|
تلك قصيدة ماريانا
السيد عبد الله سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 01:14
المحور:
الادب والفن
تلك قصيدة ماريانا
أَعْطِنِي بَعْضَ الَّذِي أَخْفَيْتِ تَحْتَ برْوَازِ الجِنُونِ كَي أَرُدَّ الفَجْرَ لِلَّحْنِ الحَنُونِ كَيْ أَسِيْرَ بَاسِطًا وَعْدِي خَفِيْفًا كَانْشِرَاحَاتِ النجُومِ فَوْقَ أَرْضِنَا الرَّءُوْمِ نَحْتَسِي والعُشْبَ فنْجَانَ الخُرُوجِ مِنْ مَتَاهَاتِ الظُّنُونِ هَاهُنَا لَيْلٌ تَيبَّسَ فِي مَفَاصِلِ العَجُوزِ وَاخْتَفَى تَحْتَ الوِسَادَةِ لا يَبِيْنُ بَلْ يُرَاوِغُ طِفْلَةً حَطَّتْ كَرَابِيْجَ الحَنِيْنِ فَوقَ منْخَرِ العجُوزِ وَأَسْدَلَتْ مِنْ ضَفِيْرةِ الزَّمَانِ مًهجةَ المعْصُومِ مِنْ غَضَبِ السِّنِيْنِ هَاهُنَا فَجْرٌ تَرَبَّعَ فَوقَ عَرْشِ المحرومينَ وَانْزَوَى جَنْبَ السَّرِيْرِ يَسْأَلُ المَعْشُوقَةَ عَنْ فَتْحٍ مُبِيْنِ أَوْ يَرُدَّ البَابَ خَوْفًا مِنْ طُلُوعِ البدْرِ بَدْرًا دُونَمَا عُودٍ يُغَنِّي لِلصَّبَايَا. *************** فَتْحَةٌ فِي سَمَاءِ بَيْتِكِ الوَدِيْعِ أَفْلَتَتْ نُورَ الحَيَاةِ لِلْقَرَارِيْطِ الَّتِي قَدْ تَرَكْتِ جَنْبَ سَاقِيةِ البَنَاتِ واشتعلت كَالشِّمُوسِ، كَالنَّبَاتِ لا تَمْنَعِيْنَ الضَّوْءَ مِنْ سَكْبِ الشُكَاتِ لا تَمْنَحِيْنَ الرِّيْحَ إلاَّ أَنْوَاءَ البُكَاءِ هَكَذَا كُنْتِ عِنْدَمَا وَسَّعْتِ بَئْرًا قَدْ غَارَ مِنْهُ وَجْدُهُ وَارْتَمَى بَيْنَ الرِّمَالِ يَشْرَبُ العَكَارَةَ كُلَّها، يَشْتَهِي النِّدَاءَ وَالَّذِيْنَ فِي سَهْوِهِمْ، وَلَهْوِهِمْ مَالُوا عَلَيْكِ، وَاسْتَعَانُوا بِالَّذِي كَانَ مِنْ صَفَاكِ لَمْ يَكْتَفُوا بِالهَجْرِ فِيكِ بَلْ خَاصَمُوا ضرعَ الفطَامِ أَنْتِ لَمْ تَنَالِي مِنْ خُضْرةِ النَّبْعِ سوى لَحْني. ***************** فَتَحَتْ لِلَّذَّةِ بَابًا، وَتَوَارَتْ خَلْفَ البسْمَةِ تَغْسِلُ رَغْبَتَهَا المكْشُوفةَ بَيْنَ ضُلُوعِي وَتُمَارِسُ أَلْعَابَ اللَّفْظَةِ، والغِلْظَةِ وَتَكْحَتُ مِنْ تَحْتَ الجَفْنِ كُلَّ تَجَاعِيْدِ الأَيَّامِ المَنْهُوبةِ، والمنهكةِ وَالمَرْبُوطةِ خَلْفَ الجَسَدِ الحَيِّ وَتَبَادَلْنَا كُلَّ مَلامِحِ غِبْطَتِنَا وَتَنَاهَيْنَا كَأقْلامِ الحِبْرِ فَوْقَ الوَرَقِ الأَصْفَرِ تَنْهَشُنَا الرَّغْبَةُ أَنْ نَبْقَى كَالسِّكِيْنِ أَوْ فَوْقَ حُدُودِ المَشِيِ عَلَى الأَسْفَلْتِ وَبَيْنَ دُرُوبِ الخوْفِ المُمْتَلِئَةِ بِالأَشْجَانِ نَلْمَسُ فِضَّةَ أَشْيَاءٍ نَعْرِفُهَا وَنُدَارِي مِنْهَا مَا كَانَ بَرَاحًا لَلْوَرْدَةِ وَنُعْلِنُ مَا كَانَ سَرَابًا فَوقَ الخَدِّ أَيُّ الكَلِمات سَتَلْمَسُ مَكْمَنَهَا؟ وَتَمْزِجُ مَاءَ الذَّكَرِ بَاللَّحْنِ المَوْلُودِ فَوْقَ جَبِيْنِ الشَّمْسِ. ******************** تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا تِلْكَ الأُنْثَى مَدَّتْ مِنْ شِقِّ البَابِ أُنُوثَتَهَا وَتَجَلَّتْ بَعْدَ فوَاتِ النَّوْرِ كَالأُنشودةِ فِي الزَّمَنِ الصَّعْبِ وَتَمَلَّتْ فِي صَلِيْبِ الحُسْنِ مَفَاتِنَ أَلْحَانِي وَتَمَنَّتْ لِي لَوْ أَنَّ العَالمَ يَسْكُنُنِي وَيَطْرَحُ فِيَّ مَغَالِيْقَهُ. ******************* جَاءَتْ مِنْ صَفْوِ زُجَاجِ الحُجْرَةِ وَتَمَشَّتْ بِبرَاعَتِهَا فَوقَ خَيَالِي وَتَخَطَّتْ أَوْقَاتِي الصَّعْبةْ فَانْكَمَشَ القَلْبُ وَحِيْدًا بَيْنَ أَنَامِلِهَا كَالقِطَّةِ تَخْمِشُ لَوْنَ أَظَافِرِهَا وَتُدَاعِبُ ذَيْلَ الفُسْتَانِ فَتَدَلَّتْ كَالوَرْدَةِ، كَالْحُلمِ، كَالنُّورِ بَيْنَ مَرَايَا الأَرْضِ تَغْزِلُ فِي الشَّرْقِ مَنَارًا لِلْوَجْدِ وَفِي الغَرْبِ تَنْسِجُ بالرِّقَةِ ثَوْبَ السُّلْطَانِ. ************************ تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا حِيْنَ أَطَاحَتْ بِالحَجَرِ المسْنُونِ وَأَحَلَّتْ سَاعةَ صَفْوِي لِلْقَلْبِ المَحْزُونِ فَدَخَلْنَا وَاللَّيْلُ مَلاذٌ وَصَدِيْقٌ بَابَ الرَّغْبَةِ وَالصِّدْقِ وَتَمَشَّتْ أَشْجَارُ الحِنْطَةِ فِي خَطْوِ الكَلِمَاتِ فَانْبَثَقَتْ فِيْنَا الغَابَاتُ المَرْسُومةُ بالطَّبْشُورِ فَوْقَ مَوَائِدِ أَشْعَارِي وَتَدَلَّتْ خِصْلاتُ الشَّعْرِ السَّوْدَاءِ تَكْتُبُنِي بَيْتًا مَوْزُونَ الفِعْلِ وَمَهْجُورَ الأَسْمَاءِ وَوَلِيْدًا يَخْطُو نَحْوَ اللَّحْظِ المَخْطُوفِ مِنْ عَيْنِي كَالوَعْدِ وَبَهَائِي. ********************** تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا يُثْقِلُهَا الوَرْدُ المَنْثُورُ عَلَى الجّبْهَةِ وَخَيَالُ النِّسْمةِ فوق الخِدْرِ وطَرَاوَةُ أَنْمُلَةٍ مَرَّتْ فوقَ غَرَامِي كَفَرَاشَاتِ الحَقْلِ وَأَنَاشيْدِ النَّهْرِ.
د. السيد عبد الله سالم المنوفية – مصر 22 ديسمبر 2015
#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناحت اليمامات
-
الحرف مشكاة
-
وحدنا كنا
-
حدثتني بالذي كانت
-
هون عليك
-
تخدير
-
فرَّتْ أرقامُ الصفحاتِ
-
معجم الفروق اللغوية
-
سهل الطينة
-
الطيف الذي كان
-
الفاتحة أول الغيث الكريم
-
لقصيدتنا وطن وشعور
-
حينها كنا
-
مرجان البحر
-
خصيان القصر
-
عصفور تحت الكاب
-
الخطوط السوداء تبتكر طريقًا في عتمة النهر
-
شرق التفريعة
-
الفصل الأخير من رحيق التوت
-
لأن الشعر
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|