أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول














المزيد.....

منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 15:50
المحور: كتابات ساخرة
    


رغم الزخم الإعلامي التي حظيت به القمة الإسلامية في تركيا فإن منظمة التعاون الإسلامي تبدو منظّمة يتيمة منذ نشأتها، وكانت محلّ استغلال وعبوديّة من بعض أعضائها الذين يمارسون سلطة الأنا كما تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، ولا أرغب في الحديث عن الأمم المتحدة باعتبارها المنظّمة الأكثر فسادا في العالم من حيث سكوتها على الجرائم العالمية التي تحدث في حق الإنسانية بكافة أنواعها، بل سأتحدث عن منظمّتنا المسكينة التي ستجتمع من أجل أن تعلن أن حزب الله منظّمة إرهابية وبالتالي تزيد النار لهيبا وتوسّع الفجوة بين الدول الإسلامية عوض أن تبحث في حلول ممكنة لرأب الصدع ولمّ الشمل وحفظ النّفس وصون العرض.
وحيث إن العصر الذي نعيشه قد تعمّقت فيه الفجوة بين الدول الإسلامية كان حريّا بمثل هذه المنظمة أن تبحث عن خيوط التوافق بعيدا عن التجاذبات السياسية التي تزيد الطين بلّة عندما تحرّكها هواجس التبعيّة، وتتعقّد أكثر حينما تفرض بعض الدول نفسها لترسم واقعا جديدا لا يتوافق مع الشرعيّة العامّة للمنظمة، هذه المنظّمة عليها دور أساسيّ وقياسيّ في الوقت نفسه يكمن في لجم أي بصيص من النزاع بين دولتين إسلاميتين أو بين مذهبين أساسيين في أي دولة من الدول المنضمّة لها، وتعمل من أجل إطفاء لهيب الحقد الذي إذا نما وسطها لا تستطيع أي حماية أن تطفئها.
لكن مع الأسف الشديد تبيّن أنها منظمة أجسام بلا عقول تجتمع لتسلّم على بعضها ولترصد مشاكل بعضها، أجسام لا تفقه من الحياة إلا مصالحها ولا تعرف من السّياسة إلا لغة القوّة والعنف، ولا ترسّخ من الأفكار إلا مزيدا من الشّقاق والنّزاع، أَمَا بعد هذا الشقاق شقاق، لم تشعر هذه الأجسام بأنها تتلظى بحرب ضروس في فكرها وعقيدتها ووجودها، بل إنها تسعى إلى مستوى آخر من الخلاف والشّقاق لا يقبله عاقل، فلِمَ يجتمعون إذا؟ وما الهدف من اجتماعاتهم الروتينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟.
فتركيا البلاد المضيف غارق في مشاكله الداخلية حدّ العنق، والسعودية البلد المرْكز في المنظّمة تعاني من حرب دموية كبّدتها خسائر بشرية ومادية لا تطيقها، والباقي إما غارقون في وهم التبعيّة وإما ناؤون بأنفسهم عن الحروب القذرة في صمت يغلب عليه الخوف من التورّط في المواجهة مع أي طرف من أطرافها، ولعلّه اتّبع حكمة السكوت من ذهب، غير أن الأحداث في سوريا تلقي بظلالها على القمّة بقوّة بعد ان استسلمت المعارضة للحوار في جنيف وبعد أن أحرزت القوات السورية نجاحا كبيرا على الأرض لا سيما النصر الكبير في طرد داعش من مدينة تدمر الأثرية.
فسوريا تشهد اليوم انتخابات تشريعية تحاول بها أن تغيّر من جوّ الحرب الذي طغى عليها طوال الأعوام الماضية عدّتْها كثير من الدول غير شرعية لانها لا تتماشى مع القانون الدولي، وهل كان اجتماع منظمة التعاون الإسلامي شرعيا حينما يبحث في حزب له دور كبير في تلقين الكيان الصهيوني درسا بأنه إرهابي، وأنه يخطّط لاحتلال دول أخرى وإثارة النعرات الطائفية في بقاع آمنة؟، وأين الشرعية في هذه المنظمة الكئيبة حينما لا تحسم أمرها في القضية الفلسطينية التي كانت قضيتهم الأولى على الطاولة بينما اليوم صارت من الثانويات التي لا تعيرها أيّ اهتمام تاركة الكيان الصهيوني يرتع في بحار من الدماء الفلسطينية البريئة التي تبحث عمّن ينقذها من حجم الدمار الهائل والعجرفة الصهيونية المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني.
منظمة تبحث في ما يعيق الوحدة والتآلف وترسّخ مبدأ اللاتوافق بين الأعضاء وتكرّس سلطة الفرض على بعض الأعضاء الذين ليس لديهم سلطة المال ولا الجاه كما هوعند الدول الكبرى، يمكن أن تُسحق في طرفة عين ولا تبالي الدول العظمى بذلك ويمكن أن تُعلي من شأن من تريد إذا كانت تخدم مصالحها العليا، وكيف لمنظمة التعاون الإسلامي أن توافق على التطبيع مع الدولة الصهيونية المغتصبة وهي في شريعتها دولة محتلة مغتصبة للأرض ومنتهكة لحقوق الإنسان، أما آن لهذه المنظمة أن تتفكّك وتريح الناس أجمعين، أما آن لها أن تتشكّل من جديد بعيدا عن الأهواء الشخصية والمصالح الذاتية وبحثا عن التوافق بين الحكومات والشعوب؟ نأمل ذلك.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول