محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 01:10
المحور:
كتابات ساخرة
حكايات أبي زاهد...
المقرباز على وزن حنقباز، كلمة تركية تطلق على من يماطل في تسديد ما عليه من ديون، او الذي يعد ولا يفي. والمقربازية عبر التاريخ كثيرون، ولا يحظون بالاحترام في مجتمعاتهم، ولا يتعامل معهم أحد، لذلك يعتبرون من المنبوذين اجتماعيا.
ولكن أن تتحول الحكومة إلى أكبر مقرباز، فهذا من أعجب العجب. ولم نسمع أن حكومة في تاريخ العراق الحديث اتخذت من هذا الأسلوب طريقا لتمشية أمورها وخداع الناس.
والأدلة على (قربزة) الحكومة كثيرة. فالفلاح العراقي المسكين الذي يعيش على غلة أرضه، وينتظر أيام الحصاد ليسدد ما عليه من ديون ويشتري ما تحتاجه العائلة، يعاني من هذه (القربزة). فقد سوق آلاف الفلاحين محاصيلهم الزراعية على أمل استلام أثمانها، وها هي الأعوام تمضي والحكومة كالتاجر المفلس تعدهم بمواعيد (عرقوب) حتى وصل بهم الحال الى بيع حيواناتهم التي يعيشون عليها، واستنفدوا ما لديهم من رصيد. وكلما طالبوا بتسديد مستحقاتهم، يعدهم المسؤول العراقي خيرا، ولكن لا (خير) في كلام المسؤول. فهو هواء في شبك، وما أكثر الكلام وأقل الفعل.
والمقاولون العراقيون يعانون من المشكلة ذاتها، فلديهم في ذمة الدولة مليارات الدنانير، إلا أن الحكومة لا تسدد ما في ذمتها لضيق اليد، في الوقت الذي يصرف لبعضهم مقابل رشا وصلت نسبتها الى 25 في المائة من المبلغ، وتوقفت مشاريع عملاقة ومهمة في المحافظات العراقية، لأن ما خصص لها صرف في أوجه أخرى يكتنفها الكثير من الفساد. والانكى من ذلك أن المصارف العراقية تستوفي منهم ارباح خطاب الضمان رغم انتهاء المشروع.
ضحك سوادي الناطور ضحكة طويلة وقال «عمري ما شفت ولا سمعت حكومة مقربازية، گبل الوادم تشتكي عالمقرباز عد الحكومة، هسه عدمن تشتكي إذا الحكومة مقربازية، ولو مقربازية وبس چان هانت، لكن گاموا يدورون دفاتر عتگ وردوا عالفقره، وهلسوهم هلس وما خلوا عليهم ريشة، ويومية مطلعين فيكه جديدة.. أجور تنظيف ونظافة ماكو رسم تبليط وتبليط ماكو.. رسم مراجعة والمعاملة نايمة.. رسم مراجعة مستشفى والمستشفى ما بيها دوه.. نهبوا راتب المتقاعد والموظف بحجة الحشد والرعاية الاجتماعية، ويوميه طالعين برفد جديد ويجي يوم المواطن يعيف الهم الصايه والصرمايه ويهج البلاد الكفار ويخليلهم الجنه فلاحه ملاچه!».
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟