عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 07:52
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
تُقلقُني تلكَ المسافةُ بينَ " المسموح " و " الممنوع " لا أعرفُ حدّها ، غيرَ أنّي أُحبُّ الإقامةَ فيها واللعبَ فيها ، ربّما أستطيعُ من خلالها أن أُزعزعَ ما هو ثابتٌ وقارّ ، على أنّني أعلمُ أن اللعبَ في هذه المساحة ينطوي على خطرٍ كبير ، لأنَّ هذه المساحة تُتيحُ لي اكتشافَ ما هو مُختلفٌ ومُبتكَرٌ ومُغيِّرٌ وصادمٌ ، فالمسموحُ والممنوعُ يَكشفانِ عن روحِ العصر ، ويُحدّدان معنى التّاريخ ، أو الشّكل العام للوعي .
إنَّ ثُنائية المسموح والممنوع هي التي تمنحُ ثقافةً ما هويّتها ومعاييرها وطريقةِ عملِ نظامها ، ولذلكَ لا بُدَّ أن نُقيمَ تاريخاً للمسموحِ والممنوعِ في مجتمعٍ ما ؛ لنتمكّنَ من فهمِ بنيةِ هذا المُجتمع ، وشروطِ تكوّنهِ وشروطِ وجودهِ وجوهر خطابهِ .
" إنَّ المسموح " هو كلُّ ما ينتمي لمجالِ السُلطة بمفهومها المُطلق ، و " الممنوع " هو كُلُّ ما هوَ قابلٌ للقمعِ والإقصاءِ والإسكاتِ والحجبِ والتغييب والتحريم ؛ فالمسموحُ إذن" حالةُ حضور " ، والممنوعُ هو " حالةُ غياب " ، لذلك فالخطابُ الحقيقي هو الذي يقولُ ما لا يُقال ، ويرى ما لا يُرى ، حينئذٍ نعرفُ تماماً كيفَ نُنتجُ خطاباً مُغيّراً يجعلُ الثّورةَ والخلاصَ مفهومينِ شرعيين .
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟