أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - وزارة التربية تبيح حرق النساء , ووزارة الثقافة تبيح ضربهنّ














المزيد.....


وزارة التربية تبيح حرق النساء , ووزارة الثقافة تبيح ضربهنّ


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 23:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وزارة التربية تبيح حرق النساء , ووزارة الثقافة تبيح ضربهنّ
ابدأ من جنوب العراق وتحديدا مدينة البصرة التي عانت الكثير من الويلات شأنها شان بقية المدن العراقية وكان لها الحظا الأوفر من هذه الويلات وبالتأكيد سيكون للنساء حظا مضاعفا بكثير من هذه الويلات كونهنّ الأضعف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ,حيث لم تكتفي طيور الظلام من ملاحقة النساء ومحاصرتهنّ تارة بالحجاب وتارة بملابسهنّ وأخرى بإباحة ضربهنّ والكثير من السبل التي تبغي قمعهنّ وإذلالهنّ , فلم يكتفوا بهذا القدر بل بدؤوا يتفننون ببث سموم افكارهم من خلال تشجيع النساء على حرق انفسهنّ بطرق ملتوية لعبت على اوتار الناس الحساسة من أصحاب العقول ألساذجة , وهو الشرف والفضيلة , الشرف الذي حصروه بأجساد النساء فقط لا بأجسادهم ولا بسرقاتهم وتركوا شرفهم الذي تلطخ بسفك دماء الابرياء الذين سقطوا ولا زال يسقط مهم الملايين دون ذنب , بل وغفلوا عن الدمار الذي لحق من جراء الحروب , وعن الكذب الذي صار مبعثا لفخرهم وعن الفقر والبطالة والفساد الذي صار مباحا للأغلبية ,ومن وسط كل هذا الدمار أخذوا يشجعون النساء على حرق أنفسهنّ بحجة ستر اجسادهن وأعلنوا على الملء خبرا يعظّم ويبجل امرأة كانت لحظها العاثر في موقع تفجير من مجموع تفجيرات عديدة ومتكررة كل يوم , الخبر كان عن مديرية تربية البصرة ومفاده امتداح وتكريم امرأة كانت داخل احدى السيارات التي احترقت وسط هذا التفجير الارهابي ، وعن لسان شهود عيان ,كما ذكر الخبر, كانت هي داخل السيارة المحترقة وقد التهمت النيران ملابسها ففتحت الباب وخرجت لكنها تفاجأت بالنار وقد احرقت ملابسها فكانت تحاول ان تستر جسدها غير انها لم توفق في ستره كون النيران شبت به فخجلت من مواجهة الناس بجسد مكشوف ففضلت العودة لسيارتها حتى فارقت الحياة داخلها وهذا من شدة عفافها ,وبالرغم من قسوة الموقف اختارت ان تلقي بنفسها في النار وتحترق على ان يطّلع أحدهم على جسدها لتلقي خالقها بستر وعفاف !!!
بدأت وسائل الاعلام بنشر الخبر على عدة مواقع وركزت على عفة هذه المرأة وتكريمها باستبدال اسم المدرسة باسمها, والبعض اقترح بان يُعمل لها تمثالا تخليدا لذكراها , أما عن كلمات الفخر بها لكونها صانت عورتها فحدث ولا حرج وكانت لها صدى وضجيج حيث بدؤوا يتفننون بطرح الموضوع المخزي ليدخلوه بعقول الساذجات ليمتثلنّ بها ,رغم ان الخبر وأنا اجزم بأنه غير صحيح كون لا يعقل لعاقل ,ومهما وصلت درجة جهله وتقديسه لجسده, في ان يلقي بنفسه في النار لمجرد ستر جسده , فهي غريزة الحياة والابتعاد عن اي الم ,فما بالنا ان كان هذا الالم هو الحرق بالنار؟
فأي خيال واسع هذا الذي يتحدثون عنه وأي عقول يبغون لها أن تصديق ما جاء في خزعبلات لا تُعقل , فعندما صوّروها بأنها خرجت من السيارة ومن ثم ادركت والنار تلتهم جسدها بان ملابسها قد احترقت ففكرت في ان تعود للسيارة وتحترق على مهلها وبسلام بدلا من ان تظهر للناس عارية ؟ !!
وكأنهم يقولون للنساء عليكنّ بحرق انفسكنّ على ان تكشفوا اجسادكنّ للرجال الضعفاء والعاجزين عن السيطرة على غرائزهم في ان يشتهوا جسد يحترق وكأنه دجاجة مشوية !!
أو كأنهم يقولون للنساء بان موتكنّ ولو حرقا هو افضل لكنّ من حياتكنّ فيما لو ظهر جزء من اجسادكنّ , فالجسد مقدس لنا دون العقل والهوس قائم به على قدم وساق .
ولكن هل سألوا انفسهم عن الكيفية التي بها سيحرّك جسد يحترق وسط النيران لشهواتهم ليهللوا من بعدها لذلك الفعل الذي هو بالتأكيد من خيالهم المريض ؟
أم هي نيران شهواتهم التي هي بلا حدود؟
الم تكتفوا بالنار التي تسكنها النساء معكم لتطالبوهنّ بحرق اجسادهنّ فيما لو حدث ما حدث لهذه السيدة ؟
وماذا عن الانفجار الذي مرّ مرور الكرام والذي أخذ ارواح العديد وبتكرار لم يشهد له مثيل أي بلد آخر , الم تحرّك تلك الارواح ساكنا بكم كما حرك جسد هذه السيدة المحترق الذي كان كل همكم كيف تستروه ؟
وهل فعلا هو ستر النساء ما تبغون ,ام انكم تبغون رجوع الزمن بهنّ لعصور حجرية كان لا يعرف بها الإنسان سوى جسده ومن ثم تدميرهنّ لتكون رهن اشارة الاجساد دون العقول ؟ وفي نفس الوقت عندما يمرض احدكم سيهرع لنساء الغرب العاريات يتوسل العلاج منهنّ .
أما في شمال العراق ’’ اقليم كردستان ’’ فقد تم طبع كتاب عن وزارة الثقافة والإعلام تحت عنوان (ضرب النساء أحد الطرق لمعالجة المشاكل الاسرية ) !!, ليرجعوا ويعززوا النظام الابوي كلما حاول الاحرار تقليصه والذي يبيح ضرب النساء لتأديبهنّ ومسخ انسانيتهنّ وحصرهنّ في دائرة الطاعة والرضوخ للرجل ليرفعنّ شعار, ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب .
فوزارة الثقافة تنشر وتبيح ضرب النساء في شمال العراق , ووزارة التربية تشجّع وتبيح حرقهنّ في جنوب العراق , فقد هّزلت ثقافتنا وهُزلت وزاراتنا التي تبيح ضرب النساء تارة وتشجعهنّ على حرق اجسادهنّ تارة اخرى , لتقول بالمعنى الحرفي بأنكنّ مجرد جسد وعليكنّ حجبه بل وحرقه هو الحل الامثل لكنّ فيما لو تطلّب الموقف وتعرّضت إحداهكنّ لموقف مماثل لما تعرضت له هذه السيدة .
هكذا تُحاصر نساء بلدي من الشمال إلى الجنوب ولا من يحرّك ساكن .

دمتم بوعيكم سالمين
~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الموت
- عيد الام وسجن الأمومة , وعبودية المرأة العربية
- عيدنا حزين
- هل تضاهي خسارتنا أي خسارة ؟
- خرجت دون ان ترتدي حجابها
- لا أرغب بجنة موعودة
- ارفعي رأسك عالياً .. فأنتِ مجني عليها ولستِ جانية
- ولا زالوا يسألون عن حرية المرأة وما تكون !!
- صديقتي المؤمنة
- لماذا لا يرتدي الرجل الحجاب؟
- تعدّد الزوجات وفوبيا العلمانيين منها
- الخروج عن المألوف
- امرأة ضد النساء
- قانون الجعفري هو امتداد لداعش
- لماذا ترتدي النساء الحجاب
- أعياد المرأة ما بين القتل والدمار
- هل تكفينا الكلمات
- تعرية الأجساد .. باسم الحرية وتحت شعار جسدي ملكي
- ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة
- منزلة المرأة وتكريمها من قبل الشيوخ


المزيد.....




- سجلي 800 دينار..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- الملاكمة النسائية في الجزائر.. إيمان خليف تلهم العديد من الف ...
- نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا ...
- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - وزارة التربية تبيح حرق النساء , ووزارة الثقافة تبيح ضربهنّ