوق، وقارنها بالدين. اما الطوباوي دوما, هايك, فقد مضى قدما في رسالته واسس جمعية بيليرين مونت لتعزيز أفكاره. وهكذا تأسست النيوليبرالية.
ترأس ميلتون فريدمان، اقتصادي جامعة شيكاغو والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في عام 1976, الموجة الثانية المعادية لتدخل الدولة في السوق. وهو الذي اشاع استخدام مصطلح "النيوليبرالية" في مقال 1951 بعنوان “Neoliberalism and Its Prospects” ، "النيوليبرالية وآفاقها".
ورأى فرديمان نفسه كوريث لآدم سميث---;--- اقتصادي القرن ال18 المدافع عن الفرد, وذلك بالرغم من ان سميث قد اعتقد ان واحدة من وظائف الدولة هي اقامة المنشآت و المؤسسات العامة التي بخلافها ستفشل هي تحت ضغوط السوق. كما رأى سميث ان واجب الدولة يقضي بانشاء المدارس والجسور والطرق. على عكس سميث, يرى فريدمان أن هذه الوظائف هي من اختصاص القطاع الخاص. ولكن الفروقات بين سميث وفريدمان ليست حادة او خطية.
لذلك, بسبب الشرح اعلاه, لا غرابة ان يثير مصطلح النيوليبرالية الكثير من الجدل. ويرجع هذا جزئيا إلى التعاريف المتناقضة للمصطلح، من جهة، وكذلك بسبب وجود وجهات نظر مختلفة تماما عن معنى وفوائد عقيدة النيوليبرالية .
عنت النيوليبرالية في الأصل طريقا وسطا بين الرأسمالية والاشتراكية. وهي, كلفظة جديدة في ال 1930s و 1940s، كان يقصد بها الدلالة على النقيض من الليبرالية في القرن ال19, التي اعتمدت فقط على قوى السوق وتخلت عن تدخل الدولة في السيطرة على الاقتصاد.
في 30S من القرن 20th، كان من المسلم به أن الليبرالية، أي السوق الحر تماما دون تدخل من الحكومة، سيؤدي حتما إلى الاحتكار، أي موت اقتصاد السوق القائم على التنافس الحر.
لكن تعريف كلمة النيوليبرالية تغير مع مرور الوقت واصبح حاليا, لأسباب لا يمكن شرحها في هذه العجالة, العكس منه تماما. ويعني المصطلح الآن الرجوع الى الليبرالية القديمة, الليبرالية المتوحشة.
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟