أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء














المزيد.....

الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 23:03
المحور: الادب والفن
    


الصراع والتوازن في ديوان
"قنص متواصل"
عمر أبو الهيجاء
يلجأ العديد من الكتاب إلى المرأة أو إلى الطبيعة أو إلى الكتابة لتخلصوا من قتامة الواقع، وشاعرنا يميل مع هذا الميل، فنجد المرأة حاضرة في الديوان كما هو الحال الكتابة، فيقول في قصيدة "هواء شفيف":
"لي كل هذا الاحتراق
والامتداد الأخير
لي رياحي المختلفة
وطقوس الجمر في مبتدأ النهار
لي وجهك
يا امرأة
يراقصني كفراشة
في جسد المزمار" ص26، في المقاطع الأولى يحدثنا الشاعر عما يثقل صدره، فنجد "الاحتراق، والرياح، والجمر" وكلها الفاظ توحي بصعوبة وقسوة الواقع، لكنه في المقابل أوجد متنفسا يساعده على مواجهة الواقع، فكانت المرأة، المرأة المانحة للفرح والبهجة، وقد أنعكس أثرها حتى على لغة الشاعر، بحيث كان هناك تناسق تمام بين اللفاظ والمضمون، فكل الكلمات المستخدمة كانت تعبر عن البهجة، وبهذا يكون الشاعر قد وازن بين ثقل الواقع من جهة وتأثير المرأة في المقابل.
وهذا التوازن بين الواقع والمرأة لا يتوقف عند هذا الحد، بل نجد الشاعر يجعلها موازية لقوة الموت، حتى أنه يتقبل الموت إذا كانت المرأة حاضرة، فهي تستطيع أن تغير في مضمونه، فتجعل من الفناء والنهاية عالم فسيح يتسع للفرح والسعادة:
"لفني حارس الموت
بالبياض الكثيف
تاركا جسدي لمشرحة التراب
وأنا أرتقي لسهل القصيدة
في فضاء مشبع بالنهود
تلك قرابيني
ودمي الهطول
دمع جسور اعتراني
إذاً
مري ببابي يا امرأة من نبيذ
أول الندى قلبي
وكل الدروب تفضي إلي
وهذي الورود مفاتيحي" ص27، فرغم الألفاظ القاسية التي جاءت في البداية، "حارس الموت، مشرحة التراب" كانت القصيدة التي أخذت شكل امرأة "مشبع بالنهود" تتصارع مع واقع الموت وما سيكون عليه الحال بعد حضور المرأة، وكأن الشاعر يمر في حالة مخاض/صراع، والتي جاءت من خلال الألفاظ "قرابيني، ودمي الهطول، دمع جسور" فهذه المرحلة من المخاض أوجدت واقع جديد، تختلف تماما عما كانت عليه البداية، فنجد "نبيذ، الندى، دروب، ورود، مفاتيح" كل هذه الالفاظ تعبر عن حالة جديدة وجدت بعد حضور المرأة، التي قلبت الموت والتراب إلى حالة مناقضة تماما، تتمثل بالبهجة والفرح.

وهناك نموذج آخر قدمه الشاعر عندما جعل من كتابة الشعر مخرج لقتامة وقسوة الواقع، فيقول في قصيدة " حناء دمي":
ها أنا أقتفي ظلي
أبحث عني
في تفاصيل الطفولة
لم أجدني
للريح أسند ظهري
تناوشني الرمال
فاتخذت القصيدة
سلما
للحياة" ص58، فالواقع شديد الوطأة على الشاعر، لكنه استطاع الخروج منه وتجاوزه من خلال القصيدة، التي كانت "سلما للحياة" للنجاة، فرغم أن الشدة كانت قاسية وقوية، حتى أن الطفولة فقدت ولم يعد لها وجود، الشاعر لم يشعر بها، لم يحس بها، لكنه من خلال الكتابة استعاد توازنه واستطاع أن يرتقي إلى الاعلى، وهذا الرقي بفضل الكتابة.
يكشف لنا الكاتب اللغة التي تتراوح بين الجمر والرماد، بين النار والماء، بين القسوة والهشاشة، من خلال قصيدة "مكابدات" التي يقول فيها:
"إني أبصرت لغتي تشهق
وأنا أكتوي بالوقوف على حد الحروف
لغتي تشبهني
فأتلوا علي قبل الممات وبعد البعاث
سور
النار" ص133، هذه القصيدة من اقسى القصائد، يحدثنا فها الشاعر عما يمر به، فهي بمثابة ذروة ألم المخاض، فأما يخرج منها مولوده (القصيدة) سالمة كاملة، وأما ينتهي ويمسي محاق.
فنجد فيها الألفاظ القاسية والغليظة، وكلها تعطي مدلول صراع الدامي، "تشهق، أكتوي، الممات، البعاث، النار".
هناك تأثر بالقرآن الكريم في العديد من القصائد، مثل: "ألم أقل لك يا قلب
لن تستطيع معي صبرا" ص43، والتي تتحاكي ما جاء في سورة الكهف"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (72)" ويقول في قصيدة "بيوت جافلة":
"أخوتي لا يعرفون عني
سوى أني
أخوهم
جاءوا لأبي "بدم كذب" ص71، فهذا المعنى جاء في سورة يوسف بذات

المضمون
وَجَاءُوا عَلَىٰ-;- قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ-;- قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ-;- فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ-;- وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ-;- مَا تَصِفُونَ
18 يوسف





طبعا هذا يخدم النص، وفي ذات الوقت يشكل دعوة من الشاعر إلى النهل من القرآن الكريم لما فيه من جمالية لغة وصيغ أدبية تجعل المتلقي يستمع ويعيش حالة من التأمل.
نذكر بأن الديوان من منشورات دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى 2004،



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب
- الكآبة في ديوان -فهرس الأخطاء- عبود الجابري
- العرض الجيد في سلسلة -أعلام الشعر العربي الحديث- ريتا عوض


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء