لعنة الوطن

جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

لعنة الوطن
اللعنة على السياسة والسياسيون والدين ورجال الدين والشيوعيون والبعثيون والقوميون .
كنت قد هيأت برنامجا حافلا لنفسي ولأصدقائي مستغلا يوم عطلتي لأمتعها بعطر عدد من المحلات البغدادية في منطقة الكرخ بدءا من ساحة الملك فيصل الاول ولغاية بستان حسون اغا ثم العبور الى محلة الذهب نزولا الى الجعيفر والرحمانية .
ولكن نحن نريد والنائب يريد وبغداد تريد فنحن في بلد الرشيد والثريد والتاريخ البليد والحر الشديد والالم المديد.وما نشاء الاّ ان يشاء ويتوافق ويتشارك الجميع علينا حسبما يشتهون .
ازمة الثلاثاء 12 نيسان في برلمان هذا البلد الخارق والحارق والعابر لكل القوانين والاعراف والتقاليد بالاتجاه المعاكس ، كانت بسبب عمل صبياني قام او قامت به احد النواب عندما تحطمت لوحة دلالة بإسم نبي او نائب كوردي ورميت على الارض ، الاشنع من ذلك ، لو كانت القطعة مال النائب محطمة وباقية في مكانها كان شويه يمكن الشغلة اهون ، لكنها رميت على الارض ياجماعة وهذا ماجعل احدى النائبات تغضب وتشعر بالظلم ثم التهميش ، فاغرورقت عيناها بالدمع .. وبالدمع جودي ياعين .
المصيبة ان اي تفسير لهذا الفعل غير التفسير العدواني لم يتبادر الى ذهن احدهم وعلى هذا لاساس ( علكت ) وصارت بقناني المياه الزلال ، والحمد لله ان جميعهم كانوا يحتذون قنادر ام القيطان وليس نعالات شطراوية ، لكان الخطب أمرّ ، ومن هذا الباب العالي حرمت نفسي متعة الخروج من البيت لأسباب قاهرة عديدة ، فالرعونة السياسية المغلفة بالكاكاو جاهزة وتشتغل عاللمس والجماعة يقفون على اهبة الاستعداد للدفاع عن ما أدري شنو .
ياجماعة ... كفيلكم الله تره الشغلة لا يم الشعب ولا يم الدين ولا يم الوطن ولا يم المغفور لها زهور حسين بس اكو احتمال يم اخوهه بالرضاعة .. الشغلة محصورة بين اثنين لا ثالث لهما وكلاهما ينتميان لنفس الاصل ولكنهما اختلفا بالشكل ، فهذا معمم وهذا حاس الرأس لم يبق من شعر رأسه الاّ القليل ، ( فلان وعلان ) المختلفان على القسمة مع مجئ اهل البيت – الامريكان – وجانت الشغلة نايمة ، لكن القوة لها تأثير عالي ، خاصة على اصحاب السوابق .
والله وتلله وبالله ، لو خلّيت هذولة في مدينة افلاطون الفاضلة لحصل مايحصل الآن .
اللطيفة ان بقية القوم من سيراميك الوطن الجميل ، هم كلمن ماخذله ركن ويلطم بيه ، ابو الموصل عالموصل ، وابو الفلوجة عالفلوجة ومحمد الطائي عالبصرة . فكل يبكي على ليلاه .. لا بل كل يبكي على قحبتاه .
فالاسماء كثرت والخطط كثرت والشعارات حاضرة وكثيرة وتتقافز بإستمرار ، بس وين الاختلاف ، الاختلاف بدرجة الحيلة والذكاء وعمق التجربة .
ولكن مثل ما قلت لكم ، المحبس محصور بهالعظمين وهالعظمين .
اللهم ابرئنا الذمة . اللهم اجعلها كامرة خفية ، لايعلم بها الاّ من صممها وصورها دون ان يعلم بها من يقوم بدور العبيط .

#جواد_البياتي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات