أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد صلاح الدين - في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس














المزيد.....

في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 02:31
المحور: الادب والفن
    


في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس
أبا فؤاد أيعقل أن تتركنا ونتركك.... ثم لا نقول:
عماد صلاح الدين
يا وردة بيضاء ظنها الرائي في بواكير طفولتك قد ذبلت وانتهى حضورها ومتوقع تألقها، وإذ بها وفيها ومنها ورد الورود، ومورد كل بياض وناصعه، وكل ثلج ابيض في اليقين أبلج دواخله ومستقر مسكنه، يبدو من الورد أبيضه ذاويا وكأنه إلى الفناء صار كأن لم يكن؛ ليس الماء ولا الندى ينفعه وينعشه. وأنت وان حرقت شموس الدنيا كلها بياضا فيك ظاهرا، فما كان يا والدي المولود دون ولد إلا تمام إنسان غُلّف حاله بقوقعة صلداء ليس يضرها ولا يؤذيها ولا ُيركسها ولا يُنكسها ولا يَنكبها كل الضواري ولا الأذى ولا اللأواء ولا المحن، لتبقى يا ورد الورد الأبيض الأبلج في دواخلك الإنسان الإنسان والعمق العمق والنبي النبي، لتبقى يا ورد الورد دون السخافات، وبينك وبين ما يَشغلُ به كثير خلق من متاع الدنيا الزائل مسافات ومسافات، لتبقى يا سيدي النبيل كما شئت أنت يوما أن تصفني بالمحامي النبيل، وليس غيرك يا تاج الرؤوس نبيلا إذ أنت النبيل، ونعم الفارس النبيل في زمن العروبة، التي ضاع منها النبل على زمانك وزماننا، ويكأنه القحط، حين كنت أحاورك في لقاء الطفل الذي يحاول أن يعرف طيب السجايا وحسن الأدب وطريق العقل، من كان مثلي في تواضع قدره وشأوه في حضرة الحاضر ولو لوحده، في أفق سامق ووسيع وبعيد، يطاول كل شموس الدنيا وأقمارها والنجوم، ويلقي نظره الذي لا يمل، على ماض بعيد يفتش فيه، عن أصل العرب لما كانوا عربا؛ وتكتفي يا سيدي من كل المحاسن بقهوة العرب، لما كانت قهوة العرب، كم انك بار يا سيدي بالعرب، ويكفيك منهم رمز به تُوصل المقطوع، وتنسج منه نسيج غزل قد نكث.
يا بن نبي الشعر ورسوله؛ متنبينا أبا فؤاد جُدد بك مجدا تليدا؛ كي لا يقال يوما أين العرب!!
يا لحنا رقيقا دافئا مؤنسا معلّما طريقه؛ وصلا إلى من تاهت به الدروب من الأعراب،
لولا سمع فيك ساستنا وكبراؤنا، فيما اعتور عليهم وعلينا صعيب أمورنا، لكفى شرورهم وشرورنا، حسنى إنسانيتك، وعميق إيمانك، وخالص فقهك، لدنيا زائلة، وآخرة -لا شك- قادمة.
يا ابن النبي ُطهرّت وليدا بمصاب صحتك، التي يخبرها الجميع، ومُنع عنك الولد؛ كي لا يشوب ُطهر رسالتك شائب، أو يَشغلُك عنها شاغل.
أبا فؤاد يا نسقا طيبا في الحياة كلها، وعند الرحيل.
يا معطيا دون أن يأخذ، ويا مؤنسا دون أن يطلب ونيساً، ولا ونساً، في حياته والممات.
لكم كان هذا الرجل متعففا وكريما، لا يبذل تزلفا، ولا يقبل تزلفا، في حياته والممات.
رأيت اليوم تشييعك المتواضع إلى مثواك الأخير؛ فعرفت سرك وجهرك غير المستنزف، لا في كذب، ولا دجل، ولا تملق، ولا نفاق، وفي حياتك مرة أخرى وعند الممات؛ ليبقى ذكرك محجا مرشدا للتائهين والمتشوقين إلى العلا روحا دنيا وآخرة.
وستشهد الأيام حاجة الارتواء، ومتعة الانضواء، للأجيال من رفيد شاعر وشعر وفلسفة وأدب، نهرها الدفّاق أبو فؤاد؛ حين يكون للعرب - حقا- حقيق الفؤاد.
إلى جنات الخلد سيدي.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأس الفتاة أو المرأة عورة؟؟
- ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!
- قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني
- قضيتان لا تبقيان دنيا ولا دين في فضاء العرب!!
- الانحدار الخطير
- الدين باعتباره لا أيديولوجيا
- قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص
- حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!!
- صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده
- مظنة احتراق النص
- التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطي ...
- ما قصة التفويز بالجوائز والمسابقات والترضيات الإقليمية والعا ...
- كلام خطير في الفهم السياسي عن تشوه الحالة النضالية الفلسطيني ...
- كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى
- مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده
- المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
- غياب المشروع الوطني الفلسطيني
- هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟
- رد فعل فلسطيني تحت السيطرة!!
- إعادة الأمل إلى الفلسطينيين


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد صلاح الدين - في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس