أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - الشابة العراقية ..... الى اين ؟















المزيد.....


الشابة العراقية ..... الى اين ؟


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جرى تغيير صارخ على سلوك الشابة العراقية نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها لانها تبقى سجينة البيت بسبب الظروف الامنية والإجتماعية التي تعيشها . هذا السلوك مليئ بالخوف والقلق والعصبية والغضب على الواقع الذي تعيشه في العراق . هذه الشابة تعيش صراعا عنيفا مع القوى المتزمتة وتريد ان تندمج بشكل اكثر فعالية في العملية الديمقراطية الحالية ، او على الاقل تريد بناء مستقبلها ،او تطمح كثيرا لاكمال دراستها وتعمل لمساعدة الوضع المعاشي للعائلة :
وهناك اسباب تعيق مساهمتها تلك منها :
الاسباب الامنية : فكثير من الآباء والأمهات أجبروا بناتهم للبقاء في البيت ، وحرموهن من مواصلة دراستهن . فتركن العمل للحفاظ على سلامتهن لكثرة حالات الاختطاف في العراق . و قسم منهن قتلن واعلن عن قتلهن من قبل الجهات التي قامت بعملية الإختطاف . وقسم اغتصبن جنسيا واعدن الى اهاليهن مقابل مبلغ معين من المال. هؤلاء الشابات يعشن معاناة كبيرة داخلهن ، فالواحدة منهن تطلب الموت كل يوم على أن تبقى في ظل الحياة المفزعة التي تعيشها . ولحسن الحظ فإن هذه الحالة موجودة في عدد من مناطق العراق وليس جميعها ، و بالذات في بعض مناطق بغداد والبصرة والمحافظات الغربية والموصل. وتشير احدى الدراسات الميدانية باللغة الانكليزية لعام 2004 إلى أن نسبة النساء الشابات من الايدي العاملة هي 13% لاعمار فوق 15سنة . وبين اعمار 25-45 سنة تقريبا فالنسبة 20% ، وهذه النسبة ازدادت في المناطق الآمنة وقلت في اخرى بسبب العوامل الامنية .
وفي المدن غالبا ما تعمل الشابة في الاعمال الادارية اذا كانت حاصلة على شهادة الثانوية فما فوق . اما في الريف فإن 90% من النساء فوق عمر 15 سنة والآئي يمتلكن شهادة الدراسة الابتدائية او اقل فإنهم يعملن في مجال الزراعة . و في القصبات الصغيرة فإن المراة الحاصلة على أية شهادة دراسية بما فيها الابتدائية او اكثر فإنها تحصل على العمل بسهولة اكثر من المرأة الامية .
2- تغلب الفكر الذكوري منذ آلآف السنين ، وهذا الفكر التقليدي القديم يرسخ النظرة الدونية للمراة ويريد ارجاعها الى عصور الجاهلية أو حتى ما قبلها , وللاسف فإن هذا حصل ويحصل داخل بعض الحركات والاحزاب السياسية ، خاصة تلك التي تسيطر على مناطق الجنوب مثل جمهورية البصرة ( كما يطلق عليها الآن) وللاسف فالبعض من النسوة اللواتي يمثلن المرأة في الجمعية الوطنية يتفاخرن ذلك والسبب إنهن ما زلن يحملن نفس بذرة التخلف.
3- قسم غير قليل من أعضاء الحكومة العراقية يسيطر عليها الفكر الرجعي المستورد من الدول المجاورة التي استعبدت المراة ،وهذا مرض اجتماعي كبير يقف عائقا امام تطور المجتمع في هذه البلدان سواء أكان اجتماعيا اواقتصاديا اوسياسيا ، و تحاول هذه الدول ان تنقل هذا المرض الى العراق رغم ان منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية العراقية تقف معارضة لهذا الفكر الرجعي ، كما أن وعي المراة العراقية يقف بالمرصاد لها .أذكر هنا أن احد اعضاء الجمعية الوطنية ( من نفس التفكير المتخلف) ذكر في مجلة الصباح في عددها 652 الصادر يوم 13 ايلول 2005 بخصوص الدستور انه لايعترف بمنظمات المجتمع المدني في العراق لابل توصل به الامر ان يتجاوز على المنظمات النسوية ويتهمها بأنها ( لاأخلاقية) . وهذا عجز كبير في المفاهيم الشهامة العراقية المعروفة لدى الرجل العراقي منذ القدم .

4- تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص وعدم وجود اية هيئات تلجأ اليها المراة في مثل هذه الحالة ، وغياب القانون سمح لهذه الفئات ان تنشط بالاضافة الى العادات والتقاليد التي تقف عائقا امام المراة ، وفي اغلب الحالات تسكت الشابة على الاعتداءات التي تحصل ضدها من منطلق المثل العراقي الشائع ( الباب الى تجيك منة ريح سده واستريح !!) وهذا يعني ابتعدي أيتها المرأة حتى عن المطالبة بحقك وأخذه من المعتدي خوفا من ان تصبحي ( علكة) بألسن الناس الذين لايرحمون المرأة في مثل هذه الحالات ، واذا طالبت بحقها من المعتدي ، فسيكون الجواب : اتركي العمل واجلسي في البيت .
5- كان للنقابات دور كبير في التاريخ السياسي العراقي والمجتمع المدني لانها كانت تشكل منظمات مشابهة لمنظمات المجتمع المدني رغم النواقص التي كانت تعيشها ، من حيث خضوعها الي قرارات الاحزاب التي كانت تسيطر عليها ولزمن طويل بقيت النقابات والمنظمات المدنية خاضعة تماما للحزب الحاكم ، ولم يسمح بطرح أي شيء يخالف سياسة النظام الديكتاتوري . هذه النقابات لم تستغل الان لتفعيل النهج الديمقراطي وبامكانها ان تكون مدافعا امينا لمصلحة المرأة العراقية ( الشابة) كل في اختصاصها .
6- هناك تمييز واضح في مجال التعيين في كثير من الوظائف ، فكان الرجل ولا يزال المفضل على المراة خصوصا في نهاية 2003 فالاحزاب الدينية كانت غالبا ما توظف الرجال بعد اعادة الوزارات للعمل ، ولفقدان الامن والاستقرار كانت العائلة تفضل ان تجد عملا للرجل اكثر من المراة وكانت الام تبحث عن عمل لها وليس لابنتها التي تملك مهارات او شهادات علمية ومهنية هذا يحصل في المناطق غير الامنة .
7- اصبحت الشابة العراقية أسيرة العمل البيتي ، وهذا لم يكن برغبتها لكن فرض عليها ، فقد كانت الحكومة العراقية تتهرب من قضية المراة لسيطرة الاحزاب الدينية على الساحة السياسية وهذه الاحزاب معروفة بعدائها لدمقرطة المراة لقناعة قياداتها بان قضية المراة في العراق يجب ان تكون شبيهة بوضع المراة في الدول المجاورة المتخلفة.
8- عدم فهم واضح للدورالصحيح من قبل الرجل والمراة لمكانة المراة وقابلياتها في الاسرة والمجتمع .
9- البرامج المجودة حاليا غير كافية للنهوض بقضية كبيرة للمراة والتي تشكل 60% من المجتمع العراقي وهي تعاني من تراكمات عبر سنين طويلة والغالبية من الاحزاب السياسية لم تضع قضية المراة في برامجها كقضية سياسية اقتصادية اجتماعية ، لسببين .. الاول عدم قناعتها بتحرر المراة ، وثانيا سيطرة الفكر القبلى على الذهنية الحزبية وهذا لا يعني انها كانت غائبة . فقد تواجدت وبشكل عفوي متعاطفة مع الفكر والحزب الذي تنتمي اليه العائلة, واحيانا كان يسمح لاخيها او زوجها بممارسة العمل السياسي وليس لها من منطلق ان السياسة من عمل الرجال رغم انها كانت اول ضحية في التراجعات السياسية ، فكانت تشرد وتسجن وتعذب ، لا لشيء إلا لان احد افراد عائلتها كان يعمل بين صفوف الاحزاب المعارضة وعندما يحصل انفراج سياسي سرعان ما تجدها تتراكض لتساهم بالعملية السياسية لكن يعتمد على العائلة هل تسمح لها ام لا ؟؟ رغم كل المصاعب التي ذكرتها هناك الآلاف من الشابات العراقيات اللواتي يخاطرن بحياتهن يعلمن جيدا انهن يواجهن الموت كل يوم لكن وعيهن واصرارهن يدفعهن الي مواجهة العدو الارهابي والاستمرار بعملية دمقرطة المراة العراقية .
انا امراة عراقية وعيت على السياسة مبكرا كان والدي رجل سياسي من المعارضة ووالدتي تنتقل بنا من محل الى اخر تسوقنا ونحن صغار امامها مشردين بلا مأوى أومأكل أو ملبس . لقد عانت هذه المراة من طرق ابواب السجون والمعتقلات والتشرد والجوع فقط لان زوجها كان سياسيا ، والاجمل من ذلك كانت متضامة مع زوجها في كل العملية السياسية ، لانها كانت تشعر ان الذي تعمله هو الصحيح . و منذ نعومة اظافري دخلت الساحة السياسية مع بقيت اخواني واخواتي ولم تقف والدتي يوما بوجهي وتقول اتركي السياسة . استدعيت والدتي الي منظمات حزب البعثالمنحل ، ودوائر الامن عشرات المرات ، ودخلت السجن بسببي ، لكنها يوما لم تغضب علي . ولحد يومنا هذا وهى تعيش بيننا ، وتحضى منا بكل الاحترام ، وكل من يعرف تاريخها النضالي يحترمها ويقدرها . لكن اقول ان القليل من الشابات العراقيات كان لهن نفس الفرصة التي توفرت لي . واليوم انا فخورة بالشابة العراقية التي تقف شامخة متحدية كل التهديدات والحوادث التي تقودها الى الموت وهي تقول لا عودة الى الوراء يا ايها الارهاب العالمي. واشد على ايدي الشابات الجامعيات اللواتي يتحدين الارهاب والفكر المتخلف لاصرارهن على مواصلة دراستهن والبحث عن العمل ، فالدراسة شعلة نيرة بوجه كل من يحاول ان يحرم الفتاة من مواصلة علمها وهي بالذات تنفذ ما جاء في الحديث النبوي الشريف (اطلب العلم من المهد الي اللحد) اذن هذه الشابة تسير وفق سنة الشريعة وليس العكس.
واليوم واضح جدا على الساحة السياسية والاجتماعية ، بأن وجوها نسائية شابة برزت وستبرز ، وهي تصرخ في ساحة الفردوس وساحات المدن العراقية الاخرى ، مطالبة بحقوقها ، واخر صرخاتها المدوية كانت عندما صدر قانون 137 عام 2003 فكانت الشابة العراقية سباقة مع النساء الأكبر عمرا ، ممن متلكن تجارب كبيرة ، وقفن يدا بيد حتى الغي القانون المذكور ( سيء الصيت) . والان جاء الدستور وننتظر ان يأتي قانون الاحوال الشخصية الذي سيأتي مليئا بالعقد والخروقات الواضحة لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق . وستبقى الشابة العراقية مستمرة بنضالها لتضمن حقوقها في القانون كلما بقيت القوى المتزمتة مسيطرة على كتابة القوانين ، ومنها قانون الاحوال الشخصية العراقي .

ما العمل امام هذه الظروف الصعبة ؟
1-الكل يعمل جاهدا ، الحكومة العراقية والشعب العراقي على استقرار الوضع السياسي وهذا مؤشر يبشر بخير لحماية المراة الشابة التي تذهب للعمل او المدرسة لكن يجب ان يكون لدوائر الامن والشرطة العراقية برامج خاصة لحماية مدارس النساء والطالبات الجامعيات والشابة العاملة التي تذهب للعمل صباحا وتعود مساءا .
2-على الحكومة العراقية الالتزام بالمعاهدات الدولية التي سبق ووقع العراق عليها منها معاهدة سيداو ، و اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 100 و 111 التي تعني بضمان المساواة في الاجور وتكافؤ الفرص بين الجنسين .
3- الالتزام بالإتفاقية رقم 175 لعام 1994 لزج الشابة العراقية في العمل سواء ان كان عملا دائما او بشكل جزئي ، مثلا العمل لساعات محددة اثناء دراستها او اعالة عائلتها .
4-يجب ان يكتب قانون الاحوال الشخصية الحالي من قبل اخصائيين حياديين ، غير ملتزمين بسياسة احزابهم . وعلى الجمعية الوطنية ان تأتي بنساء خبيرات عراقيات ليساهمن بكتابة قانون الاحوال الشخصية ، الذي يجب أن يتضمن أول ما يتضمنه (عدم تعدد الزوجات) .
5- من الضروري تحييد القضاء العراقي والمحافظة على استقلاليته, وعدم السماح لاية فئة دينية او سياسية ان تفرض سيطرتها على القانون ، مثلا عدم السماح بالزواج المبكر .
6- يجب زيادة عدد القاضيات العراقيات لتتولى في المحاكم العراقية اية قضية قانونية لها علاقة بالمراة داخل او خارج العائلة .
7- على المنظمات النسوية والمهنية ( النقابات) ومنظمات المجتمع المدني ان تاتي ببرامج ومشاريع خاصة للمراة الشابة كل في مجالها .
8- الشابة تملك طاقة وقدرات داخلية لم تستغل لحد الان مثلا استغلال وقت فراغها بعد الدراسة او بعد ساعات العمل بوقت مفيد بتنمية مواهبها الفنية والثقافية وذلك بتشجيع المهرجانات الفنية والرياضية والمعارض والكتابة والادب والمناسبات الاجتماعية و تنشيط النوادي المهنية والاجتماعية لامتصاص طاقات هذه الشابة بشكلها الصحيح ووضعها في خدمة



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين تقع المراة الغير مسلمة في القوانين العراقية القادمة ؟؟؟؟
- العراق- الاعلام- المراة – الدستور
- اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة - سيداو
- هل انصفت مسودة الدستور حق المراة العراقية ؟
- الدسستور العراقي .. من يكتبه ؟


المزيد.....




- للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال ...
- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - الشابة العراقية ..... الى اين ؟