أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - نظرة أدبية ونهج جديد في فهم النص القرآني















المزيد.....

نظرة أدبية ونهج جديد في فهم النص القرآني


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


صدر عن منشورات "الاغتراب الأدبي" بلندن كتاب جديد للناقد والشاعر صلاح نيازي يحمل عنوان " سورتا عمّ والتكوير، نظرة أدبية" وهو كتابه الرابع في سلسلة النقد التطبيقي. قد يبدو هذا العنوان مُستفِّزًا أو مُثيرًا للتساؤل في أقل تقدير. فما حاجة القرآن الكريم إلى هذه النظرة الأدبية؟ وهل ستساهم في فكِّ طلاسمه، وإزالة الغموض الذي يعتري العديد من آياته الكريمة؟ يعترف نيازي بأن المُفسِّرين القدامى لم يتركوا في القرآن الكريم شاردة وواردة إلاّ وأشبعوها بحثًا وتمحيصا لكن طريقتهم في التفسير أو التأويل قد شابَها بعض الغموض والارتباك معًا لأسباب كثيرة من بينها أنهم لم يتعاملوا مع النص القرآني كنسيجٍ عضويٍّ متشابك، ولم ينتبهوا إلى مواضعات الكلمة وتداعياتها وأصدائها حالما تخرج من قالبها المُعجميّ المتحجِّر، ولم يعيروا المنظورية أي اهتمام يُذكر، ولم ينتبهوا إلى أهمية الحواس في نمّو الصور المجازية، ولم يتوصلوا إلى تقنية التقابل الفريدة في القرآن الكريم.
تنطوي هذه النظرة الأدبية على نهج جديد في تفسير النص القرآني استجابة لما أستُحدِث من نظريات نقدية حديثة أبرزها المنظورية التي ساعدته في تفسير سورتيّ "النبأ" أو "عمّ يتساءلون" و "التكوير" وخرج منهما باستنتاجات جديدة، وتأويلات مقنعة لم يسبقه إليها أحد.
على الرغم من شيوع المنظورية Perspective كمصطلح قديم استعمله إقليدس وأفلاطون ومن بعدهما الحسن ابن الهيثم الذي صحَّح آرائهما في هذا المضمار وألفّ "كتاب المناظر" De aspectibus لكن هذا المصطلح لم يتطور كمعيار نقدي يُعيننا في تفسير النصوص الأدبية والقرآنية غير أنّ الناقد والشاعر صلاح نيازي اجترح هذا النهج النقدي وتبناه في تفسير العديد من القصائد والمسرحيات وبعض السور القرآنية من بينها "عمّ يتساءلون" و "التكوير".
لم يعتمد نيازي في تفسيره للنصوص الأدبية والقرآنية على المنظورية حصرًا وإنما على تفسير النص كوحدة مُتضّامةّ، ونسيج متشابك. كما تتبّع الكلمات التي تُبذَر في بداية النص، وتنمو في وسطه ثم تنضج في الخاتمة. وقد أفاد من تقنية الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن، وشيكسبير في هذا الصدد ولكنه هو الذي اكتشف هذه التقنية في القرآن الكريم ودرسها بعناية ليتوصل في خاتمة المطاف إلى هذه التأويلات المنطقية التي تحترم عقل القارئ سواء أكان مسلمًا أم من أديان أخر.
أفادَ نيازي أيضًا من تقنية الحواس والألوان في فهم النصوص وتفسيرها. وبما أنه مترجم وقد انهمك في ترجمة العديد من المسرحيات والروايات فإنه يحتاج إلى فهم كل صغيرة وكبيرة في هذه النصوص التي روّضها بمعرفته لكل التقنيات المُشار إليها سلفاً.
تشتمل سورة "النبأ" على أربعين آية لا يمكن قراءتها إلاّ كسورة متضامّة متلازمة تنمو فيها الثيمة شيئًا فشيئًا ولا يمكن قراءتها وتفسيرها كآيات منفصلات وإلاّ فسوف يقع المُفسِّر بنفس الأخطاء التي وقع فيها المفسرون القدامى.
لا غرابة في أن يبدأ الاختلاف في الآية الأولى "عمّ يتساءلون" حيث وقع الاختلاف في قراءة "عمَّ" فهل هي "عمّا" أم "عمّه" بهاء السكت؟. ثم يتواصل الاختلاف في العديد الكلمات والعبارات والجمل التي تزيد الآيات غموضًا وتعقيدا.
يشير نيازي إلى أن صيغة "يتساءلون" تدل على وجود أصوات متداخلة لسؤال مبهم لا يعرفون جوابه. وحينما يتلقى السائل إجابة ينتفض باستنكار لا يخلو من دهشة "عن النبأ العظيم" الذي سوف يختلف المفسرون في تأويله. هل هو القرآن، أم البعث بعد الموت، أم يوم القيامة؟ وأمام هذه الأحداث الهائلة مثل البعث أو يوم القيامة يُصاب الإنسان بالهلع فتأخذ اللغة طابع الرمزية والنبرة التجريدية التي تدفعهُ في خاتمة المطاف إلى التفكير بمعنى الحدث، وربما المشاركة في صنعه بقدرٍ أو بآخر.
يحدِّد نيازي المكان الذي يقف فيه السائل ويكتشف أنه كان بعيدًا عن الجمهرة اللاغطة. أي أن هناك مسافة بين السائل وجمهرة الناس لذلك لا تصح قراءة "كلا ستعلمون" والأصوب هي قراءة "كلا سيعلمون". وبسبب المنظورية، وتقنية الحواس، والمعاني المجازية، وتردّد الثيمة، والإيقاع، والنموّ، والتوقيت وما إلى ذلك نقترب من القراءة المنطقية أو التأويل الذي لا يبتعد عن الصواب كثيرا.
لا تصح قراءة كلمة "مهادًا" في الآية السادسة باعتبارها فراشًا أو مهدًا كما ذهب الزمخشري لأنها قراءة مُعجمية لم تلتفت إلى التداعيات النفسية والفنية لهذه الكلمة التي تدل على الشساعة والتنوع في آنٍ واحد. إذن، كيف يستطيع الإنسان إنكار النبأ العظيم وهو يرى بأم عينيه كل هذه الشواهد الملموسة للنظام الكوني الدقيق؟
انتقى نيازي إحدى عشرة آية تبدأ من الآية السادسة "ألم نجعل الأرض مهادًا" وتنتهي بالآية السادسة عشرة "وجنّاتٍ ألفافًا" كبراهين دامغة تدحض المتسائلين الذين أصبحت عيونهم شهودًا ضدهم. فهل ينكرون ما تراه أعينهم؟
يرجِّح نيازي التأويلات المجازية في كثير من المواضع فهو لا يكتفي بحاسة البصر المحدودة لذلك يُشرك الباصرة عندما تنتقل المنظورية إلى مدىً كوني أوسع. تنطوي العديد من آيات هذه السورة على بذور تنمّو ثم تصبح نبتة قبل أن تتحول إلى شجرة مثمرة. ولتفسير كلمة "المُعْصِرَاتِ" لابد لنا من المنظورية لمعرفة الصورة الكلية ودراسة مشهديتها فقد اختلف فيها المفسرون ولم يعرفوا إن كانت تعني السماوات أم الرياح أم السحاب؟ ولابد لنا من العودة إلى حالتين مرّتا بنا في هذه السورة حيث ناب فيهما الموصوف عن الوصف وهما السماء في "وبنينا فوقكم سبعًا شدادًا" والشمس في "وجعلنا سِراجًا وهّاجًا"، وحذْف الموصوفين، كما هو معروف، له دلالات نفسية عميقة. وعلى هذا الأساس تبدو أن كلمة "المُعصِرات" هي وصف لاسم محذوف تقديره "الغيوم" وليس الرياح أو السماوات. وقد جوّز نيازي القراءتين "المُعصرَات" بفتح الراء وبكسرها لكنه يعتقد أن الكسر أصوب على اعتبار أن "المُعصِرات" صفة لآلة أو عضو.
لا يفوته نيازي أن ينبِّه إلى الإيقاع البطيء المتهادي لهذه الآيات خصوصًا بعد "كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون" لأنها كانت تستعرض المَشاهد بهدوء وتمعن واضحين. لا يمكن أن نتوقف عند كل الآيات التي وردت في السورة المُشار إليها سلفًا كي لا نحرم القارئ من متعة قراءة الكتاب نفسه والتأمل في تقنياته وشواهده ومقارباته اللغوية والفنية. لذلك فهو يفسِّر "الألفاف" بـالشجر الكثير المختلف الأصناف والأنواع ويرى هذه القراءة هي الأنسب لفضاء السورة النباتي.
لابد من الإقرار بأن نيازي لا يميل إلى اليقين المطلق، وهذه صفة محمودة فيه، فهو يفكِّر بخطوط الرجعة دائمًا، واحتمال وقوعه في الخطأ والاعتذار عنه لاحقًا لذلك يستعمل كثيرًا في هذا الكتاب كلمات من قبيل "يبدو" أو "الأنسب" أو "الأقرب إلى الصواب" لكي لا يقطع شكّه باليقين الذي يصفع به هذا المفسِّر أو ذاك. وثمة أمثلة كثيرة في هذا الكتاب يشيد فيها بالفخر الرازي والدكتور بهاء الدين الوردي أو سعيد حوّى وسواهم من المفسرين الكبار الذين لامسوا المنظورية أو قاربوها من دون أن يكرِّسوها كنظرية واضحة المعالم، أو قرأوا النص كوحدة عضوية متلازمة، أو عادوا بنا إلى السومريين وتأويلاتهم التي لا تخلو من بعض القراءات المنطقية كما فعل د. بهاء الدين الوردي. ويكفي أن نشير إلى أن السومريين كانوا يعتقدون أن السماء ذكر وأن الأرض أنثى وعليه فإن معنى كلمة "ثَجّاجًا" ليس "الانصباب" كما ظنّ بعض المفسرين وإنما هو "تدفقٌ وانقطاع" في إشارة واضحة إلى عملية الإخصاب.
يعتقد نيازي أن كلمة "فُتِّحت" بالتشديد أوفق لأسباب عدة منها ما يتناسب مع ما مرّ من تشديد مثل "وهّاجًا" و "ثَجّاجًا" كما أنه يوحي بالتوقيت وكأنّ هذه الأبواب فُتحت في وقت واحد. وتقنية "التوقيت" في القرآن الكريم بالغة الأهمية ولا يجوز إهمالها وغضّ الطرف عنها بأي حال من الأحوال.
يفترض نيازي أن كلمة "بَرْدًا" في الآية 24 تقابل الآية التاسعة "وجعلنا نومكم سباتًا"، أي موتًا مؤقتًا وإذا صحّ هذا الافتراض فإن "البَرْد" في هذه الآية لا يعني سوى النوم، أي لا يذوقون فيها طعم النوم.
وبما أن المشهد نباتي وفيه "حدائق وأعنابًا" فإن "كواعبَ أترابًا" لا علاقة لها بالفتيات النواهد في سن واحدة. والكواعب هنا صفة بلا موصوف أيضًا ولكن ما أقربها إلى البراعم المتشابهة كما يذهب نيازي. تتجلى أهمية الحواس هنا، وخصوصًا البصر والذوق والسمع ربما "لا يسمعون فيها لغوًا ولا كِذّابًا". وهنا يتلفت نيازي بذكاء شديد يحضّ القارئ معه على التفكير والتساؤل: لماذا لم تُستعمل هنا حاسة اللمس إذا كان المقصود بالكواعب الأتراب فتيات من لحم ودم؟ ألا يعزز غياب الكواعب الحقيقيات التأويل النباتي لهذه الصورة البلاغية الآسرة؟ وبما أن السومريين كانوا يعبدون "الشجرة" قبل "التماثيل" فإن نيازي يرى في "كأسًا دهاقًا" الثمر الذي يئز منه الشراب من فرط نضجه.
يتساءل نيازي في الآية 37 عن قراءة "ربِّ السموات والأرض" هل هي بالرفع أم بالكسر؟ ويرى أن الرفع هو الأصوب لأنه يمنحها معنى الجلال والهيبة والرهبة. كما أنّ معنى "الرحمن" ليس صيغة مبالغة من "الرحمة" وإنما هي كلمة سومرية تعني "القوي" كما ذهب الدكتور بهاء الدين الوردي في كتابه القيّم "حول رموز القرآن".
يختم نيازي قراءته لهذه السورة بضرورة الانتباه إلى نقطتين أساسيتين وهما التعبيرات المجازية التي تبعدنا عن المباشرة والسطحية والقراءة الحقيقة للآية وأن الاقتصاص للجمّاء من القرناء هو تعبير مجازي لا غير يفيد هنا الانتصار للمظلوم من الظالم. أما النقطة الثانية فهي متابعته للتطور والنمو العضوي للسورة برمتها حيث تنتهي السورة بآية "يا ليتني كنتُ ترابًا" وكأنها جواب لما ابتدأت به السورة بآية "عمّ يتساءلون" بما تنطوي عليه من لغط وجدل واختلاف. أي أن السورة، كما يذهب نيازي، قد انتقلت من جمهرة لاغطة إلى كائن مفرد لا يتمنى إلاّ أن يكون ترابا!

سورة التكوير
تتألف سورة "التكوير" من 29 آية تتكرر فيها "إذا" الشرطية 12 مرة لكنها تأخذ ملامح "إذا" الفجائية بحسب نيازي. كما أنها تفيد هنا تراكم الأدلة والبرهانات وكأنّ السامع لا يريد أن يصدِّق تفاصيل الحدث الجلل.
يعتمد نيازي في تفسير أي نص أدبي أو ديني على المنظورية لأنها ترسم جغرافية الحدث، وتجسِّمه، وتحدد فيه مكان الراوية أو زاوية نظره. وهذا التجسيم يساعده كثيرًا في فهم المعاني أو الرموز المستعملة بين تضاعيف النص سواء أكان قصيدة أم مسرحية أم سورة من الذكر الحكيم؟
لا جدال في أن "إذا" أداة شرط لكنها في موقعها في بداية السورة يأخذ "معنى الاستغراب والإدهاش، وأكثر من ذلك المفاجأة"(ص59). كما ينبِّه نيازي إلى أهمية "واو العطف" التي تكررت 12 مرة أيضًا وهي تفيد هنا وجود صمت بين آية وآية وكأنّ المُناقِش ينتظر من السامع أن يستوعب هذا الحدث المهُول والمُرعب.
لم ينتبه المفسرون أيضًا إلى النمو المنطقي الدقيق في هذه السورة، ولم يأخذوها كوحدة متضامة، وإنما فسّروها كآيات منفصلات معتمدين في شروحاتهم على المعاني المُعجمية المجردة من إيحاءات الكلمة التي تنتظم في سياقات جديدة ترتبط بالجمل التي تأتي قبلها وبعدها كنسيج متشابك لا يقبل التجزئة والتقسيم القسريين.
تبدأ سورة "التكوير" بالشمس وهي أعلى شيء يمكن أن يراه الإنسان بالعين المجردة وهي تتكوّر، أي تتعطل وتنطفئ ويذهب نورها، ثم تنخفض زاوية النظر إلى النجوم التي تنكدر، ثم إلى الجبال التي تسير فتفقد صفة الثبوت، ثم إلى العشِار التي تعني الغيوم المُعطَّلة أيضًا، ثم إلى موت الوحوش، وجفاف البحار، ومنها إلى باطن الأرض حيث تُزوَّج النفوس في باطن الأرض. وبخروج الموتى أحياءً تبدأ الصورة بالصعود "وإذا الموؤدة سُئلت بأي ذنب قُتلت" ثم تصعد الصورة ثانية إلى السماء بواسطة الصحف المنشورة والجحيم المُسعَّرة إلى آخر هذا المشهد المُفزِع.
يُشيد نيازي بالعلامة محمد حسين الطباطبائي لأنه الوحيد الذي حاول أن يجد صلة ما في تفسيره بين آيتين، أي أنه التفت في الأقل إلى تفسير النص كوحدة عضوية متماسكة وليس كآيات منفصلات في إشارة واضحة إلى البناء العضوي للسور في القرآن الكريم. كما أشاد بالفخر الرازي الذي قال إن معنى "العِشار" هو "السَحاب" لأن العرب يشبهون السحاب بالحامل. وهنا "العِشار" مجاز عن السحاب الذي تعطّل ما فيه من ماء. ويأسف نيازي لأن الرازي لم يداوم في البحث عن صلة الآية بما قبلها أو بما بعدها، ولو فعل ذلك لسنّ لنا نهجًا جديدًا في النصوص القرآنية وغير القرآنية.
ينوّه نيازي إلى أن الفكرة التي تتردد كثيرًا في هذه السورة هي "التعطيل" التي تشكِّل في خاتمة المطاف القاسم المشترك أو الثيمة الرئيسة التي تساعدنا في حلّ ألغاز النص القرآني.
ثمة إشارات ذكية لأسئلة قد تُثار في ذهن المتلقي عن آية "وإذا النجوم انكدرت" ولماذا شذّ هذا الفعل عن بقية الأفعال المبنية للمجهول؟ ولماذا لم يقل: "وإذا النجوم كُدِّرت" ليوحِّدها مع إيقاع الجمل السابقة؟ هل يريد أن يدّل القارئ على قوة غيبية عظيمة تكمن وراء التكدير، أم لأن النجوم ليس لديها نور ذاتي؟ ثم يحيلك نيازي إلى أن كلمة "انكدرت" جمعت بصورة عجيبة السواد والاغبرار وهو ما يتلاءم والآية، وتداعت إلى معانٍ قريبة من شؤون الإنسان ومنها كدورة الماء والعيش"(ص77).
الالتفاتة الأذكى التي تدلل على ألمعية نيازي ناقدًا ومُفسرًا هي تأويله لأهمية الأفعال المبنية للمجهول في هذه السورة، وتوقيتها، وإيقاعها الموسيقي. فبعد حدوث العديد من الظواهر الكونية المُفزعة التي تبثّ الخوف والهلع في النفوس تأتي آية "وإذا الموؤدة سُئلت بأي ذنب قُتلت" لأن الوأد، هذا الفعل اللاإنساني، أصبح هو الآخر ظاهرة كونية عظيمة لا تقل هولاً وترويعًا عن الظواهر الكونية السابقة.
يتوصل نيازي إلى أن "الخنّس" و "الجواري الكُنّس" هي النجوم. وأن الليل الذي يبدأ بالإنحسار تمهيدًا لظهور المولود الجديد، أي الصبح، وكأنه خرج من رحم مظلم لكن إضفاء الصفة الإنسانية عليه من خلال "التنفّس" وضع هذه الآية في مصاف المجازات المبهرة التي تذهل السامعين في أقل تقدير.
أشرنا غير مرة إلى أن الدكتور صلاح نيازي ليس كائنًا يقينيًا فلاغرابة من تأكيده المتواصل على احتمالات الخطأ والصواب، وخطوط الرجعة، واحترام شرف المحاولة أو الريادة عند المفسرين الذين سبقوه ولم تتوفر لديهم تقنيات حديثة مثل المنظورية، والحواس، والدراسة المختبرية للنص بوصفه بناءً عضويًا متشابكًا شديد الإتقان. إنها محاولة تجريبية شديدة الأهمية من حيث الجرأة في مقاربة النص القرآني بواسطة تقنيات حديثة قد تُوصِلنا إلى خلاصات واستنتاجات مُدهشة لم نتعرّف عليها من قبل.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المنظورية في تفسير سورتي (عمّ والتكوير) لصلاح نيازي
- من تقنيات التأليف والترجمة لصلاح نيازي
- شتاءٌ مُلتهب: معركة أوكرانيا من أجل الحرية
- عُطارد وحكاية الخلود في الجحيم الأبدي
- تقنية الشخصية المُنشطرة في رواية -عِشق- لمريم مشتاوي
- البطولة المضادة والأداء التعبيري في فيلم سافروجيت
- ستيف جوبز. . صانع الأجهزة الحميمة والباحث عن الاستنارة الروح ...
- الشاعر صقر بن سلطان القاسمي . . . ربّان الموجة المتمردة
- جولة في الأعمال الشعرية الكاملة لأديب كمال الدين
- سندريلا . . . الأميرة الغامضة
- حارس الموتى. . رواية تختبر حدْس القرّاء (القائمة القصيرة لبو ...
- لماذا سقطت أقنعة التنكّر والتمويه في فيلم -تاكسي طهران-؟
- تجليات كردية في فيلم -رسالة إلى الملك- لهشام زمان
- تعدد الأصوات السردية في -نوميديا- طارق بكاري
- الفتى الذي أبصر لون الهواء. . أنموذج ناجح لأدب الناشئة
- تجاور الأديان وهيمنة الحُب الروحي في ما وراء الفردوس
- قراءة نقدية في العقليتين الشفاهية والتدوينية
- مريم مشتاوي ومتلازمة القلب المنكسر
- عالم داعش . . من النشأة إلى إعلان الخلافة
- مراعي الصّبَّار. . . يوميات ليست بريئة من الخيال


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - نظرة أدبية ونهج جديد في فهم النص القرآني