أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - تراتيل سورية : .. عظماء الاستقلال والجلاء والحرية ..














المزيد.....

تراتيل سورية : .. عظماء الاستقلال والجلاء والحرية ..


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما جاءت ذكرى معركة ميسلون الخالدة ، يحضر أمامنا مشهد أول معركة ، خاضها الجيش السوري الفتي ، دفاعاً عن الاستقلال الوطني .. ويحضر قائدها الشهيد البطل " يرسف العظمة " . الذي ضرب المثل الأعلى في الوطنية والشجاعة .
لقد ذهب إلى ميسلون لملاقاة الجيش الفرنسي الزاحف نحو دمشق .. وهو يعرف .. أن موازين القوى العسكرية ، بين القوات السورية والفرنسية غير متكافئ . إذ أن على بضعة آلاف مقاتل سوري بأسلحة قديمة ، أن يواجه عشرين ألفاً من قوات فرنسا العظمى المنتصرة لتوها في الحرب العالمية الأولى ، والمزودة بأحدث الأسلحة ، وخاصة الدبابات والطائرات .

لكنه كان يعرف أنه يحمل إلى جانب البندقية القديمة ، والمدفع المتخلف ، قوة حب ودعم الشعب له ، قوة قيم الحرية والكرامة الوطنية ، التي يؤمن بها ، وأقدم بكامل القناعة والرضى على فدائها بحياته ، يحمل قوة وكبرياء الشرف العسكري ، الذي حمل لواء زعامته باسم الجيش السوري والشعب السوري . فيما عدوه الفرنسي يحمل عار جريمة العدوان على الشعوب ، وفي هذا الميزان .. كان جيش سوريا هو الأقوى .

وكان يعرف أنه وجنوده ذاهبون إلى الشهادة .. ذاهبون لفداء حرية الشعب وشرفه ، وتاريخه ، وعظمته ، وحضاراته .. وليزرعوا بأجسادهم ، التي ستمزقها نيران العدوان الاستعماري ، وبدمائهم التي ستضرج أرض ميسلون ، ليزرعوا قيماً وبطولات ، ستتحول بعدهم .. إلى ثورات شعبية ستحرق الاحتلال .. وتطهر أرض الوطن .

وكان يوسف العظمة وأركانه وجنوده .. أذكياء في تشخيصهم لمعركة ميسلون ونتائجها . وما حصل لاحقاً من ثورات شعبية ، حطمت ببسالة ، وتضحيات بلغت ( 50 ) ألف شهيد خلال ( 26 ) سنة من الاحتلال كان مطابقاً لحدسهم وتشخيصهم .. حطمت قدرات قوات الاحتلال .. وأجبرتها على الجلاء عن أرض الوطن " 17 نيسان 1946 " . وذهبت عنجهية الجنرال " غورو " قائد قوات الاحتلال 1920 ، الذي وقف أمام ضريح " صلاح الدين الأيوبي " بدمشق قائلاً "" لقد عدنا يا صلاح الدين " . وكان يقصد أنه باحتلاله سوريا ، إنما يجدد زمن الغزو الصليبي لسوريا قبل قرون .. ذهبت وصمة عار على جبين قائد عملية الانسحاب الفرنسي من سوريا . الذي لابد أنه قال لقيادته في باريس " لقد عدنا من سوريا " .

إن بطولات وتضحيات الجيش السوري الفتي في معركة ميسلون .. ومن ثم في دفاعه عن حرية واستقلال سوريا ، منذ الاستقلال حتى الآن ، وخاصة في معاركه التي يخوضها الآن ضد عدوان الإرهاب الدولي .. وتلاحم القوى الوطنية معه ، في معارك المصير السوري :
هي رد على عنجهية " نتنياهو " التي رددها منذ أيام ، وقال فيها " لن يعود الجولان إلى سوريا .. وعلى السوريين أن ينسوا الجولان " . تماماً كما قال " الجنرال الفرنسي غورو " أمام ضريح " صلاح الدين الأيوبي . وسيكون مصيره ومصير احتلاله للجولان هو نفس مصير الاحتلال الفرنسي .
وهي رد على الفورة " الإمبراطورية البدوية السعودية " والغرور القطري الفاقع .. للسيطرة على سوريا .. والوطن العربي .. وللانتساب إلى نادي الدول العظمى .
وهي أيضاً رد على جنون العظمة عند أردو غان ، الذي اختار القتل والتدمير ، وتسخير حثا لا ت التخلف الديني والفكري والأخلاقي .. وسيلة لإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية المنقرضة منذ قرن .. بدءاً من سوريا .
وهي خير رد على العقول والمخططات الاحتكارية الإمبريالية لاستعباد الشعوب
وهي بشكل خاص رد على أولئك السوريين الذين تغابوا ولجأوا إلى كل الأطراف المعادية لسوريا وللحرية والتقدم ، من أجل إيصالهم إلى السلطة .

إن عيد الجلاء .. كل عام .. هو ليس طقساً يحتفى به ، ثم يرحل إلى العام الذي يليه . إن عيد الجلاء يستحق الاحتفاء به وتكريم شهدائه .. طقساً .. وإجلالاً جاداً .. لمعانيه النبيلة السامية . لكنه في ظروف حرب وطنية ، يستحق الاحتفاء به ، بأسلوب مختلف ، يعطي الشهادة والتضحيات من أجله أبعادها الطاهرة المتجددة .. في معارك اللحظة في سوريا .. ليعززها .. ويكرمها .. بقيم الشهادة والتضحيات .. التي تجري الآن ضد عدوان الإرهاب الدولي .

إن إكرام .. عظماء الحرية والاستقلال والجلاء .. مرتبط بدعم وإكرام عظماء القتال الذي يخوضه الجيش السوري الآن ضد الغزاة ، ومرتبط بتراص ووحدة القوى الوطنية ، التي عليها تجاوز مرحلة الصراع والتنافس حول تقاسم البلاد .. أو تقاسم السلطة . وأن تتحول إلى طاقة شعبية هادرة بدعم القوى المقاتلة ضد لإرهاب .. للرد على " نتنياهو " ، وآل سعود ، وآل ثاني ، وآل أردو غان .. الرد الذي تلقاه في النهاية " غورو " وأمثاله الذين استهانوا بسوريا .. وجربوا .. وغامروا.. بغزوها .. وهربوا .

وحسب منطق التاريخ .. إن العالم سينسى ذات يوم ، أنه كان في الشرق الأدنى كيان إسرائيلي مصطنع .. وسيؤول آل سعود وآل ثاني إلى مرابع القبائل العاثرة في نجد والحجاز .. وسيذهب أردوغان إلى حيث أجداده العثمانيين المنقرضين .. والجماعات الإرهابية الدولية ، ستهرب من سوريا إلى حيث يوجهها أولي أمرها لتقتل وتقتل .. والاحتكارات الإمبريالية ستفككها صراعاتها وأزماتها ..

إن سوريا البطلة الشامخة .. ستطرد الغزاة .. وسيكون لعيد الجلاء والاستقلال والحرية .. قافلة جديدة من الشهداء .. والعظماء . وسيكون للوطن طبقة سياسية عقلانية جديدة من أبنائها .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل سورية : .. وطني ..
- حي الشيخ مقصود .. جبل النار والمقاومة
- لتحديد نهاية النفق والحرب
- حول الحرب والمفاوضات والحل السياسي
- لماذا الفيدرالية الكردية الآن في سوريا ؟
- مخاطر وتداعيات الهجمة الخليجية المتصاعدة
- الموت يختطف عمر قشاش
- في يوم المرأة العالمي
- موعد مع السلام
- في ذروة التحول إلى سناء وبدر
- لماذا .. ولمصلحة من المفاوضات والحل السياسي ؟
- حرب بلا حدود
- هل تصل عواصف الحزم السعودية الأمريكية لدمشق
- بانتظار - دمشق 1 -
- كلمات ما قبل الأخيرة
- أية هيئة ؟ .. أي حل سياسي ؟ ..
- نوع من الحرب
- دفاعاً عن آمال العقلانية والعلمانية والتقدم
- التحالف العدواني التوسعي الجديد ومخاطره
- الأرض السورية تقاتل


المزيد.....




- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا ...
- مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
- روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
- لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
- رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود ...
- مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - تراتيل سورية : .. عظماء الاستقلال والجلاء والحرية ..