أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حالة الاحتقان المصرية














المزيد.....

حالة الاحتقان المصرية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واضح أن حكامنا الأجلاء قد فوجئوا بأن الشعب المصري "المتطفل" يدس أنفه في مسألة تتعلق بحدود بلاده، رغم أن ‏‏"أسيادنا" يرددون بينهم وبين أنفسهم ليل نهار أغنية "شعبي وأنا حرة فيه، شعبي أغسله واكويه". لكن "العقل زينة"، فهناك ‏فرق بين تعرض جزء من أرض الوطن للاحتلال والاقتطاع من السيادة المصرية، وبين مشاكل وخلافات على ترسيم أو ‏تعيين الحدود البرية أو البحرية. دافعوا عن حدود بلادكم يا سادة، لكن دون العبارات الضخمة الجوفاء والشعارات ‏الحماسية الهزلية. . العقل زينة يا جدعان‎!!‎. . السيسي محق في أن موقف دولة من مطالبة دولة أخرى بحق لها يختلف عن موقف الأفراد. الدولة عليها احترام نفسها واحترام القانون الدولي، بينما الأفراد يمكن أن يذهبوا إن أرادوا خلف رغباتهم الشخصية أو الوطنية كيفما يشاؤون.
كل الاحترام للشباب المصري الغيور والحريص على أرض وحدود بلاده، وبالغ الاحتقار للذين يريدون جزيرتي صنافير ‏وتيران، لأهميتهما كما يقولون في صراعهم "اللعين" مع من يسمونه "العدو الصهيوني". . اللعنة على مدمني الكوارث ‏والخيبات "يتامى وأرامل الزعيم الخالد‎"!!‎‏. . كلما تحدث حمدين صباحي أُصاب بالرعب، لمجرد تخيل أن مثل هذا ‏الشخص كان من الممكن أن يكون رئيساً لجمهورية مصر. . طالما هناك أمثال محمد مرسي وحمدين صباحي يتربصون ‏للقفز على كرسي السلطة، أنا مضطر للقبول بأمثال مبارك والسيسي. . الزعيم العروبجي الهتيفة حمدين صباحي يرى ‏أن قضية جزيرتي تيران وصنافير مسألة أمن قومي مصري، رغم أن سيده عبد الناصر بدأ من مضيق تيران مرتين، ‏ليأتي بالإسرائيليين جرياً خلفه إلى قناة السويس. حسناً فعل الشعب المصري، أن جعل ترتيبه الثالث في انتخابات شارك ‏فيها مرشحان!!. . خصصوا لهذا الرجل إحدى درجات سلم نقابة الصحفيين، ليهتف عليه "لغاية ما يتقطع نفسه‎"!!‎
أغلب ظني أنه لكي تضع السعودية عقالاً أو بعيراً على جزيرتي تيران وصنافير، لابد أن تكون قد ذهبت أولاً صاغرة ‏لإسرائيل، لتوقع لها على تعهد بالتزام الأدب‎!!‎
القوات المسلحة في كل الدول واحدة من مؤسسات الدولة، مكلفة بمهام الدفاع عن الوطن، ولا تختص برسم السياسات، ‏ولا الوصاية على الوطن، والسيادة حق حصري للشعب، وليس لما نسميه مؤسسات سيادية. . ‏‎"‎الوطنية" التي أعترف بها ‏تعني انتماء الوطن للمواطن، وليس انتماء المواطن للوطن. الإنسان الفرد هو الأساس، وهو القيمة العظمي في الوجود‎.‎‏ ‏‏. إلى الجحيم بسيادة الوطن، ما لم ترتبط بسيادة الإنسان على أرض الوطن‎!!‎
أنا شخصياً أغار على السيادة المصرية، وتندفع الدماء ساخنة في شرايين رأسي، عندما تهتز هذه السيادة أو تترنح أو ‏تنهار. . تنهار السيادة المصرية بالفقر الذي يمسك بصعيد مصر كما السرطان. . تنهار بتوحش السلفيين في الريف ‏والبوادي، وفرضهم أحكامهم العرفية. . تنهار السيادة المصرية في قلب القاهرة والإسكندرية وسائر المدن الكبرى، عندما ‏تتحول المراكز الحضارية إلى كتل من الفوضى والعشوائية. . تنقلب السيادة المصرية رأساً على عقب، عندما تتحول ‏الأجهزة العاملة في خدمة الشعب صاحب السيادة إلى سيدة على الشعب. . تنعدم السيادة المصرية عندما يتحول ‏المصريون حراس السيادة إلى مطبلين ومزمرين وراقصين في موكب القائد الملهم والزعيم الملم وحده بجميع الحقائق، ‏ويعرف وحده الطريق الصحيح. . الشعب الذي قبل من عبد الناصر أن يقول له "أنا الذي علمتكم الكرامة"، ليس مستغرباً ‏منه قبول ما يقوله السيسي‎ ‎‏ عن نفسه وعن قدراته الخارقة.‏ . من غير الواضح إن كان حديثه بهذا الشكل وبتلك التعبيرات من قبيل "التبسط المفرط" أم "البساطة المفرطة". . كلام السيسي المتكرر عن "أهل الشر" ذكرني بطرفة كتبها جيمي كارتر عن نفسه أيام طفولته، أنه كان يسير بضعة أميال على خط السكة الحديد، إلى حيث يبيع بضع حبات من الفول السوداني، وأنه تعلم حينئذ كيف يتعرف على الناس "الأخيار" من "الأشرار"، حيث أن "الأخيار" هم من يشترون منه الفول السوداني، و"الأشرار" هم من لا يشترون!!
وصل الضعف والخوف، إلى حد قطع البث المباشر عندما يهم بعض من يجتمع بهم الرئيس بالحديث، وأن يطلب ‏الرئيس الاجتماع برموز من المجتمع المدني تحت مسمى طريف هو "الأسرة المصرية"، ليتحدث هو وحده إليهم، رافضاً ‏أن يعطي فرصة لأي منهم أن يفتح فمه. . جريدة الوطن عاجل| السيسي في لقاء ممثلي المجتمع: "أنا هنا عشان أقولكم ‏أنا مين". . أفعالك يا عزيزي وليس أقوالك هي ما تقول لنا من أنت حقيقة!!‏
يلح السيسي باستمرار طلباً لأن "يثق" الناس به وبقدراته، التي يتصورها أو يصورها لنا فائقة وغير اعتيادية. الحقيقة أن ‏الشعب عندما ينتخب أحداً لرئاسة الجمهورية، فإن هذا يعني "الثقة" فيه من حيث القدرات والأمانة، لكن تلك الثقة لا ‏تعني بالتأكيد تسليمه حياتنا تسليماً تاماً شاملاً، نمتنع فيه عن النقد والمراجعة والرفض لبعض قليل أو كثير مما يقدم ‏عليه أو يقدمه لنا. ما يطلبه السيسي هكذا ليس "ثقة"، وإنما يطلب "تسليماً"، كذلك التسليم الذي تتحدث عنه الخطابات ‏الدينية للإله. يدل هذا الإلحاح من السيسي على ما يسميه "الثقة" على أمرين، أولهما استشعار العظمة والمقدرة، ما ‏يخشى أن يصل إلى حدود سيكولوجية غير سوية، والثاني استشعاره أن ملايين المصريين الذين وضعوا فيه ثقتهم قد ‏بدأوا يتشككون ويتذمرون ويرتدون عنه. . الحالة مقلقة بالفعل، من حيث فهم الرجل لمدى سلطاته ومسئوليته، ومن حيث ‏تصوره لذاته، الذي ربما يتعاظم بفعل نفاق الجوقة الملتفة حوله، والتي عرفنا أمثالها على مر التاريخ المصري، تظل ‏تنفخ تعظيماً في الممسك بصولجان الملك حتى ينفجر!!‏





#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حالة الاحتقان المصرية