نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:57
المحور:
الادب والفن
(( إلى صلاح بو سريف ، مثل كل مرة .. ))
المدن التي تصنع خيالها بقصيدة .
تلك مدن باقية ..
الذي يذهب ..
مدن النفايات
تلك التي تصير ناطحات السحاب فيها صدور عهر
لهذا يرى عمر الخيام في سكرته اليومية :
إن مدن الشعر والجواري في معنى واحد..
لأنك تعدو ..مدنك ريح
ولأنك ريح ..
فخيارك أن يكون السيف عصاك وأنت تواجه خمبابا
أبقيت عمري خلفي
وقدامي وضعت العبارة
وبها أدحرج رغبتي بان أعيش في مدينة تَرى ..
2 ــ لا اعرف إن كان الشكل رداء القصيدة أم إن القصيدة تتشكل بمنطق فكرتها ...
احسب هذا بميزان رؤى ما ملكت من حلم
فأجد نفسي جالس فوق وردة
هل هذا يكفي ؟
3 ــ أجدك ممتن لما ترى ..
تذكرت قولا للبسطامي المتوفى أمس بتكية بباب جامع مدينتنا السومرية .
يقول : لا خيال بدون منال
ولا منال بدون تًقية ..
4 ــ حين أدركُ ما تدرك ..أصل إلى النقطة
ولكي لا يغضب صدقي أديب كمال الدين
أضئ من نونه نوننا
وامشي ابحث عن مدينة تفترضني ولا افترضها ...
5 ــ يوتيبيا افتراض ما لم يكن مفترضا ..
هذا هاجس محسوب ..بتقنية القول في صناعة الشعر
أمر صعب ولكنه ممكن
ستقول ..كيف ؟
أقول : ضع وجهك في الشمس تراه على صورته
6 ــ أنا ..وأنت ..وكل الناس
ذوات لما هو آت
فترفق بخطوتك وأنت تنقلها بين أزقة الكلمات
فالعثرة لن توصل إلى البصرة
وقتها سيتوقف السندباد في طنجة
وسيكتب في صحفها أعمدة غاضبة
تشعل النار فينا ..
7 ــ الروح ..لا تغيب في المطلق
المطلق يغيب في السديم
السديم هو ما نراه في البعيد الشمالي
أما الجنوبي
فهو ..قبر أبيك وأبي
8 ــ على شاكلة المدن المحتفية بحدائقها
نقف في توازي مع اماسيها
نتخيل ما قد يكون وما تنطقه حكمتها الطاوية
أو خواطر التصوف لديها
ربما تسمعنا شيئا من باخ
أو طعنة كلثومية من طعنات سيف أنت عمري
ربما قيثارات غجر أسبانية ستاخدنا إلى سيبيريا نبحث عن سعال لدستوفسيكي
وربما سنجلب دواءً لمريضنا سياب جيكور
أو نحتفي بنيل محفوظ جوائز حلم الحارات الأسطورية
وربما
المدن تعبث بأمنياتنا وتذهب بنا إلى ما يطلق عليه في عالم اليوتيبيا
الحلقة المفقودة ...................
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟