عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 12:01
المحور:
كتابات ساخرة
من زمانٍ يا أمّي .. من زمان
أمّي ذاتُ الخمسةِ والثمانين عاماً عراقيّاً طويلاً كالليل .
أمّي التي ترتدي "الأسوَدَ " منذُ قرون .
أُمّي التي تخشّبَ جسدها النحيل أمام التلفزيون ، وهي تُشاهِدُ طيلة أسابيع ، تعاقُبَ "الأوديسات" و "الألياذات " و " الثورات " و "الأنتفاضات " ، و الإصلاحات ، والإعتصامات .
أمّي التي رأيتها تتفادى (لا إرادياً) قناني الماء المتطايرة من الشاشات .. والشتائم العراقيّة "العميقة" (غير المُنتظِمَة بأقليم) .
أمّي التي لا تفهمُ أبداً لماذا نشجّعُ ريال مدريد و برشلونة .. ثمّ نشجّعُ أتلتيكو مدريد لأنّهُ يلعبُ ضدّ برشلونة .. ثمّ نشجّعُ فولفسبورغ لأنّهُ يلعبُ ضدّ ريال مدريد .
أُمّي التي ظَلّتْ تسألني بمرارة ، وأنا لا أعرفُ كيف أُجيب : يابه شنو يعني "كابينة"؟ .. وشنو علاقة الوزارة بالكابينة ؟ وليش هذا "النائب" يكَول : يمعودين .. هذا يوميّة جايبنّه كابينة ، وهاي الكابينات طِلْعَتْ كابينة متشبه كابينة ؟؟ .
أُمّي التي قالتْ لي أخيراً .. أنا أبنها ذو الخمسةِ والستّينَ عاماً عراقيّاً طويلاً كالليل . إبنها المثقّف و الأستاذ "الله يْجَرِّمْ " :
يابه تدرون إنتو " قشامُر" .. لو متدرون ؟؟
أجبتُ على الفور : إي ندري يُمّه .
ومن زمان يُمّه .
من زمان .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟