أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تامر البطراوي - رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤية وسياسات المهمة















المزيد.....


رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤية وسياسات المهمة


تامر البطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسائل إلى الرئيس
كَتَبت هذه الرسائل بِوجهة نظر لا تدعي الحقيقة وتسعى إليها ، تعرض الرأي لمن يطلبه ولا تفرضه ، تُثمن النقد لا تنتهج النصح ، رسائل موجهة لكل رئيس دولة بكل نطاق زماني أو مكاني ، كائن أو كان أو سيكون ، رسائل مهمتها تثبيت حُكم الرئيس فتثْبُت معه الدولة داعمة المجتمع ، رسائل متعددة لا أحادية الموضوع ، تدعو للفِكر حول السيادة والثقافة والفلسفة والسياسة العامة للدولة.
الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤية وسياسات المهمة
البند الأول: تأصيل نظري
فلسفة الدولة هي المبادئ والقواعد والمسلمات التي تؤمن بها الدولة فتُشكل بُناءً عليها غاية في ذاتها وجهد ترتضي بذله للوصول لتلك الغاية ، أما السياسة العامة للدولة فهي قواعد عامة ومرشدة تضعها الدولة لتذليل نهج المهمة التي ارتضتها وإتمام مسيرتها ، وبناءً عليه ، فليس كل ما تعتنقه الدولة من مبادئ يُصطلح بالسياسة ، فالفلسفة العامة للدولة (فلسفة الرؤية المستهدفة) هي مبادئ وقيم غائية (إستاتيك) ، أما السياسات العامة للدولة (سياسات المهمة أو الرسالة) فهي مبادئ وقيم وصولية (ديناميك) ، الدولة التي تعتنق مبادئ وقيم دينية غايتها ستكون نقطة داخل إطار إقامة الدين ، أما الدولة التي تعتنق مبادئ وقيم مدنية فستكون رؤيتها نقطة داخل إطار المدنية ، الرؤية يجب أن يُكافئها جهد مبذول للوصول لغايتها وهي المهمة أو الرسالة ، والتي تشترك مع الرؤية من حيث القيم التي تدفع للقبول بها ، وتنفرد بالقيم وصولية التي تُمكن من أدائها ، المهمة في سبيل إتمامها يتم ترجمتها إلى أهداف التحرك ، سواء أكانت أهداف مرحلية أو غير مرحلية ، متداخلة أو منفصلة ، أهداف الدولة هي ذلك المسار المرسوم بخريطة زمنية للربط ما بين نقطة الوضع الحالي ونقطة الوضع المستهدف ، سواء أكان مساراً مُستقيماً (أهداف مُباشرة) ، أو مساراً غيرَ مباشرٍ مُلتفاً حول عقبات ومتخطىاً لحواجز وأغوار (أهداف استراتيجية-غير مباشرة) ، خريطة السير (أو التسيّير) إن لم تكن مُنَقَحة المسارات بالقواعد الصحيحة المُرشدة للسير (السياسات) وبشكل واضح ، فإن مهمة الوصول عملياً ستكون من الصعوبة بمكان..!! ، فإن كانت القواعد غائبة أو غير مناسبة أو غير واضحة أو متضاربة أو غير مرنة أو غير مقبولة ، فإن ذلك لا يعني سوى تبديد جزء كبير من جهود الدولة وجعل الوصول أمراً غاية في الصعوبة..
البند الثاني: القيم الغائية (فلسفة الرؤية)
الشخص الذي ليس له غاية (رؤية) إما ساكن أو متحرك ، الساكن فميت ، والمتحرك بغير وجهة (دافع جُهد) مجنون ، الرؤية هي الإجابة على التساؤل؛ ما الذي يجب أن تُصبح عليه الدولة في المستقبل وبصحبتها المجتمع؟ ، أما فلسفة الرؤية فهي الإجابة على التساؤل.. لماذا؟ ، أي ما هي المبادئ والقواعد والمسلمات التي تعتنقها الدولة والتي ستتشكل في ضوئها غايتها (رؤيتها)؟ ، هل ذلك المجموع المعرفي للدولة إمبريالي توسوعي أم تحريري داعم للسلام؟ ، هل هو روحاني عقائدي المصدر أم ميتافيزيقي فلسفي أم مادي تجريبي؟ ، هو هو أصولي أم حداثي المصدر؟ ... إلخ ، أم أنه مزيج من فلسفات متباينة؟ ، الفلسفة العامة للدولة تتشكل من مجموع النظام القانوني للدولة في ضوء ثقافة مُمَثليها.. ، أنت رأس مُمثليها وفاعل أساسي في تشكيلهم ، ولذلك فثقافتك نِصف ثقافة دولة ، وهو ما يفسر سبب اهتمام المجموعات الثقافية بالمجتمع بشكل أكيد بثقافة شخص الرئيس ، تذكر عليك إرضاء الجميع..
البند الثالث: القيم الوصولية (سياسات المهمة)
السياسات كقواعد عامة مُرشدة وصولية (أي تُمكن من الوصول لهدف) ، يتم وضعها بناءً على طبيعة المسار (الأهداف) وطبيعة والمبادئ والقيم الوصولية التي تعتنقها الدولة ، المبادئ مرجعيات فكرية أولية يلتزم بها الشخص بشكل أساسي وتنعكس على سلوكه ، وتقديرياً فهي إما قيم وهي كل ما غلا في النفس ، وإما رذائل وهي كل ما تدنى في النفس ، وبذلك فالمبدأ قد يكون ذا قيمة عالية عند شخص وذا قيمة متدنية عند شخص آخر ، وبغير قيمة عند ثالث ، ووفقاً للمبادئ الوصولية التي يعتنقها الشخص تتشكل سياسته الوصولية ، والتي يُمكن تصنيفها إلى ثلاثة أصناف رئيسية وهي: السياسة العصاميه الخلاقه ، والتواكليه التطفليه ، والعدوانيه المغتصبه ، السياسة الخلاقه تقوم على بذل الذات لجهد مكافئ للمستهدف ، وتتشكل بقيم الصدق والإلتزام والإخلاص والإعتزاز والسلام ، أما السياسة التواكليه التطفليه فتقوم على بذل الغير لجهد مكافئ للمستهدف بدون إجبار له ، وتتشكل بمبادئ (رذائل) الكذب والنفاق والدونية والإحتيال (الفهلوة) والتواكل والكسل ، بينما تقوم السياسة العدوانيه على اغتصاب المستهدف من الغير بالإجبار ، وتقوم على مبادئ (رذائل) الحقد والكره والأنانية وسوء الظن.. ، تُحدِد الدولة سياستها الوصولية بناءً على مجموع القيم الوصولية التي تؤمن بها ، والتي لا تكون عادةً صِنفاً واحداً ، وإنما مزيجاً مشتركاً من أكثر من صِنف ، فكلاً من سياسة التمييع والتعتيم مزيجاً مشتركاً من المبادئ الخلاقة والتطفلية ، أما كلاً من سياسة تبرير الأخطاء وتشويه المخالف والإلهاء مزيجاً مشتركاً من المبادئ التطفلية والعُدوانية ، بينما قد تجتمع المبادئ الخلاقة والتطفلية والعدوانية معاً لتُشكِل سياسة الغاية تبرر الوسيلة... ، والآن عليك أيها الرئيس أن تُشكل المبادئ المناسبة التي ستكون قياماً للسياسات العامة للدولة ، لا تُسلِم للقائم فقد يكون منها غير المناسب ، ويتشكل عنه سياسة لا تدعم المهمة في الحقيقة.. ، الغاية لا تبرر الوسيلة ، فالوسيلة متى تضمنت عُدوان على حق كانت وسيلة فاسدة تضر أكثر مما تنفع ، لا تقتل ولا تعذب ، فكل عُدوان باقٍ أثره في جسد المعتدي أو من ورِثَه.. ، لا تكره النسل ، فإخفاقك في المهمة قد يعود لأسباب تنظيمية لا لأرقام النسل المتسارعة ، إدعم الأبناء دعماً حقيقياً يدعمك الآباء.. ، لا تثق ولا تُشَكِّك ، فالعموميون الموالون يُبدون لك تملقاً وبقدره قد يبطنون خِلافاً ، والمعارضون ليسوا خونة دائماً أعداءً للوطن ، الكل يسعى لوطنٍ يرتضيه وهنا تكمن الإشكالية ، التملُق يُبدد طاقة مؤيديك عبثاً بغير خَلقْ ، كما التصيد يبدد طاقة معارضيك الرقابية الهامة ، كل هدر لطاقة من طاقات الدولة والمجتمع خطوة للوراء..



#تامر_البطراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثانية حدد طبيعة مجتمعك وتوافق م ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الأولى جدلية المجتمع والدولة


المزيد.....




- أصاب وجه ترامب.. فيديو دفع ميكروفون وردة فعل الرئيس خلال تصر ...
- أول تعليق من ترامب على عملية العراق ومقتل قائد العمليات الدو ...
- رغم الصعوبات وانقطاع الكهرباء.. أطفال غزة يطلبون العلم ولو ف ...
- Vivo تعلن عن هاتفها المنافس الجديد
- لماذا تزداد صعوبة فقدان الوزن بعد انقطاع الطمث؟
- العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
- علماء يكتشفون سر طول عمر أكبر معمرة في العالم!
- كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة
- الجيش السوري قد يحصل على أسلحة أمريكية لأول مرة
- على ماذا سيتدربون خلال مناورات الحزام الأمني البحري 2025؟


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تامر البطراوي - رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤية وسياسات المهمة