مصر يشهادة كتاب القصر

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

اذا كتب الكتاب المحبون لوطنهم بداخل مصر وتكلموا عن الأحوال الشديدة السؤ التي آلت اليها مصر بعد 53 سنة من حكم العسكريين والمباحثيين .. قالت السلطة لهم : أنتم مشككون مثيرون للبلبلة .." ! ، وقال لهم كتاب السلطة " أنتم أعداء النجاح (!!)
وان صرخ الكتاب المحبون لمصر ، من أ بنائها بالخارج ، بسبب ما أصاب بلدهم من تردي للأوضاع علي كافة الأصعدة .. زعقت السلطة : " انهم خونة .." (!!) ، ووأشار اليهم كتاب الحكومة : " هؤلاء عملاء .." (!)
فلماذا لاندع واحدا من كتاب القصر هو الذي يتحدث .. في لحظة صدق تواتيه من حين آخر ، ونوبة من نوبات يقظة الضمير ، تقال فيها الكلمة خالصة لوجه الوطن ..؟!
فلنترك الأديب والكاتب الكبير " أنيس منصور " يتحدث .. ، وهو كاتب يشتغل بالصحافة الحكومية منذ نصف قرن ، وظل في مكانه طوال كل العصور – تقريبا .. – راضيا علي السلطات ومرضيا عنه منها .. فليسكت كل كتاب المعارضة ونستمع ماذا يقول الأستاذ الكبير الكاتب بأكبر صحف الدولة – جريدة الأهرام - لنعرف منه كيف أصبح حال مصر بعد أكثر من نصف قرن من حكم العسكر والمباحث :
===================

43409 ‏السنه 130-العدد 2005 اكتوبر 12 ‏9 من رمضان 1426 ه الاربعاء

مواقف
بقلم : انيس منصور

والله علي ما اقول شهيد‏:‏ التقيت بعدد من الشبان بناء علي طلبي‏.‏ وتكلمنا في كل شئ‏.‏ وحزنت علي كل شئ في حاضر ومستقبل مصر‏,‏ فاكثرهم لايهمه ما يحدث في مصر‏,‏ لانه ليس فاهما لاي شئ‏.‏ وحتي اذا فهم فقد قرر ان يهاجر‏..‏ وبعضهم ليس عنده وقت للكلام الفارغ‏.‏اما هذا الكلام الفارغ فهو كل ما نراه مليانا في الصحف وفي التليفزيون‏.‏ وبعضهم لايقرا الصحف والمجلات ولا يعرف سر الخناقات التي بيننا‏.‏قال لي احد الطلبه انه من حين الي حين يقلب في الصحف الجاده وفي الصحف الهلس‏.‏ ولكنه في جميع الاحوال لم يفهم ما الذي نقول‏.‏ ولمن نقوله وان كان هناك اي امل في علاج‏.‏ وهو لم يفهم وليس عنده استعداد لان يحاول‏.‏ فلابد ان يفرغ من دراسته اولا وبعدها ربك يفرجها في كندا او في امريكا او استراليا‏.‏ ولم تمنعه دموع امه‏.‏ فهذه حياته وهو حر فيها‏.‏سالت احد الطلبه ان كان من اماله القريبه ان يتزوج‏.‏ فاجاب لقد كان‏.‏ ولكن الفتاه المصريه لاتريد ان تترك مصر‏.‏ اذن فلابد من الزواج من البلد التي سوف يهاجر اليها‏.‏وسالت‏:‏ هل كلكم علي هذه الصوره؟فاجابوا‏:‏ نعم‏..‏ ان لم يكن كلنا فمعظمنا يعني ان نصف مصر لاتهمه مصر‏.‏ ولا امل عنده في علاجها ولا يهمه شقاوها او بقاوها‏.‏اما النصف الثاني الذي هو نحن ففي حاله توتر مستمر‏.‏ لانصدق ما نقرا‏.‏ فمصر الامل غائبه عن النصفين‏.‏ والنصفان يلتقيان عند معني واحد‏:‏ لانعرف علاجا لمصر التي لانعرفها ولا نريد‏..‏ وكلا النصفين لايصدق ما يسمع ولا حتي ما يقول‏.‏ وكانهما قد قررا معا ان المريض المسجي امامنا لانعرف له مرضا ولذلك لانعرف له علاجا‏..‏ وضاعت حياتنا في سجال بين الذين كانوا السبب والذين هم السبب والذين سوف يكونون السبب‏.‏ وعليه العوض فينا وفي بلدنا‏.‏

هكذا صار حال مصر كما شرح لنا الكاتب الكبير بالصحيفة الكبيرة للدولة بمصر ...
وشهد شاهد من أهلهم

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ) Salah_El_Din_Mohssein‏#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات