أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد بدر عبدالله - متنزه السيبة، المقارنة المبكية














المزيد.....

متنزه السيبة، المقارنة المبكية


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 21:47
المحور: الادب والفن
    


كان صوت المذياع عاليا بعض الشيء في سيارة (الكيا) التي أقلتنا انا و مجموعة من زملائي في العمل قاصدين ناحية السيبة الحدودية الواقعة جنوب مدينة البصرة، المذيع كان يتحدث بألم وحرقة كبيرين وهو يستعرض انجازات المهندسة العراقية الراحلة زها حديد رحمها الله، التي أمضت أعواما طويلة مغتربة عن بلدها، واستطاعت ان تترك بصمة كبيرة ومهمة في الفن المعماري العالمي الحديث حتى أضحت من أهم اعمدة فن العمارة العالمي، وحين كنا نستمع للتقرير نتطلع حولنا علنا نرى شاخصا عمرانيا يردم بعضا من الفجوة الهائلة بين ما عند البلدان التي حوت انجازاتها وبين ما عندنا، لم نجد ضالتنا للأسف الشديد الا حين وصلنا متنزه السيبة العائلي بعد نهاية زيارتنا العلمية، المؤسف ما وجدناه كان على الضفة الاخرى لشط العرب، وفي مدينتين تعودان للجارة ايران (عبادان والمحمرة)، المكان اتاح لي فرصة مشاهدة العمران الكبير والسريع الذي شهدته المدينتان الحدوديتان خلال سنوات الحصار الخانق الذي كانت تعيشه ايران الى وقت قريب، وعلى الرغم من اني لم ازر ايران حتى الساعة، الا أن المشهد اعاد الى ذاكرتي حكايات النهضة العمرانية الكبيرة التي حدثني بها أصدقائي زاروا مدنها الشمالية .
الضفتان عند متنزه السيبة لا يبعدان عن بعضهما سوى 200 متر تقريبا، والمقارنة بين الضفتين تحصل بشكل لا ارادي لجميع زوار المكان وتجعل من بعضهم يلقي الحسرات، فالشواخص العمرانية للضفة المقابلة تتسع عموديا وافقيا، فلا يكاد ان يمر شهر حتى يلحظ الناظر شيئا جديدا يزيد المكان جمالا ورونقا، شقق سكنية، مصانع، قرى ترفيهية.....الخ، فالحركة تدب في المكان . والعمل متواصل بلا انقطاع، على ضفتنا الامر مختلف تماما تمر سنين اهل الكهف، وتمضي الاعوام تلو الاعوام بلا منجز حقيقي، وحتى الطريق الواصل الى الناحية والممتد الى الفاو، لازال ذو ممر واحد و تتخللها مئات المطبات والحفر، وتستقبل المستشفيات القريبة مصابي وموتى حوادثه اليومية، والمصيبة الكبرى اني على مدى اعوام طويلة لم اسمع مسؤولا استقال او اقر بإخفاقاته، بل على العكس تماما أكثر ما يتحدثون عن النجاح و الإنجازات ويقسم بأنه لن يدّخر جهداً لإسعادنا في كل محفل أو لقاء، بقدرة خرافية على الانفصال والتحليق بعيدا عن الواقع المر .
أذكر اني قرات حكمة رائعة تقول ( اعمل بصمت ودع عملك يتحدث )، عبارة جميلة يحتاج ان يتمعنها ويعمل بها المسؤولون، رحم الله جدتي دائما ما كانت تقول (اللسان ما بي عظم)، فلقد سئمنا الوعود وجاء وقت العمل وسأبقى بانتظار اليوم الذي ازور فيه متنزه السيبة مع عائلتي ولا اتلعثم مثل كل مرة وانا اجيب على سؤال طفلي المتكرر: بابا متى يكون عندنا مثل ما عندهم؟ سؤال يضطرني للمبالغة والتفاؤل المبني على الوهم ولا يستند الى قراءة دقيقة وموضوعية وأجيبه : أن شاء الله عما قريب .





#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرضا بتور العطاء الكبير
- -براء- ومسيرنا الى الوراء
- السلم الجديد خلطة الفرح والحزن
- ما بين البصرة والقصرين
- ما لنا وما علينا
- لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا
- موظفون تجوز عليهم الصدقة
- (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد بدر عبدالله - متنزه السيبة، المقارنة المبكية